قد يكون مصادفة أن مؤتمر روما حول هدنة ووقف إطلاق نار في غزة ينعقد في نفس اليوم والشهر ٢٨ يوليو الذي انعقد فيه مؤتمر باريس في خضم حرب ٢٠١٤ وفي باريس تمت صفقة الهدنة بعد فشل جهود الوساطة المصرية وعندما كانت خسائر الفلسطينيين أقل!. وكان من المخطط له أن ينعقد المؤتمر في باريس ولكن بسبب الوضع الأمني بعد العمل التخريبي في يوم افتتاح الألعاب الأولمبية تم نقل مقر انعقاد المؤتمر الى روما.

وكما جرى في باريس تجري المفاوضات في روما بدون حضور اي طرف فلسطيني! اعتقادنا أن لقاء روما سيكون أكثر جدية وسرية وخطورة من مفاوضات القاهرة والدوحة وحتى من مؤتمر باريس ٢٠١٤.

في هذا المؤتمر سيبحثون طريقة (خروج مشرف) لحركة حماس من الحرب مع وعود باستمرار شكل من السلطة لها في القطاع منفردة أو مع شركاء آخرين.
في هذا السياق نعيد التأكيد على ما سبق أن كتبنا عنه:
حماس حركة مقاومة ولكنها ليست المقاومة. 
حماس حركة إسلامية ولكنها ليست الإسلام. 

اختفاء حماس من المشهد الآن لن يؤثر كثيرا على المقاومة ولا على الإسلام في فلسطين بل سيكون لصالحهما،بينما استمراها في المعاندة والمكابرة سيسبب مزيدا من الموت والدمار.

عندما تكون موازين القوى في الحرب الراهنة حماس والمقاومة في مواجهة إسرائيل وواشنطن وغالبية دول الغرب، وعندما يتضح المخطط الصهيوني بتصفية كل القضية الفلسطينية وتدمير غزة تمهيدا لتهجير أهلها في ظل صمت وعجز عربي ودولي، في هذه الحالة على حركة حماس الانحياز لصوت العقل والمصلحة الوطنية حتى لا تمنح العدو مزيدا من المبررات لاستكمال تنفيذ كل مخططاته.