يُلاحظ أن نتنياهو الذي أعلن أهداف الحرب لم يحقق أي منها…

قتل آلاف الأبرياء و الصحفيين ومارس الاغتيالات، وهمه فقط البحث عن صورة نصر وإرضاء للحاقدين من الإسرائيليين….

قال سابقا عن محاور المقاومة إنها مردوعة وظهر له أن قوتها زادت وتمت مفاجأته بالسابع من أكتوبر…

وقال إن المقاومة اللبنانية مردوعة ولن تساند المقاومة في غزة و ظهر عكس ذلك…. وقال إنه يستطيع أن يقتل إيرانيين دون رد إيراني و تمت مفاجأته برد كبير …

وقال سوف أعيد المخطوفين بالضغط العسكري وكل يوم يخسر حياة واحد منهم…

نتنياهو ومعه الإرهابيين بن غفير وسموترتش يؤمن بالقتل والعقاب الجماعي والاغتيالات.. ويظهر له أن ذلك يزيد المقاومة قوة وشعبية ويوسع دائرة المشاركين في المواجهة ضد اسرائيل. ويرسخ للشعب الفلسطيني أن حقه لا يسترد إلا بالقوة والمقاومة ويفقد إيمانه بالسلام والمفاوضات في ظل مشاهدته ان كل الشعب الاسرائيلي متطرف ويصفق لقتل الأطفال والأبرياء لمجرد انهم فلسطينيين او عرب مسلمين .

النتيجة لممارسة نتنياهو وحكومته زيادة رقعة الاشتباك و استمراره… ووضع المنطقة على حافة حرب اقليمية… إن لم تصل لحرب عالمية.. زيادة عدد المناطق المخلاة داخل كيان الاحتلال وخاصة في الشمال… و بسلوكهم ادخلوا اهداف جديدة سيتم استهدافها وقد تهدد وجود اسرائيل…. من ام الرشراش ( إيلات ) إلى صفد .

واضح ان نتنياهو يريد تصعيد الحرب لإهدافه و قناعاته الشخصية هو ومحوره  والذين يؤمنون أن الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت… وهذا ايضا يعزز وجوده  الشخصي و يؤخر طرده من الحياة السياسية …

و الحقائق عليه أن يأخذها من التاريخ حيث: ثبت له من تاريخ طويل أن المجازر و الاغتيالات لم تكن حلاً، بل ضخ دماء جديدة للمقاومة والتفاف أكبر حولها .

وثبت له أن إسرائيل عن طريق السلام والمفاوضات حققت اهداف استراتيجية لها افضل عما تفعله بالحرب و بالمجازر و الإغتيالات و سياسة العقاب الجماعي و قتل الأبرياء …و المفاوضات جلبت لإسرائيل عدد كبير من الدول العربية و اصبحت حليفة لها… وهذه الأنظمة تعرت الآن وتقف ضعيفة امام شعوبها التي تشاهد ذبح اخوانهم وانتهاك مقدساتهم وهدم مساجدهم وكنائسهم ومحتمل ان تسقط هذه الأنظمة العميلة و تتعرى اسرائيل لان مساعدة هولاء العرب لها و لوجودها تعادل مساعدة أمريكا و الغرب لها ….

و الحقيقة نكررها أن  نتنياهو يفكر في نفسه قبل الحفاظ على وجود اسرائيل… حيث ان اطالة الحرب و الاشتباك  لصالح الشعوب المحتلة و المقاومة منذ انطلاقتها طرحت شعار حرب شعبية طويلة الامد…. وهذا يستنزف الاحتلال ويضعفه… ويزيد قوة المقاومة… والنصر دوما حليف الشعوب المظلومة و المضطهدة .

نتنياهو دمر إسرائيل… وينقلها من حرب إلى حرب.. وأسقط سمعتها في العالم و تحولت صورتها إلى دولة الإرهاب بلا منازع .

والسؤال الكبير هل لو افترضنا ان نتنياهو أنهى المقاومة في غزة… لن يأخذ جيشه للحرب لمواجهة الخطر  الاكبر المقاومة اللبنانية…. و هل إذا استهدف لبنان لن تدخل إيران و اليمن و العراق و سوريا؟

وقد يتبعها دول اخرى، وهل يتحمل جندي اسرائيلي أتى من بولونيا ومن منهاتن ومن المانيا وروسيا ان يبقى طوال عمره يرتدي بزته العسكرية يحارب و تحت القصف و خطر الموت … 

والسؤال الأهم، هل انتهت حماس بقتل الأبرياء أو عدد من جنودها او باغتيال هنية او غيره … فهي لم تنتهي عند اغتيال أحمد ياسين والرنتيسي وابو شنب… و هل ينتهي حزب الله باغتيال شكر  وغيره!

المجتمع الاسرائيلي سينتهي وتنتهي اسرائيل إذا لم يخرج سريعا من بينهم قادة عقلاء يؤمنوا بالعدل و السلام … ويذهبوا لصفقة او مفاوضات سلام…. و هذه آخر فرصة لهم وهي الخلاص من نتنياهو و محوره قبل تدمير اسرائيل…وبدء عملية سياسية حقيقية مسقوفة بزمن و نتائج لصالح كل الأطراف و وقف نزيف الدم و القتل .

رغم أن تصريحات المقاومة و ايران و اليمن ان الرد حتمي و موجع و قاسي و رادع  لكن قد تلجأ ايران و المقاومة إلى عدم الرد بقوة او ان لا تخرج عن قواعد الاشتباك كما خرج نتنياهو و الهدف يكون واضح " اطالة المعركة و المواجهة و التي لا تتحملها اسرائيل".

الحرب لا تُحسم  ايضا و لن تنتهي بقصف حيفا او تل ابيب او مطار او ميناء او شركة كهرباء…. الحرب  تنتهي بالعدالة و منح الشعب الفلسطيني حقه في دولته و تقرير مصيره … 

ونذكر بكلام المجرم بيغن  و الذي قال بما معناه : تنتهي اسرائيل عندما يقودها اغبياء جبناء … وعندما يكون قادة العرب والفلسطينيين حكماء اذكياء أقوياء أحرار.