في ظل الظلم و العدوان الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني وهذا السواد الذي يخيم على معظم مواقف الدول الغربية و حتى ذوي القربى من الدول العربية والإسلامية ، الذين تحولوا لوسطاء او محايدين ، في المقابل تقدمت جمهورية الصين الشعبية بمواقفها الثابتة و الداعمة لشعبنا من خلال ما تخوضه من معارك داخل مجلس الامن ضد الإمبرياليّة الأمريكي و اعوانها لتثبيت العدل و تطبيق قرار الشرعية الدولية بشان الحق الفلسطيني ، لم تكتفي جمهورية الصين بذلك بل تقدمت بمبادرة للمصالحة الفلسطينية الداخلية و نجحت بتثبيت اسس و نقاط مهمه بين الاخوة الفرقاء وقعوا عليها بحرية و دون اي تدخلات او ضغوط سوى استمرار تدفق دم اطفآل فلسطين في غزة و الضفة .
اتفاقية بكين التي نجحت بجمع جميع الفصائل الفلسطينية على طاولة واحدة و وضع خارطة طريق لانهاء الانقسام كحاجة اساسية ملحة لتوحيد الصفوف في مواجهة حرب الابادة ضد الشعب الفلسطيني و التي تقودها إسرائيل بمشاركة أمريكية أوروبية و غطاء رسمي عربي واضح من دول شقيقة وازنة ، كانت جهود بكين نقطة تحول تحاربها اسرائيل و اعوانها و قد كان اهم معاول هدمها باغتيال القائد إسماعيل هنية و غيره من القادة .
انتخاب القائد يحيى السنوار و الذي أمضى 22 عاما في السجون الاسرائيلية و كان اخاً و صديقا شخصيا لقيادات وازنة من حركة فتح و الفصائل الفلسطينية و على رأسهم القائد مروان البرغوثي و القائد احمد سعدات و الذين في عام 2006 وقعوا اتفاقية للمصالحة الفلسطينية أطلق عليها اتفاقية الأسرى و التي تشكلت بعدها و وفق لها حكومة وحدة وطنية بقيادة الشهيد اسماعيل هنية ، لكن ما لبثت ان تعطلت بمؤامرات أمريكية شاركت معها قوى اقليمية و داخلية لتعطيلها .
انتخاب القائد السنوار و اقتراب الافراج عن القائد مروان البرغوثي و القائد احمد سعدات تبشر بوحدة وطنية و احياء لاتفاقية الأسرى و استكمال سلس لما تم مؤخرا في بكين و روسيا و غيرها من الاتفاقيات من القاهرة لمكة لقطر لليمن و للجزائر و التي فيها تم جسر كل نقاط الخلاف الفلسطينية الفلسطينية ، السنوار و مروان و سعدات خبراء بالشأن الإسرائيلي بتجربتهم و تعاملهم مع السجان الاسرائيلي و إتقانهم اللغة العبرية و معرفتهم بكل مسؤول اسرائيلي اكثر من نفسه ، فلن تنطلي عليهم أساليب الخداع الاسرائيلي.
انتخاب السنوار و الإفراج عن القائد البرغوثي سيبعد عن الساحة كل مبادرات بيع الوهم الأمريكية و التي في جوهرها تدعم اسرائيل و تعزز الانقسام و سيحل محلها مبادرات الدول الصديقة و البعيدة عن محور الشر محور النازية و الجرائم الذي تقوده امريكا عبّر وكلاءها ، و سوف تتصدر اتفاقية بكين و اتفاقية الاسرى والحزائر و روسيا جدول الحوار بين الاخوة و ستنتهي حتما بوحدة كاملة و شاملة .
جمهورية الصين الشعبية ليست دولة منحازة لاحد بل تنحاز للعدل و المصير المشترك و المنفعة المتبادلة للبشرية و تنحاز للقرارات و القوانين الدولية فلم نشهد عبر التاريخ ان لدى جمهورية الصين احتلال او استغلال لشعب آخر او ان لديهم معايير مزدوجة كما نشاهد في مواقف امريكا و الدول الغربية و التي ترى ان ما حدث في المحرقة على يد النازية جرائم و لا ترى المحرقة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني انها جرائم حرب رغم قرارات المحاكم الدولية و مجلس الامن و تقف امريكا بقوة ضد وقف اطلاق النار و تقدم مبادرات استسلام للشعب الفلسطيني و تحاول ايضا القول ان المعطل لها الطرف الفلسطيني الذي هو الضحية و المطالب بذلك و ليس المجرم نتنياهو الذي يعلن جهارا و نهارا انه لن يوقف الحرب إلا بتحقيق اهدافه و أمريكا تزوده بالسلاح و المال و الجنود و حاملات الطائرات لتحقيق ذلك ، امريكا ترى بالرئيس بوتن كمجرم حرب و لا ترى ان نتنياهو و غالنت مجرمي حرب رغم ان كل الحرب الاوكرانية لم يسقط فيها مدنين طول مدتها منذ العام 22 حتى اليوم بعدد ضحايا يوم واحد من حرب الابادة ضد الفلسطينيين التي تنفذها إسرائيل حيث سقط حتى اللحظة 40 الف مدني منهم 16 الف طفل و عشرة الالاف امراة و كهل و الاف الصحفين و الاطباء و رجال الدين وكل ذلك بحماية الفيتو الأمريكي.
انتخاب السنوار لطمة في وجه اسرائيل و التي حاولت إعدام اتفاقية بكين من خلال الاغتيالات و التي بدايتها باغتيال رجل الوحدة الوطنية الاول في حماس الشهيد القائد صالح العاروري ثم هنية و فتح الباب بمصراعيه لتفعيل ما تم في بكين و اعادة اتفاقية الاسرى للواجهة ، الان اصبحت العيون تنظر باتجاه واحد مؤكد نجاحة في الوحدة و هو بكين و السنوار و مروان و سعدات ، و سيتم ابعاد مبادرات بيع الوهم الامريكي و من المؤكد ان السنوار لن يسمح بالتعامل مع مبادرة الرئيس بايدن المشارك فعليا بحرب الابادة ، و سيتعاون مع الصين و روسيا و محور العدالة في العالم لتقديم مبادرة يكون فيها ليس فقط انهاء العدوان و حرب الابادة بل تنفيذ القرارات الدولية بشأن تقرير المصير للشعب الفلسطيني و اقامة دولته ، لان امثال هؤلاء من قادة السجون لن يتعاملوا مع اتفاقيات بيع الوهم و ابر التخدير الموقتة و التي ستشعل حرب الابادة التي تقودها اسرائيل مرة اخرى بعد استعادة أسراهم ، و السنوار و مروان و سعدان لديهم شعار واحد بشان الأسرى الكل مقابل الكل و انتهاء الحرب بانتهاء الاحتلال .