صدى نيوز - بات جيش الاحتلال الإسرائيلي يعمد إلى إستراتيجية اختراق طائراته الحربية لحاجز الصوت عند تحليقها على ارتفاعات مختلفة في الأجواء اللبنانية، كجزء من المواجهات مع حزب الله في إطار جبهة المواجهات المتصاعدة على خلفية الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، الأمر الذي يؤدي إلى انفجارات صوتية مدوية، تؤدي إلى بث حالة من الخوف في أوساط اللبنانيين.
وذكر القناة 12 الإسرائيلية، نقلا عن مصادر في الجيش الإسرائيلي، أن "التكتيك الجديد الذي أضافه سلاح الجو الإسرائيلي ضمن هجماته في لبنان، يهدف إلى الحفاظ على القدرات العملياتية والتفوق الجوي في سماء لبنان، بالإضافة إلى ردع اللبنانيين" عبر بث حالة من الهلع في أوساط المواطنين، في ظل ترقب إسرائيل لرد حزب الله على اغتيال القيادي البارز في الحزب، فؤاد شكر، وسط التقارير عن ضربة إسرائيلية استباقية محتملة.
ووفقًا للمصادر العسكرية الإسرائيلية، فإن "الجيش الإسرائيلي بدأ في استخدام هذه الانفجارات الناجمة عن اختراق حاجز الصوت مؤخرًا في جنوب لبنان وفي العمق البناني، وكذلك في أجواء العاصمة بيروت". وذكرت أنه من بين أبرز الاستخدامات لهذا التكتيك، كانت الانفجارات التي سبقت خطاب الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، الأسبوع الماضي، والذي جاء بمناسبة مرور أسبوع على اغتيال شكر.
واعتبر التقرير أن "ردود الفعل القادمة من لبنان تشير إلى أن نجاح استخدام الانفجارات الصوتية لتحقيق الردع" في صفوف اللبنانيين، وأضافت أن التوثيقات الواردة من لبنان أثناء سماع أصوات الانفجارات العنيفة، "تظهر العديد من سكان بيروت وهم مرعوبون ويتساءلون عن سبب الانفجار"، فيما "يأمل" المسؤولون الإسرائيليون أن "تدفع هذه الأصوات اللبنانيين للضغط على نصر الله لتجنب الهجمات الكبيرة التي قد تؤدي إلى حرب شاملة".
ونقلت القناة عن مصادر في سلاح الجو الإسرائيلي قولها إن الانفجارات الصوتية "تساعد إسرائيل في الحفاظ على قدرتها العملياتية، حيث تزعج أنظمة الرادار الخاصة بالدفاع الجوي في لبنان، مما يجعل من الصعب على الأنظمة تحديد هدف الهجوم بدقة. هذا يساهم في الحفاظ على التفوق الجوي فوق لبنان".
وقالت المصادر إنه "إذا تم سماع دوي انفجارات صوتية في موقع ما، وتم تنفيذ هجوم في موقع آخر في نفس الوقت - فمن الصعب على الأنظمة تحديد ما الذي يجب التركيز عليه. وهذا أحد العوامل التي تتيح للسلاح الجوي الحفاظ على التفوق الجوي في سماء لبنان".
في سياق متصل، يواصل سلاح الجو الإسرائيلي تنفيذ هجمات يومية باستخدام الطائرات الحربية والطائرات المسيرة في لبنان، حيث تم الإعلان أمس عن استهداف مبانٍ عسكرية ومخازن أسلحة لحزب الله في مناطق مختلفة من جنوب لبنان؛ فيما تشهد الأجواء اللبنانية تواجدا متزايدا لسلاح الجو الإسرائيلي؛ في المقابل، ينجح حزب الله في تنفيذ هجمات بواسطة الطائرات بدون طيار، حيث اخترقت بعضها الأنظمة الدفاعية الإسرائيلية.
كيف تتشكل الانفجارات الصوتية؟
وأوضحت عالمة الفيزياء النووية من معهد ديفيدسون، الدكتورة نعمة حريت يعاري، وهي طيارة بنفسها، كيف تم إنشاء الانفجارات عبر اختراق حاجز الصوت: "عندما يتحرك جسم ما (عادةً طائرة) في الهواء، فإنه يولد تغيرات في الضغط تُكوّن موجات صوتية تنتشر في كل الاتجاهات بسرعة الصوت". وتقول: "إن سرعة الصوت ليست ثابتة، بل تعتمد على كثافة الهواء، التي تتأثر في حد ذاتها بمتغيرات كثيرة. ومنها: الارتفاع والرطوبة ودرجة الحرارة وغير ذلك".
وأوضحت أن الانفجارات تتشكل في اللحظة التي تتجاوز فيها الطائرة سرعة الصوت: "عندما تصل الطائرة إلى سرعة الصوت وتعبرها إلى سرعة تفوق سرعة الصوت، يتم إنشاء نوع من المخروط الوهمي للموجات الصوتية التي تكون جميعها خلفها - لأنها تتحرك بسرعة أكبر من الموجات الصوتية التي كان ينبغي أن تكون أمامها أي أنه يلحق بها. ويعتمد شكل المخروط على سرعة الطائرة كلما كانت سرعة الطائرة أكثر كانت حدة زاوية المخروط أكبر".
وتوعد حزب الله بالرد على عملية اغتيال شكر التي وقعت عشية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران في هجوم اتهمت إسرائيل بتنفيذه. لكن إسرائيل لم تؤكد أو تنف مسؤوليتها عن الهجوم. ودفعت عمليتا الاغتيال بالمنطقة إلى شفا حرب إقليمية مع توعد إيران أيضا برد قاس على إسرائيل وتهديد تل أبيب برد أقوى أو شن هجمات استباقية.