صدى نيوز - كتب خريج كلية القدس بارد للآداب والعلوم أحمد هيجاوي: قصتي بدأت في كلية القدس بارد، حيث حصلت على درجة البكالوريوس في الاقتصاد. والآن أنا حاصل على شهادتين لدرجة الماجستير في العلاقات الدولية والدراسات العالمية من كلية بارد في نيويورك والجامعة الأوروبية المركزية (Central European University). الآن دعوني آخذكم في رحلة معي حول هذه التجربة.
كأي طالب بعد الانتهاء من الثانوية العامة كان ينتابني شعور الحيرة في التخصص الذي سوف يحدد مصير مستقبلي، فكان اختياري بين تخصصين: إما تخصص الهندسة المعمارية أو الاقتصاد. علمت بوجود تخصص الاقتصاد في كلية القدس بارد، وهي إحدى كليات جامعة القدس، توجهت إلى الكلية والتقيت بأحد أفراد طاقمها، الأستاذ أحمد حميدات، الذي أجابني على كل الأسئلة التي كانت تجول في خاطري. اقتنعت جداً بجميع تلك الأجوبة التي احتوت على كل التفاصيل التي تتعلق بنشأة ومنهجية هذه الكلية، وقررت أن أنهي ترددي بالانتساب إلى كلية القدس بارد واختيار تخصص الاقتصاد الذي أصبح يسمى اليوم STEP (تخصص الفكر الاجتماعي والاقتصاد والسياسات العامة). كان خياراً صعباً، ولكنني أدركت حجم الفرصة التي أمامي فقررت المضي قُدماً. ومن أكثر الأمور التي دفعتني وشجعتني لاتخاذ ذلك القرار هو توفير الكلية العديد من الأدوات و المساقات التي تعمل على تطوير اللغة الإنجليزية لدى الطلبة في وقتٍ قصير، والتي مكنتني من تطوير لغتي خلال فصلٍ واحد فقط لأتكلم اللغة الإنجليزية بطلاقة فيما بعد.
كنت محظوظًا بأن أكون جزءًا من عدة مشاريع وإنجازات هامة خلال رحلتي كطالب في كلية القدس بارد. أولاً، كنت أحد مؤسسي مشروع EcoAQB الذي يهدف إلى نشر الوعي حول القضايا البيئية وتعزيز الممارسات المستدامة. ثانياً، قمت بالمشاركة في تأسيس و إنشاء مشروع CleanPalCo وإدارته المالية، حيث حصل هذا المشروع على المركز الأول في المسابقة الوطنية بمنافسة ثماني جامعات أخرى. أهلني النجاح في هذه المسابقة وفريقي للمشاركة في مسابقة أخرى على مستوى الوطن العربي ومنافسة أربع عشرة دولة، ثم الحصول على المركز الأول. ثالثاً، مشروع OSUN Consulting Group الذي هدف إلى تعزيز العلاقات بين طلاب شبكة جامعة المجتمع المفتوح (OSUN)، والتي كانت تضم 45 جامعة حول العالم. حيث عملت على تشكيل مجموعة استشارات متكاملة تجمع الطلبة من مختلف الدول وتقديم استشارات مبتكرة في مختلف المجالات الأكاديمية والمهنية.
إلى جانب هذه المشاريع، توليت عدة مناصب قيادية خلال فترة دراستي في كلية القدس بارد، مثل منصب رئيس نادي الطلبة في كلية القدس بارد، وسفير لشبكة OSUN، و OSUN Leadership Fellow.
كما شاركت في عدة مؤتمرات دولية، منها The Get Engaged Conference، حيث تقدمت بمشروع EcoAQB لطلاب ومهتمين من مختلف أنحاء العالم، وورشة عمل في نيويورك، وشاركت في ورشة عمل حول المالية العامة، مستفيدًا من تخصصي كطالب اقتصاد، وشاركت أيضاً في ورشات عمل Fellows Retreat في بوغوتا، كولومبيا بصفتي OSUN Leadership Fellow، مما أتاح لي فرصة لتبادل الأفكار والخبرات مع قادة شباب من مختلف الدول.
بعد تخرجي من درجة البكالوريوس عام 2023، حصلت على وظيفة في بنك الأردن كمسؤول عن مخاطر السوق والسيولة في رام الله. ثم انضممت إلى سلطة النقد الفلسطينية كباحث في السياسات النقدية. لم أتوقع بأن دراستي في كلية القدس بارد ستكون مزدحمة وبهذا الزخم. لقد فاقت تجربتي كل توقعاتي. لقد منحتني كلية القدس بارد كل المهارات التي احتجتها في سوق العمل وفي المسار الأكاديمي.
بفضل ذلك التعليم والخبرة والمكتسبة، تقدمت بطلب لدراسة الماجستير في العلاقات الدولية والدراسات العالمية من خلال برنامج مشترك بين Central European University في فيينا، النمسا وكلية Bard College في نيويورك. وبحمد الله فقد تم منحي هذه المنحة وكانت تجربة الماجستير في فيينا ونيويورك رائعة، حيث أتاحت لي فرصة العيش في مدينتين من أكبر مدن العالم وأكثرها تعقيداً. تعلمت الكثير والتقيت بالعديد من الأشخاص. وفي النهاية حصلت على شهادتين، شهادة أمريكية من Bard College وشهادة أوروبية من Central European University. تعرفت خلالها على شخصيات من طلبة وباحثين من مختلف الدول، مما عزز تجربتي الأكاديمية والثقافية.
إحدى أهم تجاربي العملية كانت التدريب لمدة خمسة أشهر في مجلس الأعمال للتفاهم الدولي Business Council for International Understanding في نيويورك، حيث كان مكتبي مطلاً على ساحة التايمز سكوير. هذه التجربة كانت فريدة من نوعها، حيث عملت في ثلاثة أقسام مختلفة: إدارة تكنولوجيا المعلومات والعمليات الإدارية، وقسم الشرق الأوسط، والقسم المالي. في قسم الشرق الأوسط، عملت على العديد من الأبحاث وتوسعت في فهم العلاقات الدولية بين الولايات المتحدة والشرق الأوسط وكيفية ربط الأعمال مع الحكومات. هذه التجربة عززت مهاراتي المهنية ووسعت شبكة علاقاتي المهنية بشكل كبير.
هذه تجربتي في كلية القدس بارد في سطور حيث اختصرت فيها مسيرة 5 سنوات من العمل الدؤوب والتجارب المختلفة، آملاً بأن تلهم تجربتي كل طالب من طلبة الثانوية العامة أو ما يعادلها، كي يبحث عن كلية مميزة وتخصصات ذات آفاق واسعة. وختامًا، أتوجه بالشكر لكل من دعمني خلال مسيرتي الأكاديمية والمهنية في كلية القدس بارد وجامعة القدس، وأتطلع للمزيد من النجاحات في المستقبل.