حرب الابادة و مذبحة الأطفال والأبرياء مستمرة على غزة والضفة منذ اكثر احدى عشر شهرا حيث وصل العدد غير الرسمي والمشهود 40 الف شهيد، وهناك عدد كبير لازال تحت الإنقاض يصل لأكثر من عشرة الالاف، وقُتل اكثر من 200 صحفي ومثلهم موظفين دوليين والجوع والمرض والتشرد والنزوح كل ذلك لم يُحرك العالم الغربي المجرم بقيادة امريكا وأذنابهم من بعض الدول العربية والتي يقودها موظفين لدى الامريكان، بل ما حركهم ليل نهار ما تتعرض له إسرائيل الان من تهديد إيراني يمني لبناني ووفق حساباتهم فانه سيوقع خسائر كبيرة لإسرائيل و يجر امريكا لمعركة حتمية قد تجعلها تخسر سيطرتها على الاقليم.
العالم متيقن من رد ايران على اختراق سيادتها بمقتل عندما دخلت مسيرات الاحتلال لقلب طهران واغتالت رئيس حركة حماس اسماعيل هنية، واغتالت فؤاد شكر في قلب بيروت الرجل الثاني في حزب الله واعتدت على اليمن بحرق مخازن النفط في الحُديدية، واليمن وحزب الله سيرد حتماً ومعروف للاسرائيلي قبل العالم ان حزب الله واليمن سيردوا بردود بحجم ما فعلت اسرائيل.
امريكا وأذنابها استنفروا ولا تهدىء الزيارات المكوكية لايران ولبنان والهدف حماية اسرائيل من اي ضرر، وهذه المرة قد يصل الضرر لانهاء وجودها إذا اشتعلت حرب اقليمية قد تدخلها دول في المنطقة وتثور شعوب دول التطبيع ومحتمل ان تشتعل حرب عالمية، واسرائيل اصبحت مفضوحة انها دولة وهمية ضعيفة ومع كل حرب تحتاج للدعم الامريكي حتى مع غزة، حيث التحرك الأمريكي ومعه التحرك الغربي والسفن وحاملات الطائرات والغواصات النووية ومضادات الصواريخ كلها تؤكد ان حضورها لمنطقة الشرق الأوسط هي دق طبول حرب ولا يقتصر على ردود محدودة، حيث ان الهدف استمرار احكام السيطرة على منطقة الشرق الأوسط بنفطها و غازها وأهميتها كحلقة وصل بين أقطار العالم جوا وبحرا حيث قناة السويس وباب المندب ومثلها السيطرة على المواد الطبيعية.
وقف إطلاق النار ممكن لو ارادت امريكا، ولكن بالشروط الاسرائيلية، وما لم تاخذه إسرائيل عن طريق الحرب تريد ان تاخذه بالمفاوضات، حيث ان اسرائيل تريد المخطوفين وقتل كل من يفكر بمقاومتها وتسليم غزة لعملاء لها، والسيطرة على المعابر ومحور فلادلفيا وعلى كل من يدخل لمنطقة الشمال، وبعد صفقة التبادل يحق لاسرائيل اعادة من تم الإفراج عنهم او اغتيالهم، ولا يجوز لاحد طرح اي حل للمشكلة الاساسية وهي حق تقرير المصير لشعبنا وحقه بدولة، فمعظم وزراء الخارجية من اوروبا لا يتحدثوا عن الاسرى الفلسطينيين ولا عن انهاء الاحتلال وحل الدولتين بل فقط عن اعادة المخطوفين الاسرائيليين.
إسرائيل الان فشلت في تحقيق اي هدف بالقوة، وجيشها مرهق والذي يقاتل على سبع جبهات، والجبهة الداخلية محطمة اقتصاديا واجتماعياً ونفسيا ومعظم سكانها في الملاجىء او تركوا مستوطناتهم و يعيشوا في الفنادق، وإذا فتحت الحرب الحقيقية مع ايران لن يتحمل الجيش الاسرائيلي المرهق والمهزوم حرب اخرى قد تمتد سنوات، ولن تستطيع اسرائيل اضافة جرائم لملفها بحرق أطفال لبنان وأطفال ايران و اليمن، وإن تضمن لها أمريكا استقرار دول الطوق وعلى رأسهم مصر وحتى دول مثل السعودية والإمارات لان شعوبها حتما ستثور عليها وعلى صمتها امام تلك الجرائم، ولن تستطيع اسرائيل حماية مستوطنيها داخل الضفة الغربية الذين يعيثوا فسادا، ولن تستطيع امريكا نشر قواتها داخل فلسطين ولبنان وايران، وهل ستصمت روسيا والصين وكوريا؟ وهل ستصمت باكستان و تركيا؟ الرد الإيراني ومن حزب الله سيجعل الابواب مفتوحة لاحتمالات غير مضمونة النتائج.
وقف إطلاق النار ممكن جدا ومن طرف واحد إذا ارادت إمريكا ونتنياهو، وتستطيع الانسحاب من غزة من طرف واحد واجراء التبادل بعد ذلك، حيث ان هذه الطريقة الأمثل لاستعادة أسراهم احياء سالمين، لكن ما يحدث هو اجندات نتنياهو واجندات أمريكية، معظمها مشاريع بيع الوهم وكسب الوقت دون اكتراث لا بدم أطفال فلسطين ولا بحياة الاسرى الاسرائيليين، امريكا التي تكذب كل ما تحرك لسانها تستطيع الاعتراف بدولة فلسطين وتنفيذ حل الدولتين وانهاء كل الحروب مرة واحدة، لكن الفكر الصهيوني الذي يتحكم بقيادتها لا نعلم اين سيجر المنطقة، ولا نستبعد ان التجهزات التي تعدها أمريكا والغرب تسعى لاستخدام الرد الايراني لتدمير ايران واشعال حرب في المنطقة و استخدام ردها كمبرر للهجوم الأمريكي الأوربي الاسرائيلي وحتى بعض العرب معهم على ايران، وبذلك محور الشر اما يسيطر على العالم بسيطرته على الشرق الأوسط او يتورط بمستنقع تكون هذه نهايته و يعم العدل و السلام في العالم.