صدى نيوز - أصدر حزب الله بيانا نفى فيه تقرير الصحيفة الأميركية تقرير "وول ستريت جورنال" حول اغتيال شكر، وجاء فيه أنه "تنفي العلاقات الإعلامية في حزب الله نفيًا قاطعًا الرواية المختلقة التي أوردتها ’وول ستريت جورنال’ حول استشهاد القائد الجهادي السيد فؤاد شكر وهي رواية مليئة بالأكاذيب ولا أساس لها من الصحة على الإطلاق".
وأضاف البيان: "كما تؤكد العلاقات الإعلامية أنّ أيًا من مراسلي الجريدة الثلاث الذين وضعوا أسماءهم على المقالة المذكورة، لم يلتقوا أبدًا أيًا من مسؤولي حزب الله على الإطلاق. وبالتالي فإنّ الرواية الكاذبة من أساسها والمصدر المنسوب له، ليسوا سوى من مخيلة كتابها ولا هدف لها سوى الترويج والدعاية للعدو الصهيوني، وهذا ما دأبت عليه الجريدة المذكورة، وعدد من وسائل الإعلام اللبنانية والعربية الذين نشروا هذه الرواية الكاذبة، دون أي مراجعة أو تدقيق وبنوا عليها مواقفهم في خدمة المشروع الصهيوني".
هكذا تم اغتيال شكر وفق الصحيفة الأمريكية
قال أحد جيران القائد العسكري الكبير في حزب الله، فؤاد شكر، بعد اغتياله نهاية الشهر الماضي، إنه "سمعنا اسمه، لكننا لم نره قط. لقد كان مثل الشبح"، وفق ما نقل عنه تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" اليوم، الأحد.
وشكر هو أحد أهم الشخصيات في تاريخ حزب الله، لكنه عاش حياة شبه خفية، ولم يظهر إلا في تجمعات صغيرة من قدامى المحاربين الموثوق بهم في الحزب. وكان قد ظهر علناً في وقت مبكر من هذا العام لحضور جنازة ابن أخيه الذي استشهد وهو يقاتل إسرائيل، ولكن لبضع دقائق فقط، كما قال أحد معارفه للصحيفة. وكان شكر سرياً للغاية لدرجة أن وسائل الإعلام اللبنانية التي نشرت تقارير عن وفاته نشرت صوراً للرجل الخطأ.
وقال مسؤول في حزب الله إن شكر الذي لا يعرفه إلا قِلة من الناس أمضى يومه الأخير، في الثلاثين من تموز/يوليو، في مكتبه في الطابق الثاني من مبنى سكني في الضاحية الجنوبية لبيروت، وكان يقيم في الطابق السابع في المبنى نفسه.
وفي ذلك المساء، وفقا للمسؤول في حزب الله، تلقى شكر اتصالاً من شخص يطلب منه الذهاب إلى شقته في الطابق الخامس. وعند الساعة السابعة مساءً، سقطت قذائف إسرائيلية على الشقة والطوابق الثلاثة التي تقع تحتها، مما أسفر عن مقتل شكر وزوجته وامرأتين أخريين وطفلين. كما أصيب أكثر من 70 شخصاً، بحسب وزارة الصحة اللبنانية.
وقال المسؤول إن الدعوة إلى سحب شكر إلى الطابق السابع، حيث سيكون من الأسهل استهدافه وسط المباني المحيطة، جاءت على الأرجح من شخص اخترق شبكة الاتصالات الداخلية لحزب الله. وأضاف المسؤول أن حزب الله وإيران يواصلان التحقيق في الفشل الاستخباراتي لكنهما يعتقدان أن إسرائيل تغلبت على مراقبة المجموعة باستخدام تكنولوجيا أفضل واختراق.
لقد كان اغتيال شكر بمثابة ضربة قوية لحزب الله، حيث أدى إلى القضاء على أحد أفضل الإستراتيجيين في الجماعة وكشف عن مدى اختراق عملياتها. وإلى جانب مقتل الزعيم السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، بعد ساعات، في هجوم إسرائيلي في طهران، فقد دفع ذلك أيضًا الشرق الأوسط إلى شفا حرب إقليمية تسعى الولايات المتحدة جاهدة لمنعها.
وفي شباط/فبراير، أمر نصر الله مقاتليه وأسرهم بعدم استخدام الهواتف الذكية، وذلك بسبب قلقه إزاء الانهيارات الاستخباراتية التي مكنت من قتل عناصره. وقال: "اتركوا هواتفكم، وعطلوها، وادفنوها، واقفلوها في صندوق معدني". ولمنع التنصت الإسرائيلي، لجأ حزب الله إلى استخدام لغة مشفرة ليس فقط على القنوات المفتوحة، ولكن أيضًا على شبكة الاتصالات الداخلية، كما قال المسؤول في حزب الله.
لقد عاش شكر طيلة حياته تقريبا في قلب عمليات حزب الله وصنع القرار وكان حلقة وصل رئيسية بين حزب الله وراعيه الرئيسي إيران. وفي عام 1982، عندما كان لا يزال في أوائل العشرينات من عمره، ساعد في تنظيم مقاتلي حرب العصابات الشيعة في بيروت لمقاومة الاجتياح الإسرائيلي.
وبعد أن حاصرت إسرائيل بيروت في ذلك العام، تراجعت المقاومة إلى وادي البقاع في شرق لبنان، حيث تواصلت مع نحو 1500 عنصر من الحرس الثوري الإيراني الذين وصلوا عبر سورية. وكان شكر يعمل آنذاك في المديرية العامة للأمن العام، وهي وكالة استخبارات حكومية لبنانية.
وأعلن حزب الله عن تأسيسه رسمياً في العام 1985، وأصبح شكر أول قائد عسكري له. واستمر في شن حملة حرب عصابات في الجنوب حتى انسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل من البلاد في العام 2000، واكتسب سمعة باعتباره مفكراً إستراتيجياً يتمتع بمعرفة بالمنطقة بأكملها.