صدى نيوز - نص المذكرة التي جرى تسليمها خلال الاعتصام الذي نظم قبل ظهر الاثنين، بالتزامن في الضفة الغربية، وقطاع غزة بمناسبة اليوم العالمي للعمل الانساني الذي يصادف اليوم.
وشارك العشرات من نشطاء المجتمع المدني، ووممثلي المؤسسات الحقوقية والانسانية، والجمعيات في الوقفة التي تحدث فيها حملي الاعرج ممثلا عن اللجنة التنسيقية للشبكة مطالبة بتحرك فوري لوقف العدوان في اليوم العالمي للعمل الانساني، والعمل على تأمين المساعدات والاغاثات الانسانية مشددا على دور الامم المتحدة في حفظ الامن والسلم الدوليين والعمل على الزام دولة الاحتلال بوقف مسلسل مجازرها بحق الشعب والمدنيين العزل، واستهداف دور الايواء والمشافي، والمؤسسات المدنية
وفيما يلي نص المذكرة:
مذكرة شبكة المنظمات الاهلية الفلسطينية
مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة OCHA
بينما تشتد مستويات المجاعة والعطش وانتشار الامراض والاوبئةفي ظل القصف والقتل والتدمير في قطاع غزة الذي باتت كل منطقة فيها منطقة معاناة، تتفاقم الأوضاع الإنسانية على أكثر من مستوى في ظل حرب مسعورة وحشية غايتها إجبار الشعب الفلسطيني على المغادرة القسرية لوطنه يستمر القصف اليومي الوحشي من قبل الاحتلال الإسرائيلي على مناطق الايواء، والمدارس التي تأوي النازحين والمهجرين، وتتواصل المجازر الدموية بحق الأطفال، والنساء، والشيوخ في حرب إرهابية تنفذها آلة الاحتلال دون اكتراث للقانون الدولي، والإنساني، والتي تتواصل ارتداداتها هنا أيضا في الضفة الغربية بما فيها القدس عبر الضم والاستيطان والاجتياحات اليومية الهادفة لتطهير الضفة عرقيا ضمن خطة الحسم والضم العنصرية التي تعمل عليها حكومة الاحتلال ليل نهار .
إننا في شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية وفي اليوم العالمي للعمل الإنساني الذي يصادف اليوم التاسع عشر من آب أغسطس من كل عام، نتوجه بهذا النداء إلى العالم أجمع وإلى الضمائر الحية وإلى البشرية التي تؤمن بقيم العدالة والإنسانية، ومحبي السلام، وأنصار حقوق الانسان في العالم لإعلاء الصوت عاليا حيث لم يعد الصمت مقبولاً أو الحياد والانتظار مجدياً. فإذا لم يتحرك العالم بعد أكثر من 40 ألف شهيد و150 ألف جريح و10 آلاف مفقود، وأكثر من مليوني نازح متى يتحرك؟!! وإذا لم تكن خطوات جدية بعد تدمير 70% من قطاع غزة متى يتحرك؟!! وبعد سقوط أكثر من 300 من العاملين في المؤسسات الدولية والانسانية، واستشهاد مئات الطواقم الطبية والدفاع المدني ، وتدمير المشافي، والكنائس، والمساجد، والمدارس، وسيارات الاسعاف وما خلفه من معاناة انسانية فاقت في بشاعتها أي حرب أخرى، وبات الحديث عن أن قطاع غزة لم يعد يصلح للحياة الانسانية هو حديث حقيقي، وواقعا ملموسا في كافة مناحي الحياة .
إن شبكة المنظمات الاهلية الفلسطينية وهي تنحني أمام هذا الصمود الأسطوري لأهلنا في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، تؤكد أن إفشال المخططات العدوانية للاحتلال يأتي عبر بوابة الوحدة الوطنية، كما تطالب الشبكة بالتالي:
- ان تقوم الأمم المتحدة ومؤسساتها الإنسانية لكثيف جهودها قبل فوات الأوان من أجل وقف فوري للعدوان على قطاع غزة المتواصل للشهر الحادي عشر لى التوالي، واتخاذ الخطوات اللازمة لإلزام إسرائيل قوة الاحتلال بوقف حربها الإجرامية، وإدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية والانسحاب من جميع المناطق في قطاع غزة.
- العمل على السماح للفرق الإغاثية والإنسانية بمواصلة جهدها في مجال الخدمات الإنسانية، والطبية والزام دولة الاحتلال بوقف استهداف الطواقم الدولية، والمحلية، والمؤسسات الدولية العاملة في قطاع غزة بشكل فوري بما ذلك السماح بإدخال كافة المساعدات الانسانية بما فيها التطعيمات الضرورية خاصة في ظل انتشار فيروس شلل الأطفال.
- العمل على السماح بدخول لجان الأمم المتحدة والمسؤولين الدوليين للقطاع، واستمرار توثيق جرائم الاحتلال ونحن في الشبكة نرحب بالتصريحات الدولية الداعية لمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على ما يقوم به من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، واتخاذ المقتضى القانوني حسب المواثيق الدولية من أجل تأمين محاسبة دولة الاحتلال على جرائمها بما في ذلك التوصيات الصادرة عن محكمة العدل الدولية الشهر الماضي والرأي الاستشاري بهذا الخصوص الذي ينص بشكل واضح على عدم مشروعية الاحتلال للأراضي الفلسطينية، واعتبارها وحدة جغرافية وسياسية واحدة .
- ندعو الى استمرار وتوسيع حركة التضامن الدولي والفعاليات والمظاهرات الداعية لوقف الحرب العدوانية، والعمل لبناء جبهة مقاطعة دولية واسعة لنزع شرعية الاحتلال، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف في العودة، وتقرير المصير والاستقلال الوطني في دولة كاملة السيادة عاصمتها القدس، وإنهاء الاحتلال بكافة أشكاله عنها بإرادة دولية تنهي الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني وتوفير الحماية الدولية فورا.
- تؤكد الشبكة على أن عمل المنظمات الأهلية الاغاثي والإنساني الطبي، والزراعي، والحقوقي، والنسوي والشبابي وفي كافة المجالات المجتمعية والخدماتية سيتواصل رغم استهداف المقرات والعاملين في هذه المنظمات، وسقوط العشرات من النشطاء بفعل القصف المباشر للاحتلال وهو لن يثني منظماتنا عن استمرار العمل إيمانا منها برسالتها تجاه المجتمع الفلسطيني، وتطبيقا للقيم الراسخة التي تؤمن بها، ورسالتها منذ نهاية سبعينات القرن الماضي، ودورها في الانتفاضة المجيدة الأولى العام 1987 وروح العمل الشعبي والتطوعي فإن المنظمات الأهلية لن تحيد عن هذا الطريق الذي رسمته طوال سنوات طويلة، وتتقدم في هذا المجال بكل الاعتزاز والتقدير للعاملين والمتطوعين والأصدقاء الذين يعملون في ظروف مستحيلة من أجل خدمة شعبهم .
واخيرا نستذكر نترحم على ارواح شهداء شعبنا بمن فيهم ابطال العمل الانساني من عمال الاغاثة والمتطوعين العاملين في وكالات الامم المتحدة والمنظمات الاهلية الفلسطينية والدولية.