صدى نيوز - عُقد بمحافظة رام الله والبيرة وبمبادرة من مركز الدراسات والتطبيقات التربوية CARE، وبمباشرة من اللجنة الوطنية التحضيرية للمؤتمر والتي شكلها المركز ، بالإعداد والتنسيق مع: مكتب دولة رئيس مجلس الوزراء والوزارات ذات الصلة بموضوعة الصحة النفسية والتواصل مع كافة جامعات الوطن والمؤسسات المحلية التي تعمل في المجال، وكذلك مع جامعات ومؤسسات عالمية مرموقة في مجال الصحة النفسية، لعقد هذا المؤتمر والذي تم عقده يومي 14 و15 اّب 2024 في قاعة جمعية الهلال الأحمر – البيرة.

وترأست د. سحاب زلموط من جامعة خضوري / فرع رام الله عرافة اليوم الأول ، وبعد الترحيب بالحضور واستعراض موجز لأهمية مثل هذا المؤتمر وما سيلحقه من متابعات وفعاليات، باعتبار أن الصحة النفسية باتت حق من حقوق الانسان وبالتالي احدى المرتكزات الأساسية للسلام والتنمية المستدامة

وبحضور رئيس نقابة الأطباء الفلسطينين سعادة د. شوقي صبحة ، ورئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين معالي قدورة فارس، وممثلين عن وزارة ا الثقافة ،وزارة المرأة ،وزارة شؤون القدس، وزارة العمل ،ووزارة التربية والتعليم ، ووزارة التنمية الأجتماعية .

ممثلاً عن دولة رئيس الوزراء د. محمد مصطفى، قام وزير الصحة د. ماجد أبو رمضان بافتتاح المؤتمر، مشيرا الى أن ما يتعرض اليه شعبنا الفلسطيني من معاناة وقهر وظلم وويلات وحروب وعدوان الاحتلال الذي يمتد لأكثر من مئة عام في كل مكان من وطننا.

وأردف قائلا أن قمة المأساة لمن بقوا أحياء، والذين يرون أطفالهم وعائلاتهم وأحبتهم يُقتلون بأبشع آلات الحرب الإسرائيلية، ولا يستطيعون أن يوفروا أبسط صور الحياة والأمان لأنفسهم وذويهم.

عدوان الاحتلال الإسرائيلي يتزايد كل يوم، بالقتل والتشريد واعتقال لأبناء شعبنا، وتدمير للمنازل والبنية التحتية بشكل يظهر حجم المعاناة الإنسانية والنفسية غير المسبوقة.

في وزارة الصحة الفلسطينية نولي أهمية قصوى للصحة النفسية، وعدد الذين يعانون من اضطرابات نفسية كبيرٌ جداً، ونحو ١٠٠‎%‎ من أهلنا في المحافظات الجنوبية يعيشون في صدمات واضطرابات نفسية بفعل ويلات العداون.
أطفالنا مستقبلنا وأملنا، وهم في صلب عملنا، وحمايتهم واجبة من جميع مكونات الشعب الفلسطيني والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية، وتلاحمنا الديني والمجتمعي والوطني والثقافي سبب قوي لتعزيز صحتنا النفسية.

الأصعب يتمثل في مئات الآلاف من المواطنين الذين لم نعرف عنهم ولم يتقدموا لطلب المساعدة، وعلينا أن نعمل سوياً لوضع خطط للوصول للجميع لمساعدتهم ومساندتهم في التغلب على كل ما ينغص حياتهم وحالاتهم النفسية
ثم ألقى د. غسان عبد الله مدير المركز كلمة مقتضبة ، تناول فيها انطلاقة مسيرة المركز منذ 1989 استجابة للاحتياجات الطارئة في المجتمع الفلسطيني ، لا سيما في مجال الصحة النفسية وبالتنسيق والتعاون مع الكل الفلسطيني ( مؤسسات رسمية وأهلية)، وكذلك الاستثمار في علاقات المركز الدولية مع جامعات عالمية ومؤساسات دولية تناصر قضية شعبنا العادلة

ثم قامت دكتور نهى عطير ، رئيس برنامج التأهيل التربوي في جامعة خضوري/ طولكرم بتقديم المتحدثين من الجامعات والمؤسسات الدولية ،وهم بروفسور ايان بارون ( جامعة ماساشوستس أمهيرست والذي تناول في مداخلته الصدمات النفسية عبر الأجيال التي عاشها وما زال يعيش اّثارها الشعب الفلسطيني ، تلته بروفسور أسترد جيربر من جامعة كيب تاون/ جنوب افريقيا والتي تحدثت عن اّثار الصدمات النفسية المتعاقبة على الأطفال الفلسطينين .
أما بروفسور اياد الحلاق ، المعالج النفسي والمحاضر في علم النفس الاكلينيكي / جامعة القدس فقد تحدث عن انعكاسات الفقدان والخسارة الناتجة عن عدوان الاحتلال المتواصل على شعبنا وبالأخص ما بعد الحرب على غزة منذ السابع من اكتوبر 2023.

ثم تحدث بروفسور جو كاري من جامعة فيرونا / ايطاليا عن واجب الايفاء بالتزامات البشرية نحو الأطفال
تبعه كلمة د.اياد عثمان ،رئيس نقابة الاخصائيين النفسيين والذي أشاد بالمبادرة هذه وضرورة دعمها و دوام التنسيق بين جميع الأطراف الفاعلة في مجالات الصحة النفسية

وفي الجلسة الثانية التي ترأسها د.كما كتالو من جامعة الخليل، فقد تحدث بروفسور حمزة ذيب عميد كليتي الشريعة والقراّن الكريم في جامعة القدس(سابقا) ورئيس فرع اتحاد الجامعات الاّسيوي – الافريقي للجامعات/فرع فلسطين ،وعضو مجلس الافتاء الفلسطيني،تحدث عن أثر العمق الديني في التعافي من اّثار الصدمات النفسية ،مستشهدا باّت من الذكر الحكيم وأحاديث نبوية شريفة ، عارضا بالصورة والكلمة بعض الأحداث والمواقف من المحافظات الشمالية والجنوبية.تبعه في الحديث الشيخ الدكتور ماجد صقر/وزارة الاوقاف والمقدسات الدينيةوالذي تحدث عن دور الديانات السماوية في تحقيق الصحة النفسية ،مدعما رؤيته بايات من القران الكريم وبعض النظريات التربوية.
أما الارشمنديت عبد الله يوليو/ عضو المجلس المركزي في م. ت.ف ومستشار في ديوان الرئاسة ، فقد تناول دور رجل الدينكرجل السلام في زمن الحرب مدعما حديثه بنصوص من الديانتين اللمسيحية والاسلامية .

وفي الجلسة الثالثة من اليوم الأول للمؤتمر ، والتي ترأسها الأستاذ الدكتور عيسى جرادات من جامعة بوليتكنك فلسطين/ الخليل، فقد تحدثت الأديبة المقدسية ديما السمان عن دور القصة والرواية وأثرهما في التعافي من اّثار الصدمات النفسية،معتبرة القصة/ الرواية ذات مسؤولية كبيرة في بلورة وبناء ذات الطفل ، لذا يتوجب الحرص عند اختيار فكرة القصة ، وتخصيص الوقت اللازم مع توظيف لغة الجسد وافساح المجال أمام الطفل للتحليق في الخيال وعدم المباشرة في الطرح.

ومن خلال تقنية الزووم ،تبعها ا. الدكتور وائل أبو الحسن ، أستاذ علم النفس في الجامعة العربية الأمريكية، والذي تحدث بدوره عن احدى تقنيات التحرر من اّثار الصدمات النفسية(TRE) ، دامجا بين التقديم النظري والتجسيد العملي
وفي ختام الجلسة تحدثت الدكتورة مرام مصاروة – طيبة المثلث / عميد كلية التربية في كلية القاسمي الأكاديمية ، عن الانعكاسات النفسية والعقلية للحرب القائمة عل غزة مدعمة مداخلتها باحصاءات واستناجات بحثها الذي أجرته على عينة من سكان غزة.
ترأس اليوم الثاني للمؤتمر015/4/2024) الدكتورة نهى عطير /جامعة خضوري طولكرم حيث قدمت د. أريج عياش/ هيئة شؤون الأسرى والمحررين ، ومعالجة نفسية ،حيث استعرضت ، وباسهاب ، أساليب التعذيب المتبعة داخل معتقلات الاحتلال ضد الأسرى الفلسطينين ، موظفة الاحصاءات وفيلم وثائقي قصير عن هذه الأساليب الفظّة لا سيما في معسكر سديه تيمان ، وما نجم وسينجم عن هذه الأساليب من أمراض فسيولوجية وسيكولوجية، مقترحة بعض أساليب للعلاج.

وفي ختام مداخلتها دعت د.عياش الى ضرورة بناء برنامج تأهيلي شامل ومتطور للأسرى مع اعداد خطة وطنية شاملة من أجل مساعدتهم على التعافي.

ثم تحدثت أ. وفاء علي ، مديرة الخدمات الاجتماعية زادارة الحالة بالضفة الغربية/وكالة الغوثUNRWA ، حيث تحدثت عن التأثيرات النفسية لحرب غزة و العمليات العسكرية فى مخيمات اللاجئين في المحاظات الشمالية ودو الأنروا في التعامل والتخفيف من اّثار هذه الأزمات.

تبعتها أ. لمى ترزي من مؤسسة جذور للأنماء الصحي والاجتماعي ، فاستعرضت بعض خدمات صحة شمولية ( بما فيها الصحة النفسية) في قطاع غزة والضفة الغربية ،بدءا من الوقاية ،حماية ومناصرة وخدمات اجتماعية في مراكز الايواء للنساء و الأطفال وكبار السن ،وتوظيف الخط الساخن للاستشارات المجانية.

ثم عرضت الخبيرة الوطنية بسمة أبو صوي ،مدير البرنامج الوطني للتأمل التجاوزي ،عرضت احدى تقنيات التأمل التجاوزي ،تعريفه وكيف لهذه التقنية المساعدة في التخفيف/ التخلص من اّثار الصدمات النفسية، وذلك من خلال تمارين عملية.

أما الجلسة الثانية فقد تم توزيع المشاركين/ المشاركات حسب الرغبة على ثلاث ورش عمل قصيرة هي : الصدمات النفسية العابرة للأجيال وتقنية العلاج عبر الحقل المعرفي، أدارتها الاخصائية النفسية ناريمان طه

والورشة الثانية حول استخدام الدراما بالاعتماد على نظرية المضطهدين وعلم النفس الايجابي، أشرفت عليها الخبيرة والمستشارة الخاصة د. عالية نشأت شعار – طاهر

والورشة الثالثة حول الاسعاف الأولي النفسي لردود فعل معقدة في واقع معقد هدفت الى توفير وفهم أساسي لردود فعل الفعل البيولوجية العصبية للأحداث الصادمة والمؤلمة كي يتم تقديم التدخلات الملائمة . أشرف على هذه الورشة الخبيرة نسرين قواس /مدير دائرة الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي في جمعية الهلال الأحمر – الضفة الغربية
هذا وقدم كل من دكتور خليل طنوس مدير عام الادارة العامة لادارة الحالة ود. سليم عودة مدير دائرة الدعم النفسي في وزارة التمية الاجتماعية.


تبع ذلك توزيع المشاركات والمشاركين الى مجموعات عمل صغيرة للجوار وتقديم التواصيات للجنة لوطنية التحضيرية للمؤتمر ، أشرف على هذه المجموعات اضافة الى د. نهى عطير كل من أ. مريم فرح/ جامعة الاستقلال، و أ. أريج جمجوم/ دائرة التخطيط م. ت. ف.


وأثناء الحوار المفتوح بعد اختتام عمل المجموعات الصغيرة تقدمت مجموعة الارشاد التربوي ومجموعة الصح النفسية برؤيا عملية لتنشيط وتفعيل دور هاتين الدائرتين .

هذا وستجتمع اللجنة التحضيرية للمؤتمر مع نهاية الاسبوع القادم ، لبلورة التوصيات الت تقدّم بها الحضور من أجل رفعها الى الجهات المختصة و صانعي القرار.