ترجمة صدى نيوز - قالت قناة 12 العبرية، مساء اليوم الأربعاء، أن تحديات كبيرة ستواجه رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" في الجيش الإسرائيلي، الذي تم تعيينه حديثًا، شلومي بيندر، بدلاً من المستقيل أهارون حاليفا الذي استقال على خلفية الفشل الذي لاحق شعبته بعد هجوم السابع من أكتوبر.

وبحسب القناة، كما ترجمت صدى نيوز، فإنه في ظل صدمة السابع من أكتوبر والحرب المستمرة على قطاع غزة، سيواجه بيندر سلسلة من التحديات الكبيرة، خاصة وأن تعيينه يأتي في وقت حرج، بسبب محاولات الجيش الإسرائيلي التعافي من الفشل الخطير في التحذير مسبقًا من هجوم حماس، وأيضًا بسبب الاستعداد لتهديدات مستقبلية أكثر تعقيدًا منها الحملة ضد حزب الله والتعامل مع التهديد الإيراني.

وشلومي بيندر (49 عامًا)، نشأ وتلقى تعليمه في حيفا، وانضم للجيش الإسرائيلي عام 1993، وأصيب بجروح خطيرة عام 1999 جراء انفجار عبوة ناسفة في جنوب لبنان، ولكنه عاد للخدمة بعد تشافيه، وبات يتقدم في التسلسل القيادي، وشغل عدة مناصب مثل قائد وحدة آغوز، وقائد دورية هيئة الأركان العامة والتي كان يقودها خلال حرب غزة عام 2014، وحصل حينها على وسام الشرف، كما كان قائدًا للواء جولاني، وقاتد تشكيل الجليل.

ووفقًا للقناة، فإن التحدي الأول بالنسبة لبيندر، وربما الأكثر إلحاحًا، هو استعادة ثقة الجمهور في جناح الاستخبارات بعد الفشل الكبير في التحذير من هجوم 7 أكتوبر، والذي يعد واحدًا من أخطر الاخفاقات الاستخباراتية في تاريخ إسرائيل، ويتعين على بيندر أن يقود عملية شاملة من التحقيق الداخلي، وتحديد الإخفاقات، واستخلاص الدروس.

وقالت: يجب أن تكون هذه العملية شاملة ومتعمقة، ويجب على بيندر فحص السلسلة الاستخباراتية بأكملها، بدءًا من جمع المعلومات، مرورًا بتحليلها، وحتى نقلها إلى الرتب العليا، ويجب عليه تحديد نقاط الفشل المحددة وتقديم الحلول العملية لتصحيحها، وقد يشمل ذلك تغييرات هيكلية في الجناح، وتحديث الأنظمة التكنولوجية، وتحسين عمليات العمل بين الوحدات المختلفة في السلك.

وأضافت: في الوقت نفسه، يجب على بيندر أن يقود تغييرًا مفاهيميًا عميقًا في قسم الاستخبارات، بعد أن أثبت الهجوم بأن العديد من التقديرات المتعلقة بقدرة "العدو" على العبور مع آلاف المسلحين إلى الأراضي الإسرائيلية والافتراضات الأساسية بأن حماس مردوعة وليس لديها أي سبب لبدء الحرب كانت خاطئة.

وتابعت: يتعين على رئيس أمان الجديد إعادة التفكير في كيفية تحليل المعلومات، وصياغة التوقعات، وكذلك تقييم التهديدات.

ورأت أنه في ظل القيود الأمنية وسرية المعلومات، فإن الخطوة الضرورية لاستعادة ثقة الجمهور، وخاصة ثقة سكان غلاف غزة، هي نشر نتائج التحقيق الداخلي، وهو ما يفسر كيف لم تتمكن "أمان" من التعرف على الهجوم، وما هي الخطوات التي يتم اتخاذها لتصحيح النظام وأوجه القصور حتى لا يحدث مثل هذا الحادث في المستقبل.

وعلى الرغم من الحاجة إلى إصلاح دائرة الاستخبارات، فإن التهديدات ضد إسرائيل لا تهدأ لحظة واحدة. كما تقول القناة.

وأشارت إلى أن التحدي الكبير الثاني الذي يواجه بيندر هو الاستعداد لحرب محتملة مع حزب الله والمواجهة المستمرة مع التهديد الإيراني.

وتطرح الحرب المحتملة مع حزب الله تحديات استخباراتية أكثر تعقيدًا بكثير من القتال في غزة، خاصة وأن حزب الله منظمة جيدة التدريب والتجهيز، وتتمتع بقدرات عسكرية متقدمة، مقارنة بحماس، وسيكون على "أمان" بقيادة بيندر أن تقود جهودًا استخباراتية متزايدة لمراقبة أنشطة حزب الله،

وفقاً للدروس المستفادة من الأشهر العشرة من الحرب في الشمال والجنوب، سيكون على الجيش أن يتأكد من أن لديه الأدوات التي ستجعل ذلك ممكنًا لمعرفة بدرجة عالية من الاحتمالية ما هي نوايا حزب الله، ومتى يجب دق أجراس الإنذار.

ويشكل التهديد الإيراني تحديًا استراتيجيًا طويل الأمد. لا تزال إيران تمثل التحدي الأكبر لأمن إسرائيل القومي، سواء بسبب برنامجها النووي أو تورط أتباعها في الساحة الإقليمية، حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، والميليشيات الشيعية في العراق، بهجمات من أراضيهم.

وتقول القناة: بعد الفشل الذريع في 7 أكتوبر، هناك خوف حقيقي من رحيل الضباط الموهوبين وذوي الخبرة، وهو الأمر الذي يمكن أن يلحق ضررًا بالغًا بالقدرات الاستخباراتية الإسرائيلية على المدى الطويل.

وأضافت: سيشارك بيندر في استعادة ثقة وتحفيز الضباط في الفيلق ويؤكد لهم على الأهمية الحاسمة لعملهم من أجل أمن إسرائيل.

والتحدي الآخر الذي يواجه بيندر هو بناء نموذج جديد ومتوازن لجمع وتحليل المعلومات الاستخبارية.

وقالت القناة: لقد كشفت أحداث 7 أكتوبر بشكل مؤلم عن حدود الاعتماد المفرط على الحلول التكنولوجية المتقدمة، على الرغم من أهمية أنظمة التجميع التكنولوجية وقدرات التحليل فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، لكنه فشل في تحديد نوايا حماس، ولذلك هناك حاجة حيوية إلى تعزيز كبير للاستخبارات الميدانية والاستخبارات البشرية، وكذلك مجتمع الاستخبارات بأكمله في إسرائيل، لقيادة عملية إعادة التوازن حيث يتم الجمع بين التقنيات المتقدمة والحضور البشري المتزايد في الميدان وشبكة متطورة من المصادر البشرية.

وفي هذا الإطار، يجب على بيندر العمل على زيادة عدد الموظفين الميدانيين والذكاء البشري، وتحسين تدريبهم، وتطوير أساليب العمل التي تجمع على النحو الأمثل بين المعلومات الواردة من الميدان والبيانات المجمعة بالوسائل التكنولوجية، وفي الوقت نفسه، يجب تحسين القدرات التحليلية لـ "أمان"، مع التركيز على تطوير التفكير النقدي والقدرة على تحديد "العلامات" التي تشير إلى تغيرات في نوايا "العدو".