صدى نيوز - أعلنت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، الجمعة، قبول ترشيح الحزب الديمقراطي لها في انتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في نوفمبر المقبل 2024، معتبرة، في آخر أيام مؤتمر الحزب الديمقراطي في شيكاغو، أن الانتخابات المقبلة التي تتنافس فيها أمام الرئيس السابق دونالد ترمب، "واحدة من الأهم في تاريخ الولايات المتحدة".

تطرقت هاريس في كلمتها لعدد من الملفات على أجندتها في سباق الرئاسة، جاء في مقدمتها توجيه الانتقادات لمرشح الحزب الجمهوري ترمب، والتحذير من عودته إلى البيت الأبيض مجدداً، وتعهدت ببناء "طبقة متوسطة قوية"، وخفض الضرائب المفروضة على الطبقة المتوسطة، ومعالجة أزمة نقص السكن معقول التكلفة، فضلاً عن بناء ما وصفته بـ"اقتصاد الفرصة" والحفاظ على الرعاية الصحية.

كما تطرقت أيضاً إلى الجهود الأميركية لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، إذ قالت إنه "حان الوقت لإبرام اتفاق بشأن الرهائن ووقف إطلاق النار"، وأضافت "سأدافع دوماً عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وأضمن أن لها القدرة على الدفاع عن نفسها، لأن إسرائيل لا يمكن أن تواجه مجدداً الإرهاب الذي ارتكبته حماس والعنف الجنسي"، على حد وصفها.

 وتابعت: "ما حدث في غزة خلال الأشهر العشرة الماضية مفجع"، مشيرة إلى أن حجم المعاناة في القطاع الفلسطيني "يفطر القلب".

وأشارت إلى أنها والرئيس جو بايدن يعملان على إنهاء الحرب "حتى يتمكن الفلسطينيون من الحصول على حقهم في الكرامة والأمن".

أمام الحضور في مركز "يونايتد سنتر" بآخر أيام المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، دخلت هاريس إلى المسرح الممتلئ عن آخره على أنغام بيونسية، وتصفيق وهتاف حاد من الحضور، الذي هتف USA USA USA، وكامالا كامالا كامالا، وهو ما ردت عليه بشكر الحضور. ووجهت الشكر لزوجها، في عيد زواجهما الذي يوافق الخميس 22 أغسطس، نفس يوم إلقاء خطاب الترشيح، بتوقيت الولايات المتحدة.

وجهت المرشحة الديمقراطية في انتخابات الرئاسة الشكر للرئيس جو بايدن وزوجته جيل، على "الرحلة التي خضناها سوياً"، ثم وجهت حديثها لشريكها في بطاقة التصويت المرشح لمنصب نائب الرئيس تيم والز "ستكون نائب رئيس رائع".

أخيراً، وبعد أسابيع من التكهن والتخمين، عرفت أميركا الخطوط العامة في برنامج كامالا هاريس للسياسة الاقتصادية، والذي هو بالأساس برنامج جو بايدن الاقتصادي، للأسف.

شددت هاريس في كلمتها، على أنها ستكون "رئيسة لكل الأميركيين"، وستعمل على "توحيد الأمة"، و"حفظ المبادئ الأساسية لأميركا من حكم القانون إلى الانتخابات العادلة والحرة، إلى الانتقال السلمي للسلطة".

وأضافت خلال خطابها في شيكاغو: "في هذه الانتخابات، أمتنا لديها فرصة ثمينة عابرة، للمضي بعيداً عن القسوة والتهكم والتشكيك، ومعارك الانقسام الماضية"، واصفة انتخابات نوفمبر بأنها "فرصة لفتح طريق جديد إلى الأمام، ليس كأعضاء في حزب أو فصيل واحد، ولكن كأميركيين".

"سلطة ترمب المطلقة"

وبشأن منافسها الجمهوري، الرئيس السابق، دونالد ترمب، فقد حذرت مرشحة الحزب الديمقراطي، من ولايته الثانية، ووصفته بـ"رجل غير جاد"، وأضافت: "انظروا إلى ما حدث منذ أن خسر الانتخابات الماضية، حاول قلب نتيجة الانتخابات، وأرسل غوغاء مسلحين للكابيتول، لإلغاء نتيجة الانتخابات، واعتدوا على ضباط الشرطة، وزاد من التحريض، بدلاً من تهدئة الأوضاع رغم مناشدات أعضاء حزبه".

وتابعت: "المستقبل يستحق القتال لأجله، وهذه هي المعركة التي نواجهها الآن"، معتبرة أن انتخابات نوفمبر المقبل "ليست الأهم في حياتنا فقط، ولكنها إحدى أهم انتخابات في حياة أمتنا".

وشددت مرشحة الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأميركية على أن "عواقب إعادة ترمب إلى البيت الأبيض مجدداً "خطيرة للغاية"، لافتة إلى "مشروع 2025" الجمهوري، الذي طرحه عدد من قيادات الحزب باعتباره أجندة محتملة لترمب حال عودته للبيت الأبيض، وقالت "نعرف كيف ستبدو ولاية ترمب الثانية، كل شيء موضح في مشروع 2025، في كثير من النواحي"، وأَضافت: "فكروا في السلطة التي سيملكها، خاصة بعد أن قضت المحكمة العليا بأنه سيكون محصناً من الملاحقة الجنائية"، "تخيلوا سلطة ترمب دون عوائق".

الطبقة الوسطى والضرائب

تعهدت كامالا هاريس، بـ"بناء الطبقة الوسطى"، حال فوزها بالانتخابات، مشددة على أن وجود "طبقة وسطى قوية"، كان دائماً عاملاً حاسماً لنجاح الولايات المتحدة، وأضافت: "هذا أمر شخصي بالنسبة لي. الطبقة الوسطى هي المكان الذي أنتمي إليه".

كما تعهدت أيضاً ببناء "اقتصاد الفرصة"، "حيث لكل فرد فرصة في المنافسة، والنجاح، سواءً كان يعيش في الريف أو في المدن الكبرى، وكذلك، توفير الوظائف، وخفض كلفة المعيشة، والقضاء على  أزمة نقص الإسكان معقول التكلفة، والحفاظ على الرعاية الصحية".

لا تزال خطة هاريس الاقتصادية في طور التبلور ويتوقع أن تركز على قضايا المواطن العادي بدل المقترحات التنظيمية الشاملة

وبشأن الضرائب، قالت مرشحة الديمقراطيين، إن منافسها الجمهوري دونالد ترمب، "يعمل لصالح أصدقائه الأثرياء، وسيمنحهم جولة جديدة من الإعفاءات الضريبية حال انتخابه مجدداً"، وفي المقابل، "تعهدت بمنح إعفاءات ضريبية للطبقة الوسطى تساعدها على تحمل تكاليف المعيشة"، وقالت في خطاب قبولها الترشح: "بدلاً من زيادة الضرائب التي يتبناها ترمب، فإننا سنقر خفضاً ضريبياً للطبقة المتوسطة يستفيد منه أكثر من 100 مليون أميركي".