صدى نيوز - وصل وفد من حركة حماس، اليوم السبت، إلى القاهرة، للإطلاع على تطورات جولة المحادثات الجارية بشأن صفقة تبادل الأسرى واتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، فيما تواصل الولايات المتحدة إيقاد المزيد من المسؤولين الأمنيين والسياسيين إلى المنطقة، في محاولة لممارسة المزيد من الضغوط للتصول إلى اتفاق.
وفي هذا السياق، بدأ رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي، تشارلز كيو براون، زيارة لم تكن معلنة إلى الشرق الأوسط، اليوم السبت، لمناقشة سبل تجنب أي تصعيد جديد للتوتر لئلا تتسع رقعة الصراع، في ظل حالة التأهب في المنطقة ترقبا لرد من قبل إيران وحزب الله على الاغتيالات الإسرائيلية الأخيرة في طهران وبيروت.
وبدأ براون رحلته في الأردن وقال إنه سيسافر أيضا إلى مصر وإسرائيل في الأيام المقبلة لسماع وجهات نظر القادة العسكريين، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر مطلعة، لم تسمها. وأكدت واشنطن، الجمعة، أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) وليام بيرنز وصل إلى القاهرة للمشاركة في المباحثات بشأن غزة.
وأفادت "رويترز" نقلا عن مصدر مطلع بأنه "من المتوقع أن يحضر رئيس وزراء قطر وزير خارجيتها، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، محادثات وقف إطلاق النار في غزة التي تعقد في القاهرة، السبت؛ في حين يتضاءل احتمال التوصل إلى هدنة في القطاع الذي يتعرض لحرب إسرائيلية متواصلة منذ 323 يوما، رغم التفاؤل الذي تبثه واشنطن.
وتجري المحادثات بعد جولة مماثلة عقدت في العاصمة القطرية الأسبوع الماضي، لم تحضرها حماس ولم تسفر عن تحقيق تقدم يذكر؛ وأكدت قيادات في حماس، اليوم السبت، أنّ وفدًا من الحركة، برئاسة خليل الحية، يزور القاهرة للاستماع إلى الوسطاء حول مستجدات المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة.
وقال مصدر مسؤول في الحركة أن وفد حماس "سيلتقي كبار المسؤولين في جهاز المخابرات المصرية بهدف الإطلاع على تطورات جولة المحادثات الجارية بشأن صفقة تبادل الأسرى واتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة". وشدد المصدر على أن هذه الزيارة "لا تعني المشاركة في جولة المفاوضات" التي تعقد بوساطة قطر ومصر وبرعاية الولايات المتحدة.
بدوره، قال القيادي في حماس، عزت الرشق، إن نائب رئيس الحركة، خليل الحية سيترأس الوفد، مشددا على أن الزيارة تأتي "بدعوة من الوسطاء في مصر وقطر، وذلك للاستماع لنتائج المفاوضات التي جرت في القاهرة"، مضيفًا: "تؤكد حماس التزامها بما وافقت عليه في 2 يوليو/ تموز والمبني على إعلان (الرئيس الأميركي جو) بايدن وقرار مجلس الأمن".
وجدد الرشق مطالبة حماس بالضغط على الاحتلال و"إلزامه بتنفيذ ما اتفق عليه، ووقف تعطيل التوصل إلى اتفاق"؛ فيما نقلت "رويترز" عن مصدر مطلع أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، دخل في خلاف مع المفاوضيين الإسرائيليين بسبب إصراره على ألا تنسحب قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي من محور فيلادلفيا في جنوب قطاع غزة.
من جهته، أعلن قيادي آخر في الحركة أن "قيادة حماس بما فيها رئيس الحركة (يحيى) السنوار قررت أن المرجعية التي يتم الاستناد اليها هي خطة 2 تموز/ يوليو التي وافقت عليها حماس". وأكد أن "موقف حماس وفصائل المقاومة مع تنفيذ خطة 2 تموز/ يوليو وليس التفاوض بشأنها".
وأفاد مصدر مصري بأن جولة المفاوضات "الموسعة" ستنطلق الأحد بمشاركة مسؤولين مصريين وقطريين. وتحدث عن "مناقشات موسعة في القاهرة، الجمعة والسبت، للإعداد لجولة مفاوضات موسعة تنطلق الأحد"، مشيرا الى أن واشنطن "تناقش مع الوسطاء مقترحات إضافية لسد الفجوات بين إسرائيل وحماس وآليات التنفيذ".
ورأى أن جولة الأحد ستكون "مفصلية لبلورة اتفاق سيعلن عنه إذا نجحت واشنطن في الضغط على نتنياهو" الذي يصر كذلك على إبقاء الاحتلال على نقاط تفتيش في محور "نتساريم" لمنع مقاتلي حماس وعناصر المقاومة من الانتقال من الجزء الجنوبي من غزة إلى شمال القطاع، وفقا لـ"روتيزر".
ونقلت الوكالة عن مصدر مطلع على المفاوضات أن نتنياهو وافق على نقل موقع واحد بمحور فيلادلفيا لبضع مئات من الأمتار، لكنه سيحتفظ بالسيطرة الكاملة على المحور، على الرغم من ضغوط من أعضاء فريقه التفاوضي لتقديم المزيد من التنازلات. وأضاف "يصر رئيس الحكومة على أن هذا الوضع سيستمر، في معارضة لضغوط بعض عناصر فريق التفاوض التي ترغب في الانسحاب من هناك".
وترفض حماس شروط نتنياهو بشدة، خصوصا تلك المتعلقة بالإبقاء على قوات الاحتلال في محور فيلادلفيا وممر "نتساريم"، وتشدد على ضرورة الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال؛ وتتمسّك حماس بموقفها الداعي إلى التقيد بالمقترح وفق الصيغة التي أعلنها الرئيس الأميركي، جو بايدن، في 31 أيار/ مايو، وأعلنت قبولها مطلع تموز/ يوليو.
وينص المقترح على هدنة مدتها ستة أسابيع يرافقها انسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة في غزة وتبادل الأسرى، ثم مرحلة ثانية تنتهي بانسحاب إسرائيلي كامل من القطاع.
ورأى القيادي في حماس، حسام بدران، أن "إصرار نتنياهو على إبقاء قوات الاحتلال في محوري طريق الشهداء (نتساريم) وصلاح الدين والشريط الحدودي مع مصر (فيلادلفيا) يعكس نوايا الاحتلال في مواصلة العدوان وحرب الإبادة وعدم التوصل لاتفاق نهائي"؛ وتابع "لن نقبل بأقل من انسحاب قوات الاحتلال بما في ذلك من محور فيلادلفيا ونتساريم".