في المنطقة توجد أحزاب وجماعات دينية وأصولية كثيرة بالإضافة الى الأصولية اليهودية المتطرفة والأصولية الهندوسية الخ أيضا أنظمة دينية أو تزعم أنها تستمد شرعيتها و تحكم بما انزل الله،مثلا في إيران وتركيا وإسرائيل.
هذه الجماعات والأنظمة تهيمن تقريبا على المشهد السياسي مع غياب وتراجع كبير للأحزاب والتيارات القومية والتقدمية والوسطية. فقط العربية منها فشلت في عمل مصالحة بين الإسلام والدولة الوطنية وبين الإسلام والقومية ، مما أدى لصراع وصل لحرب أهلية أساءت للإسلام وأضعفت الدولة الوطنية،بينما في الدول الأخرى تمت مصالحة بين الطرفين وتم توظيف الدين لصالح الدولة القومية/الوطنية.
ففي ايران وظف الملالي الإسلام الشيعي لصالح الدولة القومية الفارسية وقاتلوا وقتلوا مئات آلاف المسلمين السنة من أجل دولتهم القومية الفارسية وكانوا سببا في تدمير واضعاف وتقسيم اربعة دول عربية،وفي تركيا وظف أردوغان وحزب العدالة والتنمية الخطاب الإسلامي لصالح الدولة القومية التركية ودخل في حروب مع جيرانه المسلمين وإحتل اجزاء من اراضيها لهذا الغرض بل وحافظ على عضوية بلاده في حلف الأطلسي من اجل ذلك ،أما في الكيان الصهيوني فقد هيمن اليمين الديني المتطرف على كل مناحي الحياة ولكن ليس في تضاد مع الدولة بل لتصحيح مسارها كما يقولون لتصبح دولة متطابقة مع التوراة والديانة اليهودية.
دون تجاهل دور الغرب في إبقاء العرب في حالة تخلف لحماية مصالحه ولصالح العدو الصهيوني، إلا أن هناك عوامل داخلية مساعدة بل قد تكون حاسمة سببا للتخلف، حيث يبدوا أن بقايا الثقافة والعقلية العربية الجاهلية تفسد كل شيئ:الديمقراطية،الراسمالية،الاشتراكية،حتى الديانة الإسلامية.
وبالتالي تتقدم دول المنطقة ويتراجع العرب الذين فضلهم رب العالمين لينزل رسالته على نبي منهم وبلغتهم،إلا من ربطوا أنفسهم كليا بالغرب ومصالحه وثقافته فيتطورون تحت إشرافه ووصايته.