صدى نيوز - اعتبر تقرير إسرائيلي أنه في السنوات الأخيرة تسود "انفراجة" في العلاقات بين الدول في الشرق الأوسط، بعد أن تميزت هذه العلاقات بالتوتر في العقد الماضي، على خلفية الأوضاع الأمنية في دول عربية في ظل "الربيع العربي".
وحسب التقرير الصادر عن "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، أمس الأحد، فإن "دولا مركزية، عربية وكذلك إيران وتركيا، نفذت في السنوات الأخيرة خطوات باتجاه تخفيف التوتر بينها، وبعضها سعت إلى استئناف العلاقات الدبلوماسية، تعميق العلاقات الاقتصادية، وفي بعض الحالات جرى تحريك تعاون أمني، انطلاقا من اعتبارات تتعلق بالفائدة من هذه الخطوات بهدف تحسين وضعها الإستراتيجي".
وأشار التقرير إلى أن الدول الشريكة في "الانفراجة" حققت أهدافها: "بعضها خرجت من عزلة سياسية، وتحسنت الظروف الاقتصادية لدى أخرى، وتحسن الوضع الأمني في دول أخرى".
ولفت التقرير إلى أن "ظروفا مختلفة وبالأساس تبعات حرب ’السيوف الحديدية’ (أي الحرب الحالية على غزة) أدت إلى أن إسرائيل معزولة أكثر في المنطقة في الفترة الأخيرة على الأقل. لكن إسرائيل استفادت بصورة غير مباشرة من تحسن الوضع الإستراتيجي لدول في المنطقة، مثلما حدث في حالة تحسن العلاقات بين إسرائيل وتركيا في العام 2022 وحتى تشرين الأول/أكتوبر 2023" عندما بدأت الحرب على غزة.
ويشارك في "الانفراجة" لاعبون ليسوا دولا، مثل الاتصالات بين السعودية وحركة حماس وكذلك بين الإمارات وحزب الله، قبل وأثناء الحرب على غزة، وفقا للتقرير.
وبحسبه، فإن "الانفراجة خفف الوضع الإستراتيجي لدول عربية كثيرة ولو بشكل ضئيل وسمح لها بالحفاظ مسافة من تبعات حرب السيوف الحديدية، وخاصة مخاطر اتساع الحرب إلى أراضيها".
ووصف التقرير هذه "الانفراجة" بأنها بالأساس "تحول إسلامي داخلي، ورغم أن إسرائيل ليست جزءا مركزيا في "الانفراجة" إلا أنها متأثرة بهذا التحول. واعتبر أن "تحسن الوضع الإستراتيجي لدول الخليج وخاصة السعودية، نتيجة الاتفاقيات مع إيران والحوثيين، هو أمر إيجابي بنظر إسرائيل لأنه يعزز الدولة التي تتعامل مع إسرائيل باعتدال نسبيا".
وأضاف التقرير أن "تحسن العلاقات بين إيران ودول الخليج لا يمنع بحد ذاته تحسن العلاقات بين دول الخليج وإسرائيل، بل بالإمكان القول إن الاتفاقيات الرسمية بين إيران ودول الخليج من شأنها أن تقيد أيدي إيران مقابل محاولات استهداف دول الخليج".
واعتبر التقرير أن "الانفراجة لا تمنع انتقادات من جانب إيران وتركيا بأن دولا عربية تقيم علاقات مع إسرائيل، أو أنها لا تتخذ مواقف متشددة ضد إسرائيل في القضية الفلسطينية منذ نشوب حرب ’السيوف الحديدية’، لكن الانفراجة تلجم هذه الانتقادات إلى مستوى يحتمل من ناحية الدول العربية".
وعبر التقرير عن تخوف إسرائيلي من أن "تحسن العلاقات الدبلوماسية بين الدول العربية وبين إيران وتركيا، في ظل استقرار إيران في حيز العتبة النووية وزيادة تأثيرها الإقليمي، من شأنه أن يدفع عددا من الدول العربية، انطلاقا من خوف، إلى التقرب من إيران وخفض مستوى علاقاتها مع إسرائيل، في المجال العلني على الأقل. كما أنه كلما تحسن وضع الدول العربية الأمني بفضل الانفراجة، بالإمكان الادعاء أنها ستكون أقل احتياجا لمساعدة إسرائيلية".
وأشار التقرير إلى أن "إسرائيل أولت أهمية إلى أفضليات انشقاق الصف العربي وربما أن هذا المفهوم لا يزال ساريا. ومن هذه الناحية، الانفراجة الإقليمية لا تخدم مصالح إسرائيل، وبالتأكيد لدى الحديث عن تحسين العلاقات بين دول إسلامية وعربية من دون تدخل أميركي، وخاصة عندما يتعلق ذلك بتحسين العلاقات بين إيران والمنطقة العربية".
وأضاف أنه "طالما أن إسرائيل ليست شريكة في الانفراجة وعزلتها تتعمق وحسب، فإن المفهوم بأن الانفراجة تستهدف المصالح الإسرائيلية يتعزز. وعلى إثر استمرار محاولات إسرائيل بالاندماج في المنطقة ومحاولاتها لمواجهة أعدائها، فإن الانفراجة تشدد على أهمية تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، وبشكل خاص السعودية وتسوية مقابل الفلسطينيين، خاصة من أجل أن تكون جزءا من بديل إقليمي للمحور الموالي لإيراني".
وفي يتعلق بالعلاقات بين السعودية وإسرائيلية، "قبل توقيع اتفاق تطبيع علاقات بينهما أيضا، أثبتت السعودية (بمشاركتها في التصدي للهجوم الإيراني على إسرائيل)، في 14 نيسان/أبريل على سبيل المثال، أنها شريكة أمنية هامة ومخلصة لإسرائيل والولايات المتحدة. ومن الجهة الأخرى، فإن تعميق السعودية تعاونها مع إسرائيل، مع وبدون اتفاق تطبيع، سيضع صعوبات أمام السعودية بكل ما يتعلق بالحفاظ في موازاة ذلك على علاقات سليمة مع إيران ومع إسرائيل ومواصلة المناورة بينهما".
المصدر: عرب 48