صدى نيوز - فرض جيش الاحتلال الإسرائيلي حصارًا عسكريًا على لبنان لمنع تزويد حزب الله بالأسلحة من سورية وإيران، بحسب ما أوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت" مساء اليوم، السبت، نقلا عن مصادر عسكرية.
يأتي ذلك في أعقاب نعي حزب الله اللبناني، اليوم، الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، إثر غارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت أمس الجمعة، هي الأعنف منذ بدء المواجهات في 8 تشرين الأول/ أكتوبر الناضي.
وأفادت بأن جيش الاحتلال شن في الساعات الأخيرة هجمات جوية على جرافات لبنانية حاولت إعادة بناء ستة معابر حدودية بين لبنان وسورية، والتي كان الاحتلال قد استهدفها ودمرها خلال الأيام الماضية.
إضافة إلى ذلك، أخطر الجيش الإسرائيلي لبنان رسميًا بأنه لن يسمح بهبوط طائرات في بيروت قادمة من سورية أو إيران؛ علما بأن الخطوط الجوية الإيرانية أكدت أنها ألغت رحلاتها إلى العاصمة اللبنانية بيروت حتى إشعار آخر.
في إطار الحصار العسكري الذي يفرضه الاحتلال على لبنان، ذكرت "يديعوت أحرونوت" أن الاحتلال سيسمح بحركة المدنيين، "لكن في حال وصول سفينة من إيران، قد يتم إيقافها قبالة سواحل لبنان".
ووفقا للصحيفة، أسقط سلاح الجو الإسرائيلي نحو 3,500 قنبلة وصاروخ على لبنان خلال الأسبوع الماضي، "ضمن خطة تهدف أولاً إلى تدمير قدرات الاتصالات والرصد الجوي لحزب الله، ومن ثم استهداف كبار قادة التنظيم".
ووفقًا للجيش الإسرائيلي، فإنه يعتزم تصعيد هجماته في الأيام القادمة: "لا تزال لدينا قدرات أخرى لإضعاف حزب الله، وهناك مفاجآت نحضرها. القتال لم يتوقف، والهدف هو إضعاف حزب الله إلى أقصى حد".
ووفقا للتقديرات الإسرائيلية، فإن "حزب الله يعيش الآن في حالة من الفوضى والاضطراب. نحن نركز الآن على خنق حزب الله مع جاهزية كاملة لمواجهة إيران ووكلائها، بما في ذلك الميليشيات في سورية".
ووفقا للتقديرات الإسرائيلية، فإنه "نحو 600 ألف لبناني نزحوا من جنوب البلاد إلى الشمال، إضافة إلى نزوح 400 ألف شخص من أحياء الضاحية فرّوا من منازلهم". بذلك، يُقدر عدد النازحين اللبنانيين بنحو مليون شخص.
وقال الجيش إن "تقديرات حزب الله كانت خاطئة. اخترنا إستراتيجية تحقق النتائج. لا يزال لدى حزب الله قدرات، لكنه لم ينفذ إلا عُشر ما كان مخططًا له بسبب تضرر قدراته القتالية وفقدان القيادة والسيطرة".
واعتبروا في الجيش الإسرائيلي أن حزب الله "لم يعلن عن خسائره الكبيرة بسبب حجمها".
كما يُقدّر الجيش أن خليفة نصر الله لن يكون شخصًا واحدًا، "بل سيكون هناك عدد من الشخصيات التي ستتقاسم مسؤولياته العسكرية، المدنية، والتنظيمية، داخليًا وخارجيًا، نظرًا للخبرة الكبيرة التي اكتسبها".
وأضاف الجيش: "لدى حزب الله بدائل ثالثة ورابعة للقيادات المستهدفة، ونحن ندرسهم لتصفيتهم أيضًا".
واخترق الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم السبت، ترددات برج مراقبة مطار بيروت الدولي، وهدد باستهداف طائرة مدنية إيرانية حال هبوطها في المطار، بحسب ما أفادت مصادر بوزارة الأشغال والنقل اللبنانية لمراسل وكالة الأناضول.
وأضافت المصادر أن وزير الاشغال والنقل اللبنانية، علي حمية، أوعز على إثر ذلك بالطلب من الطائرة الإيرانية عدم الهبوط بمطار بيروت وتجنب دخول الأجواء اللبنانية.
وقبل ساعات، حذر الناطق باسم الجيش الإسرائيلي من أن الجيش "لن يسمح بنقل أي أسلحة إلى حزب الله"، بما في ذلك "عبر مطار بيروت الدولي".
وقال إنه "لن نسمح بنقل الأسلحة إلى جماعة حزب الله بأي شكل من الأشكال. نحن نعلم بنقل الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله، وسنعمل على إحباطها"، على حد ادعائه.
وأضاف أنه "نعلن أننا لن نسمح للطائرات المعادية التي تحمل أسلحة بالهبوط في المطار المدني في بيروت. هذا مطار مدني للاستخدام المدني، ويجب أن يظل على هذا النحو".
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تصعيد عدوانه على لبنان لليوم السادس على التوالي، من خلال غارات على بلدات ومناطق متفرقة، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 701 شخص، وجرح أكثر من 2173 آخرين.