افتصاد صدى - في إطار الجهود المستمرة لتعزيز الاستدامة البيئية وتطوير الطاقة المتجددة في فلسطين، وقعت سلطة الطاقة والموارد الطبيعية الفلسطينية (PENRA) اتفاقية تعاون مع وكالة التنمية البلجيكية (اينابيل) بحضور القنصل البلجيكي العام، وذلك لإطلاق مشروع " تعزيز الاستدامة من خلال تمكين التكيفات في تدابير كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة في الهيئات المحلية والصناعات الفلسطينية". يمتد المشروع المقدم بمنحة من الحكومة البلجيكية من عام 2024 إلى 2026 ويستهدف الوحدات الحكومية المحلية والقطاعات الصناعية الفلسطينية.
ويهدف المشروع إلى تعزيز اعتماد تدابير كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة في عدد من الهيئات المحلية وبعض الصناعات، وخاصة في قطاعات الحجر والرخام والأغذية، بما يسهم في تقليل البصمة البيئية وانبعاثات الغازات الدفيئة. كما يسعى إلى تحسين قدرات الهيئات المحلية في تنفيذ ممارسات طاقة مستدامة من خلال حزم حوافز وبرامج تدريبية تستهدف تعزيز الاقتصاد الأخضر ودعم التنمية المستدامة.
يتوقع أن يسفر المشروع عن عدة نتائج ملموسة، منها تحسين الخبرات الفنية لدى العاملين في سلطة الطاقة وأصحاب المصلحة في قطاع الطاقة الفلسطيني، ما يعزز قدرتهم على تنفيذ مشاريع كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة. كما يُتوقع أن يؤدي المشروع إلى زيادة في اعتماد الممارسات الخضراء في الهيئات المحلية من خلال توفير حوافز تشجع على استخدام مصادر الطاقة المستدامة. بالإضافة إلى ذلك، سيعمل المشروع على تحسين كفاءة الطاقة في القطاعات الصناعية، مما يعزز من تنافسية القطاعات المستهدفة ويسهم في دعم اقتصاد دائري أكثر استدامة.
ومن جانبه، أعرب رئيس سلطة الطاقة والموارد الطبيعية المهندس ظافر ملحم عن شكره لوكالة التنمية البلجيكية على دعمها، مؤكدًا أن "الطلب على الكهرباء في فلسطين يتزايد بمعدل يتراوح بين 5-7% سنويًا، ما يزيد من الاعتماد الكبير على الكهرباء المستوردة. هذا الواقع يضعنا أمام تحديات كبيرة في تلبية احتياجاتنا الطاقية، لا سيما مع ضعف البنية التحتية الحالية التي تكافح لتوفير الكهرباء بشكل مستدام. من هنا تبرز أهمية تعزيز قدراتنا المحلية في إنتاج الطاقة وتحسين كفاءة استهلاكها. مشروعنا هذا يأتي كخطوة أساسية نحو تحقيق هذه الأهداف عبر تبني تدابير كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة."
وفي هذا السياق، أكدت السيدة كريستيل جوكيه، مدير مكتب فلسطين في وكالة التنمية البلجيكية أن هذه المبادرة تكرس جهودها لتمكين الهيئات المحلية والصناعات الرئيسية في فلسطين من اعتماد تدابير الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة. كما وأوضحت جوكيه أن الوكالة تسعى إلى "تقليل البصمة البيئية وتحسين جودة الحياة لجميع الفلسطينيين من خلال تعزيز الخبرات الفنية وتشجيع الممارسات الخضراء. ويمثل هذا المشروع استثمارًا في حلول الطاقة، وهو أيضًا خطوة حيوية نحو بناء مرونة ومستقبل مستدام لمجتمعاتنا."