إذا ما واصلنا ومعنا كل شعب فلسطين والأمة الإسلامية الدعاء إلى الله بأن يمحق اليهود ومن والآهم ونستمر في لعن الأنظمة العربية على تخاذلها وخيانتها لشعبنا، وتنديدنا بالعالم الظالم الذي يتفرج على أبشع مجزرة وإبادة جماعية في التاريخ بحق شعبنا،وإذا ما واصلنا وكثفتا من دعواتنا للمقاومين في فلسطين ولبنان بأن ينصرهم الله ويسدد خطاهم ،ودعونا الله أن يُلهم أهلها الصامدين في قطاع غزة الصبر وأضفينا عليهم كل صفات البطولة والتحدي وأنهم بصمودهم كما المقاتلون ببطولاتهم يدافعون عن شرف الأمتين العربية والإسلامية، وإذا عظمنا من دور إيران ومحور المقاومة ووضعناهم على رؤوسنا لدورهم المساند لشعبنا وقضيتنا،وإذا لعنا السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير على تخاذلهم ووقوفهم موقف المتفرج على حرب الإبادة.....
اذا قمنا بكل ذلك هل ستتوقف حرب الإبادة على شعبنا؟ وهل ستساعد كل مناشداتنا للعالم ودعواتنا لوقف مجازر العدو في جباليا والشمال وكل القطاع أو في إطعام جياع غزة أو وقايتهم من المرض،أو في وقف النزوح والتهجير،أو تعديل ميزان القوى لصالح المقاومة لتهزم العدو ؟
ليس فيما نقول قنوطاً من رحمة الله فايماننا بالله وبعقيدتنا الإسلامية قوي وهو إيمان بإسلام العقل والعمل وليس الاسلام الشكلاني، بل هي دعوة لإعمال العقل والاستجابة لقوله تعالي: ( إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) وأن الإسلام دين عمل وليس دين دعوات وابتهالات ودروشة.
منذ نزول القرآن الكريم وما ورد به من آيات عن مكر بني إسرائيل وعدم طاعتهم لتعاليمه والتشكيك بقدرته تعالى ثم ما تعرض له الرسول الكريم من مكاره ومكر اليهود وطوال حوالي ١٥٠٠ سنة ونحن ندعوا على اليهود وعلى الكفار في صلواتنا وقيامنا وقعودناوعبر الإذاعات والفضائيات حتى للأطفال في المدارس وغالبا ما نستعمل اختراعات (الكفار) والعلمانيبن لنشر دعواتنا وابتهالاتنا ... والنتيجة هم يتقدمون ويزدهرون ويعمرون الأرض ويتنعمون بخيراتها فيما المسلمون يتراجعون ويتخلفون وتحرير فلسطين والمسجد الأقصى يتباعد يوما بعد يوم ...فأين الخلل يا ترى؟