صدى نيوز -ناشد رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، الرئيس الأميركي جو بايدن، في خطاب، الإفراج عن امرأة باكستانية تقضي عقوبة بالسجن لمدة 86 عاماً في الولايات المتحدة على خلفية اتهامات بالإرهاب، حسبما قال محام حكومي لمحكمة.
وتم تسليم خطاب شهباز شريف إلى محكمة في إسلام أباد أثناء الاستماع لمناشدة من شقيقة الباكستانية عافية صديقي، المتخصصة في علم الأعصاب والتي تلقت تدريباً في الولايات المتحدة، وأدينت في 2010 بتهم من بينها محاولة قتل مواطنين أميركيين.
وأصبحت صديقي مشتبهاً بها في تهم تتعلق بالإرهاب عندما غادرت الولايات المتحدة وتزوجت ابن شقيق خالد شيخ محمد، الذي أعلن أنه العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر (أيلول). وأصيبت في مواجهة مع السلطات الأميركية في أفغانستان في عام 2008. وذكر شهود أنها أطلقت النار على أميركيين.
وبحسب نسخة من خطاب شريف، الذي يحمل تاريخ 13 أكتوبر (تشرين الأول)، اطلعت عليها وكالة «أسوشييتد برس»، قال رئيس الوزراء لبايدن إن صديقي قضت 16 عاماً في السجن بالفعل. وأضاف شريف أن الأمر يستدعي «النظر إليه برأفة»، مشيراً إلى أن الكثير من المسؤولين الباكستانيين قاموا بزيارات لها على مدار سنوات وأبدوا مخاوفهم إزاء المعاملة التي تتلقاها.
وتُعرَف صديقي البالغة من العمر 52 عاماً في دوائر مكافحة الإرهاب بـ«سيدة القاعدة»، وتقول السلطات إنها عملت رسولاً لخالد شيخ محمد المعروف بأنه مهندس هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
وجاءت صديقي إلى الولايات المتحدة أول مرة في عام 1990 للدراسة في جامعة هيوستن. ثم انتقلت لاحقاً إلى معهد ماسشوستس للتكنولوجيا، حيث تخرجت ببكالوريوس في علم الأحياء وأكملت دراستها حتى حصلت على الدكتوراه في علم الأعصاب السلوكي من جامعة برانديس. وعادت إلى باكستان بعد الحادي عشر من سبتمبر، وطُلّقت من زوجها الأول الذي أنجبت منه ثلاثة أطفال. ثم تزوجت صديقي من عمار البلوشي ابن أخت شيخ محمد في زواج مدبر. وذكرت الدعوى القضائية أن صديقي كانت تتعرض للأذى من جانب زوجها. وفي عام 2004، أُدرِجت على قائمة مكتب التحقيقات الفيدرالي لأكثر المطلوبين من عناصر «القاعدة» الهاربين - وكانت المرأة الوحيدة على القائمة.
وبدأت قصة صديقي، التي تعد من الأغرب في حقبة «الحرب على الإرهاب»، في مارس (آذار) 2003 عندما جرى اعتقال خالد شيخ محمد الذي يعد الرجل الثالث في تنظيم القاعدة ومهندس هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، في مدينة كراتشي. وجرى تسليم خالد شيخ محمد إلى السلطات الأميركية التي نقلته إلى معتقل غوانتانامو حيث تعرض للتعذيب في إطار التحقيق معه، بحسب تقرير أصدرته لجنة في مجلس الشيوخ الأميركي حول أساليب التعذيب التي مارستها وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه).
وعقب اعتقاله اختفت صديقي التي تعتقد الولايات المتحدة أن لها علاقة بتنظيم القاعدة، كما اختفى أطفالها الـ3 من كراتشي. وتقارير الإعلام الأميركي القليلة حول الحادث وصفت صديقي بأنها أول امرأة يشتبه بعلاقتها بتنظيم القاعدة وأطلقت عليها لقب «سيدة القاعدة». وبعد 5 سنوات ظهرت في أفغانستان، حيث اعتقلتها السلطات المحلية في ولاية غزني المضطربة (جنوب شرقي أفغانستان). وطبقاً لوثائق محكمة أميركية فقد كانت وقتها تحمل كيلوغرامين من سيانيد الصوديوم مخبأة في زجاجات كريم مرطب، كما كانت تحمل خططاً لحرب كيميائية وخططاً هندسية لجسر بروكلين ومبنى إمباير ستيت في نيويورك.