صدى نيوز - حذّر مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في مدينة القدس المحتلة، اليوم الثلاثاء، من أن حكومة بنيامين نتنياهو، تمكّن المستوطنين من تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك.
جاء ذلك في بيان صدر عن مجلس الأوقاف والشؤون والـمقدسات الإسلامية، والهيئة الإسلامية العليا، ودار الإفتاء الفلسطينية، شدّد على أن "الهيئات الإسلامية في القدس، تطالب المجتمع الدولي بإسناد جهود صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، والتحرّك العاجل لوقف التصعيد الخطير جدا في انتهاكات سلطات الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف، خلال مناسبات أعياد اليهود وخارج أيام الأعياد".
وأكد البيان أن "حكومة الاحتلال وأجهزتها الأمنية، باتت تمكن المتطرفين اليهود بتغيير الوضع الديني والتاريخي والقانوني القائم بالمسجد الأقصى المبارك، من خلال السماح لأعداد كبيرة منهم بتنفيذ حملة مسعورة من ممارسة الصلوات التلموديه، والانبطاح ونفخ البوق وأداء الرقص والمجون والغناء، والصراخ، ورفع الأعلام، وتكسير وسرقة حجارة المسجد، وذلك في تحد سافر ومستفز لكل مسلمي وأحرار العالم".
وناشدت الهيئات الإسلامية المقدسية "الأمة الإسلامية ممثلة بمنظمة التعاون الإسلامي بحكم واجبهم العقدي والسياسي، باتخاذ إجراءات عاجلة وفاعلة، لوقف الاعتداءات التهويدية الفظيعة والمتصاعدة، والتي باتت تهدد سلامة ووظيفة أولى القبلتين ومسرى ومعراج الرسول محمد صلى الله عليه وسلم".
وحثّت "هيئات علماء الأمة الإسلامية ومسلمي فلسطين والعالم بالتحرك العاجل، كلٌ حسب استطاعته، للدفاع عن الأقصى المبارك، وشد الرحال للصلاة في المسجد الأقصى المبارك، لكي يبقى للمسلمين وحدهم بمساحته البالغة 144 دونم فوق الأرض وتحتها، كما كان منذ أن بنته الملائكة وصلى فيه الرسول الكريم، مسجدا إسلاميا خالصا لا يقبل قسمة، ولا شركا، ولا شراكة".
وأدانت الهيئات الإسلامية "بأشد العبارات انتهاكات المتطرفين اليهود وسلطات الاحتلال في المسجد الأقصى المبارك، وتؤكد على أنها باطلة قانونيا وتاريخيا وشرعا دينيا، وأنها تدنيسٌ للمسجد الأقصى المبارك ومساسٌ بقدسيته".
الخارجية الفلسطينية: حراك فلسطيني أردني متواصل لحماية الأقصى
تنظر وزارة الخارجية والمغتربين بخطورة بالغة للتصعيد اليومي الحاصل في اقتحامات غلاة المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى المبارك وتصعيد قيامهم بأداء المزيد من الطقوس والصلوات التلمودية في باحاته، في محاولة لتحويل هذا المشهد إلى واقع ملموس ومألوف بسبب تكراره كل يوم، بهدف التسريع في حلقات تقسيمه المكاني ريثما يتم هدم المسجد وبناء الهيكل المزعوم مكانه.
ترى الوزارة أن الحكومة الإسرائيلية وأركانها من اليمين المتطرف يتعمدون تغيير الواقع التاريخي والقانوني القائم في المسجد كجزء لا يتجزأ من تهويد القدس ومقدساتها المسيحية والإسلامية، وبشكل يندرج في إطار حرب الإبادة والتهجير ضد شعبنا وإطلاق يد المستوطنين المتطرفين للقيام بمزيد من الخطوات أحادية الجانب غير القانونية لضم الضفة الغربية المحتلة.
من جهتها، تواصل الوزارة وبالشراكة مع الأشقاء في المملكة الأردنية الهاشمية حراكها السياسي والدبلوماسي والقانوني الدولي لفضح انتهاكات الاحتلال ضد المسجد الأقصى، وحشد أوسع جبهة دولية ضاغطة لحماية القدس ومقدساتها، خاصة وأن تلك الاقتحامات الاستفزازية تتم بحماية رسمية من شرطة الاحتلال وبدعم وإسناد ورعاية الحكومة الإسرائيلية.
مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
ولليوم الثالث، اقتحم مئات المستوطنين، الثلاثاء، المسجد الأقصى بالقدس الشرقية، بمناسبة "عيد العرش" اليهودي، وتحت حراسة شرطة الاحتلال.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس في بيان مقتضب، إن 724 مستوطنا اقتحموا المسجد خلال الفترتين الصباحية وبعد الظهر.
وأشارت "الأوقاف الإسلامية" في وقت سابق، إلى أن 1461 مستوطنا اقتحموا المسجد، الاثنين، و1780 آخرين اقتحموه الأحد.
ودعت جماعات يمينية إسرائيلية متطرفة لتكثيف الاقتحامات للمسجد الأقصى بمناسبة "عيد العرش" الذي بدأ الأربعاء الماضي وينتهي غدا.
ونشر مستوطنون مقاطع فيديو لقيامهم بطقوس تلمودية وصلوات و"سجود ملحمي"، حيث يلقون بأجسادهم على الأرض لناحية قبة الصخرة المشرفة، أثناء اقتحاماتهم للمسجد.
وقال شهود عيان إن الاقتحامات تمت من خلال باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد، على شكل مجموعات بحراسة الشرطة الإسرائيلية.
وأشار الشهود إلى أن الشرطة الإسرائيلية فرضت قيودا على دخول الشبان الفلسطينيين إلى المسجد خلال فترة الاقتحامات.