صدى نيوز - قبل ساعات من فتح مراكز الاقتراع في الولايات المتحدة أبوابها لانتخاب الرئيس المقبل، تحتدم المنافسة بين الرئيس السابق دونالد ترامب ونائبة الرئيس كامالا هاريس، وفي غضون ذلك تستعد حملة كل منهما لمعارك قانونية محتملة بشأن نتائج التصويت.

وبينما يؤكد مسؤولو الانتخابات أن عملية التصويت ستكون عادلة وآمنة وشفافة، واصل الرئيس السابق التعبير بشكل متزايد عن قلقه بشأن احتمال لجوء خصومه الديمقراطيين "للاحتيال" للتلاعب بنتائج الانتخابات لصالح منافسته.

وفي المقابل، قالت نائبة الرئيس كامالا هاريس في مقابلة بثت الشهر الماضي على شبكة أن بي سي، إن فريقها سيكون جاهزا للذهاب إلى المحاكم إذا خسر ترامب وحاول تقويض الانتخابات.

وبحسب شبكة "سي أن أن"، فقد حشدت كل من حملتي ترامب وهاريس فرقا قانونية واسعة استعدادا لنتائج الانتخابات وما قد يسفر عنها.

وبينما يقود المحامي ديفيد وارينغتون جهود ترامب القانونية، تقود دانا ريموس، محامية حملة بايدن السابقة، الجهود لصالح هاريس.

لكن موقع "ذا هيل" يقول إن حملة هاريس تعاقدت مؤخرا مع المحامي مارك إلياس، الذي يعتبر واحدا من أقوى المحامين في قضايا الانتخابات، بينما يتزعم حملة ترامب مجموعة قانونية تضم أسماء بارزة مثل جينين بريسو التي ترأست سابقا لجنة مساعدة الانتخابات الأميركية، فضلا عن شركات محاماة خارجية مثل جونز داي ودهيلون غروب.

ويبدو أن كلا الطرفين يستعد لمعركة قضائية مكثفة، مستفيدين من دروس انتخابات 2020 التي شهدت فشل معظم الطعون القانونية للجمهوريين، والآن يسعى كل فريق لإعداد استراتيجيات قوية للتعامل مع التحديات المتوقعة.

ويشير الموقع إلى أن هناك أكثر من 200 قضية انتخابية معلقة في المحاكم.

وبحسب "فويس أوف أميركا"، فقد وضعت اللجنة الوطنية الجمهورية ما يسمى ببرنامج "نزاهة الانتخابات" في الولايات المتأرجحة.

ورفع محامو هذه اللجنة أكثر من 100 دعوى قضائية بشأن مخالفات قواعد التصويت. ولكن تم رفض العديد منها في المحاكم.

وقال مايكل واتلي، الرئيس المشارك للجنة الوطنية للحزب الجمهوري، للصحفيين الأربعاء الماضي إن الحزب جند أيضا أكثر من 230 ألف متطوع سيتم نشرهم كمراقبين للانتخابات في جميع أنحاء البلاد.

وتشير شبكة "سي أن أن" إلى أن فريق الجمهوريين القانوني الضخم يركز على مسألة "نزاهة الانتخابات"، خاصة في ما يتعلق بتحديات التصويت عبر البريد، والاقتراع في الخارج، وكذلك مراجعة قوائم الناخبين.

وبعد فشل معظم الطعون القانونية التي قدمها ترامب في 2020، حرص فريقه على تعزيز قدراته القانونية وتجنب الأخطاء السابقة. على سبيل المثال، لم يتجهوا لتقديم دعاوى كثيرة بلا جدوى، بل اختاروا قضايا مدروسة بعناية.

في المقابل، أعد الديمقراطيون فريقا من مئات المحامين لحماية حقوق الناخبين وضمان التصدي لأي عراقيل محتملة.

وأنشأت حملة هاريس برنامج "محامون ميدانيون" في كل ولاية، لضمان إلمام فريقها بكل تفاصيل قوانين الانتخابات والإجراءات المحلية.

وبدأ الديمقراطيون أيضا جهودهم القانونية في رفع الدعاوى القضائية لمنع التأخير المحتمل في التصديق على نتائج انتخابات ولاية جورجيا المتأرجحة.

ومن المتوقع حدوث معارك قانونية خاصة في الولايات المتأرجحة.

وتنقل "فويس أوف أميركا"، عن الباحث في مركز السياسة الحزبية مايكل ثورنينغ أنه "في مراكز الاقتراع، غالبا ما نشهد نزاعات حول ما إذا كانت بطاقات الاقتراع يتم التعامل معها بشكل صحيح أم لا. أما في فترة ما بعد يوم الانتخابات، فتنشأ نزاعات حول ما إذا كان الناخبون الأفراد مؤهلين بالفعل أم لا وما إذا كان ينبغي الإدلاء بأصواتهم واحتسابها".

ومع ذلك، يحذر الخبراء القانونيون من أن أي شخص يدعي الاحتيال يجب أن يقدم دليلا.

ويخاطب روبرت غراسي، من منظمة "حافظوا على جمهوريتنا"، التي تأسست عام 2020، المحامين أن "كونوا حذرين مما تزعمونه. تأكدوا من أنكم تستطيعون إثبات ذلك، وإلا فقد تخضعون للانضباط. كما رأينا من تحديات الانتخابات السابقة".

محامي دونالد ترامب السابق رودي جولياني على سبيل المثال، تم شطب اسمه من نقابة المحامين لنشره ادعاءات لا أساس لها من الصحة بأن انتخابات عام 2020 سُرقت.

وقد تؤدي المعارك القانونية إلى تأخير نتيجة الانتخابات الرئاسية.

ولكن إذا كانت النتائج ليلة الثلاثاء لصالح مرشح رئاسي واحد على آخر بهامش ملحوظ، يقول المحللون إنه سيكون من الصعب للغاية على الحزب المعارض الطعن في هذه النتائج.

وبحسب استطلاع للرأي أجراه مركز بيو للأبحاث ونشره على موقعه الإلكتروني في العاشر من أكتوبر الجاري، يبدو أن هناك انقساما حادا في آراء الناخبين بشأن ما إذا كانت هاريس وترامب سيعترفان بالهزيمة في حالة خسارة أحدهما الانتخابات.

ويرى 61 في المئة من مؤيدي هاريس في مقابل 32 في المئة من مؤيدي ترامب أنه إذا خسر مرشحهم الشهر المقبل، فمن المهم جدا بالنسبة لهم الاعتراف بالمرشح المنافس كرئيس شرعي.

وقال 72 في المئة من الناخبين بشكل عام إنه إذا فاز ترامب بعدد كافٍ من الأصوات التي أدلى بها الناخبون المؤهلون في عدد كافٍ من الولايات، فإن هاريس ستقبل النتائج وتعترف بفوز منافسها الجمهوري. ويتوقع جميع أنصار هاريس تقريبا (95 في المئة) وحوالي نصف أنصار ترامب (48 في المئة) أن تعترف هاريس بالهزيمة.

في المقابل، يقول 24 في المئة فقط إنه إذا خسر ترامب فسوف يعترف بالهزيمة.

ويتوقع 46 في المئة من أنصار ترامب وأربعة في المئة فقط من أنصار هاريس أن يعترف ترامب بهاريس باعتبارها الفائزة في الانتخابات.

وترى كاثلين كينيدي تاونسند، نائبة الحاكم السابقة لولاية ماريلاند وابنة روبرت كينيدي، في مقابلة مع قناة "الحرة" الأحد أن أخطر تهديد يواجه الديمقراطية الأميركية في هذه الانتخابات التي ستجرى الثلاثاء هو "رفض نتائج الانتخابات ونشر الأكاذيب".

وأشارت تاونسند إلى أن هذا التهديد برز بشكل جلي في انتخابات 2020 عندما رفض الرئيس السابق دونالد ترامب قبول فوز جو بايدن، مما أدى إلى أحداث عنف في السادس من يناير 2021.

لكنها أشارت إلى أن نتائج الانتخابات التي تم الطعن فيها عبر الإنترنت أسفرت عن اتهام وسجن العديد من المتورطين، كما أن نشر المعلومات المغلوطة التي رافقت الانتخابات السابقة، مثلما فعلت بعض وسائل الإعلام، قوبل بغرامات كبيرة، مما يعكس التحديات القانونية التي تواجه من يروجون للمعلومات الخاطئة.