في كل حوارات المصالحة الفلسطينية والمتواصلة منذ سنوات في أكثر من دولة عربية وأجنبية، كانت النتيجة فشلاً وتكريساً للانقسام ،وحتى في حالة التوصل لاتفاق كما جرى في لقاء مكة ٢٠٠٧ والقاهرة ٢٠١١ والدوحة ٢٠١٢ ومخيم الشاطئ ٢٠١٤ وأخيراً في موسكو وبكين كانت الاتفاقات تبقى حبراً على ورق،في مقابل استغلال إسرائيل للانقسام والخلافات الفلسطينية الداخلية لتوسيع مشاريعها الاستيطانية والتهويدية، ونجاح حركة حماس في تثبيت حضورها في المشهد السياسي، ومواصلة منظمة التحرير والسلطة 

توظيف شماعة الانقسام لتبرير العجز عن مواجهة الاحتلال، أيضاً نجاح الدول المُضيفة في إدعاء أنها قامت بواجبها تجاه الفلسطينيين وأن المشكلة تكمن في الفلسطينيين أنفسهم وهم يتحملون المسؤولية عن أوضاعهم وفشلهم.  

في بداية حوارات المصالحة في القاهرة كانت تجري مفاوضات معمقة حول الملفات الاستراتيجية كمنظمة التحرير وحكومة وحدة وطنية وتوحيد العقيدة الأمنية واستراتيجية وطنية للمقاومة والانتخابات،ومع كل جولة جديدة تتقلص وتتراجع الملفات الأساسية والاستراتيجية إلى درجة التفاهم على إدارة الإنقسام.

ولكن أن يصل الاستخفاف بعقول شعبنا والاستهانة بمعاناته أن يكون الرد على حكومة اليمين الصهيوني المدعومة أمريكيا ويلتف حولها كل اليهود والصهاينة والتي تمارس حرب إبادة وتطهير عرقي ضد شعبنا بل وتغيير جيوبولتيك الشرق الأوسط ،وبعد ٤٠٠ يوم من حرب الإبادة والتطهير العرقي ...  أن يكون الرد الرسمي والحزبي الفلسطيني  مجرد تشكيل لجنة إسناد مجتمعية لأهالي قطاع غزة؟!!

بعد مهزلة لجنة الإسناد فلا لوم على فلسطينيي قطاع غزة إن بحثوا عن خلاصهم بعيدا عن منظمة التحرير والسلطة وحركة حماس وكل الفصائل،ولا نلومهم أو نلوم الفضائيات ووسائل  الإعلام إن تجاهلوا حوارات المصالحة وما توصلت له في القاهرة لأن الأمر مخجل بالفعل