اقتصاد صدى - تستعد أسواق المال العالمية هذا الأسبوع إلى فترة من أحجام التداول المرتفعة والتقلبات المتزايدة، وخاصة في أسواق السندات والعملات، قبيل وبعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي تجري اليوم الثلاثاء.
وبدأت أسواق السلع كالذهب والفضة والنفط إلى جانب أسواق الأسهم الأمريكية، عمليات تسعير تحمل المخاطر المحتملة لفرضية فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات المرتقبة.
أما بنوك "وول ستريت" فقد استعدت مسبقا، عبر تعليق إجازات موظفيها وبعض تحديثات البرامج مؤقتا، وحجز غرف الفنادق وسط نيويورك، حيث مقر وول ستريت، تحسبا لأيام من الطوارئ في أعقاب الانتخابات.
يأتي ذلك، مع إنفاق أكثر من 16 مليار دولار على الحملات الانتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة، والتي تشهد في دورتها الحالية، حالة من الاحتقان بين الجمهوريين والديمقراطيين.
وما يزيد من حالة الترقب القائمة هو اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي الخميس، وسط توقعات بخفض على أسعار الفائدة على الأموال الاتحادية بمقدار 25 نقطة أساس.
وتنقل صحيفة "فايننشال تايمز" عن فيكرام براساد، رئيس تداول الائتمان العالمي في سيتي جروب، قوله: "سأكون ملتصقًا بشاشتي.. نحن ننسق حقًا عبر المجموعة المصرفية بأكملها".
وسينصب التركيز مع إغلاق صناديق الاقتراع على أسواق السندات والعملات التي تتداول طوال الليل، فيما ستتحرك العقود الآجلة للأسهم أيضا تحت مسمى "تعاملات ما قبل افتتاح السوق" التي ستكون الساعة 12:30 بتوقيت غرينتش يوم الأربعاء.
وقبيل يوم من الانتخابات، رصدت الأناضول أن موقع المراهنات الأمريكي الأشهر "بولي ماركت"، أظهر تفوق دونالد ترامب في مراهنات المشاركين، بنسبة 57 بالمئة.
وقال ريتشارد تشامبرز من بنك الاستثمار الأمريكي غولدمان ساكس، لصحيفة فايننشال تايمز: "نريد من جميع موظفينا أن يحاولوا الحصول على بعض الوقت للراحة، ثم الاستعداد لفترة طويلة من العمل في وقت متأخر من مساء الثلاثاء".
وأضاف: "ما تعلمناه من الانتخابات السابقة، هو أن المعلومات الرئيسية يمكن أن تنشر من منتصف الليل حتى الساعة 2 صباحا ”، (09:00 صباح الأربعاء بتوقيت مكة المكرمة).
في اليوم التالي للانتخابات (الأربعاء) ستبرز الأسهم، حيث تتوقع الأسواق تأرجحا محتملا بنسبة 2.2 بالمئة أو أكثر في مؤشر ستاندرد آند بورز 500، وفقا لبيانات الخيارات على بورصة شيكاغو التجارية.
وإضافة إلى الجدول الزمني المزدحم للأسبوع الجاري سيحتاج المتداولون إلى تحويل انتباههم بسرعة إلى قرار السياسة النقدية التالي لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الخميس.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يعلن الفيدرالي الأمريكي عن خفض أسعار الفائدة للمرة الثانية على التوالي، بمقدار خفض متوقع يبلغ 25 نقطة أساس، لتستقر عند نطاق 4.5 بالمئة - 4.75 بالمئة.
وبينما تجري الانتخابات في الولايات المتحدة، فإن الترقب على أشده في الصين، بحسب ما نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
ففي الصين، يشعر السياسيون والاقتصاديون ومجتمع الأعمال هناك، أنه بغض النظر عمن يفوز، فإن التوترات في العلاقات بين واشنطن وبكين ستظل قائمة.
قد يكون جزء من السبب وراء ذلك إجماع في بكين على أن الإدارة الأمريكية المقبلة ستسعى لتقييد صعود الصين على الساحة العالمية، بغض النظر عما إذا كان الرئيس المقبل كامالا هاريس أودونالد ترامب.
وخلال الفترة الأخيرة من ولاية ترامب الرئاسية (2017-2021)، فرض الجمهوريون تعريفات جمركية على سلع صينية بقيمة مئات المليارات، وحملة ضد شركة الاتصالات الصينية العملاقة هواوي واستخدام لغة عنصرية لوصف الفيروس المسبب لمرض كورونا، والذي تم تحديده لأول مرة في الصين.
وتأتي انتخابات اليوم بينما يعاني الاقتصاد الصيني من تباطؤ حاد، حيث تكافح البلاد للتعافي الكامل بعد ضوابطها الصارمة لمكافحة الوباء وسط تباطؤ أوسع وأزمة سوق العقارات.