متابعة صدى نيوز: حتى قبل الإعلان الرسمي عن النتيجة النهائية للفائز بانتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2024، كان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أول المسارعين لتهنئة دونالد ترامب على فوزه بكرسي الرئاسة في أمريكا، حيث وصف فوزه بـ"أعظم عودة في التاريخ"، ومع اقتراب ترامب لحسم النتيجة، بدأ بن غفير وسموتريتش تلميحاتهم بقوة العلاقة بين إسرائيل وأمريكا.
يفتح فوز ترامب شهية اليمين الإسرائيلي المتطرف، فكيف لا، وكان ترامب من أكثر الرؤساء الأمريكيين الذين حققوا لإسرائيل إنجازات غير مسبوقة على أرض الواقع، أبرزها قرار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة الذي وقعه في ديسمبر/كانون الأول 2017. والاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان التي احتلتها من سوريا عام 1967، ضارباً بعرض الحائط كل التحذيرات والانتقادات الدولية، عدا عن سلسلة التطبيعات بين إسرائيل ودول عربية وهو ما سمي بـ"اتفاقيات أبراهام".
يبرز التناقض الإسرائيلي في تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، الذين فرحوا بفوز ترامب وكأنه "المنقذ"، وفق متابعة صدى نيوز، ويخلقون صورة نمطية لحكم إدارة بايدن، رغم أنها كانت الداعمة بقوة لإبادة قطاع غزة، ففي زمن بايدن قتلوا ما يزيد عن 50 ألف فلسطيني في قطاع غزة، والآلاف في لبنان، وأسقطوا أكثر من 85 ألف طن من القنابل منذ بدء العدوان في السابع من تشرين أول أكتوبر 2023 على قطاع غزة، وهو ما يتجاوز ما تم إسقاطه في الحرب العالمية الثانية، ووفقاً للتقديرات فإن 70% من الدعم العسكري لإسرائيل في إبادتها لقطاع غزة جاء من أمريكا.
واليوم، مع عودة ترامب للحكم في أمريكا، فإن اليمين المتطرف يعلق أمالاً كبيرة على "جديد ترامب" و"مفاجآت ترامب"، لتحقيق طموحاته التوسعية والإجرامية في المنطقة.
وكانت آخر التعليقات العلنية، ما صرح به وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف بن غفير فرحاً بانتصار ترامب كما تابعت صدى نيوز، قائلاً: "حان وقت النصر المطلق وعقوبة الإعدام للإرهابيين (يقصد عن الأسرى الفلسطينين) مع هذا الرئيس المنتخب". وفقاً لما نشرته صحيفة معاريف العبرية.
ويتساءل مراقبون: "هل ينظر اليمين الفاشي المتطرف لترامب كأداة لتنفيذ مخططاته ومشاريعه الإجرامية في فلسطين والمنطقة ككل؟ وهل أصبح دور الولايات المتحدة الأمريكية إجرامياً بشكل علني ومفتوح أمام العالم؟ لدرجة أن يطالب وزير بحكومة إسرائيلية من الرئيس الأمريكي القادم الموافقة على إعدام الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية؟".
ويرى المراقبون أن عودة ترامب لسدة الحكم ستعني بالنسبة لإسرائيل عودة مسار التطبيع العربي الإسرائيلي، وعودة مشاريع تصفية القضية الفلسطينية كما عرف سابقاً بـ"صفقة القرن" والقضاء كلياً على "حل الدولتين"، وتوسيع الاستيطان، وقد يعمل ترامب على منح إسرائيل كافة المناطق (ج).
فإسرائيل تنظر اليوم لترامب وتراه كـ"الدجاجة التي تبيض ذهبا"، فماذا سيصنع ترامب في آخر 4 سنوات له حاكماً للولايات المتحدة الأمريكية؟