صدى نيوز - نشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" تقريرًا لمراسلها للشؤون العسكرية، يوآف زيتون، تناول فيه ممر "نتساريم" الذي يفصل شمال قطاع غزة عن جنوبه، وأقام الاحتلال فيه منشآت عسكرية ثابتة ومعتقلات ومراكز قيادة.وجاء تقرير الصحيفة الإسرائيلية عن محور "نتساريم" تحت عنوان: "هوائي شركة سيلكوم وخط المياه الجديد والمعبر رقم 3.. أكبر منطقة إسرائيلية في غزة- نظرة من الداخل".
واستهل يؤآف زيتون تقريره بالقول: إنّه وبهدوء شديد، وفي ظل تحويل قطاع غزة إلى جبهة ثانوية، وبينما يقبع المختطفون في الأنفاق، تحوّل ممر نتساريم الفاصل بين شمال قطاع غزة وجنوبه، من ورقة مساومة في المفاوضات إلى جيب إسرائيلي طوله 8 كيلومترات وعرضه 7 كيلومترات، يحتوي على مواقع عسكرية دائمة، وسلسلة من الصواري التي رفعت عليها الأعلام الإسرائيلية، كما بدأ الجيش الإسرائيلي تنفيذ خطة مماثلة لتوسيع محور فيلادلفيا (جنوب القطاع) وإنشاء معبر كيسوفيم لأول مرة منذ عام 2005.
وفي جزء آخر من التقرير، ذكر يؤآف زيتون أنّ سلسلة من الأعلام الإسرائيلية ترفرف على جانب المحور المركزي لممر نتساريم في جزئه الغربي، وصولًا إلى المواقع العسكرية الكبيرة على الشاطئ، جنوب حي برج غزة في الشيخ عجلين. وهذا المركز، الذي يُنظر إليه بالفعل على أنه قاعدة رئيسة، يشمل موقعًا عسكريًا مع حاويات مخصصة لاحتجاز المعتقلين وغرف للتحقيق، بالإضافة إلى مجمّعات سكنية دائمة لجنود مقرّ الكتيبة وسرية المقاتلين الملحقين بها. وحاليًا يتم حفر الخنادق حول المجمّع لحماية القاعدة التي تعج بعمال البناء وضباط الهندسة، والجزء الأهم من هذه القاعدة يقع بين المجمّع والساحل وهو المعبر العسكري الساحلي المتطور تقنيًا الذي يأمل الجيش الإسرائيلي أن يصبح نقطة عبور كبيرة للفلسطينيين نحو جنوب القطاع، لتقليص عدد السكان في منطقة جباليا.
وأوضح زيتون أنّ "هذه واحدة من مظاهر الاحتلال البريّ المتوسّع لقطاع غزة من قبل الجيش الإسرائيلي في السنة الثانية من الحرب؛ ممر نتساريم يسيطر عليه لواءان من المشاة والمدرعات الاحتياطية، الشمالي والجنوبي. وهذه ليست الألوية المكلفة بالمهام الأمنية اليومية الروتينية في المناطق الإسرائيلية التابعة لفرقة غزة في النقب الغربي، والتي اجتاحها الآلاف من عناصر حماس في 7 أكتوبر، كما أنّ هناك لواء ثالث "الناحال" الذي يعمل في جنوب قطاع غزة، وهو اللواء الذي كان يشرف على محور فيلادلفيا بين رفح وسيناء، والذي أصبح جزءًا من الأراضي التي استولى عليها الجيش الإسرائيلي قبل نحو 6 أشهر".
وأشار التقرير إلى أن ممر نتساريم توسّع بشكل كبير في الأشهر الأخيرة، وتضاعفت مساحته إلى حوالي 56 كيلومترًا مربّعًا، ما جعله جيبًا عسكريًا إسرائيليًا ضخمًا في قلب شمال قطاع غزة.
وقال يؤآف زيتون إن طول هذه المنطقة يصل إلى 8 كيلومترات، بناءً على المحور الذي اخترقته الفرقة 36 قبل عام بالضبط، من الحدود عند خط عرض كيبوتس بئيري إلى شاطئ البحر، كجزء من العملية البرية التي نفذها الجيش وانتهت بداية العام في شمال قطاع غزة.
"إسرائيل" خصصت ممر نتساريم كورقة مساومة في مواجهة حماس في مفاوضات تبادل الأسرى
كما ذكر المراسل الإسرائيليّ في تقريره أن "إسرائيل خصصت ممر نتساريم كورقة مساومة في مواجهة حماس في مفاوضات تبادل الأسرى، حيث كان من المفترض أن يؤدي الانسحاب من المحور إلى عودة نحو مليون فلسطيني إلى منازلهم، في مقابل إطلاق سراح نحو 100 إسرائيلي ما زالوا في الأسر. إلا أن المفاوضات حول الصفقة فشلت وتأجلت، ما أدى إلى توسيع متزايد للمناطق التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي في غزة".
وأضاف زيتون أنه وبحسب التقارير الاستخباراتية التي يتم تقديمها إلى الوزراء في الكابينت، فإن وضع المختطفين الذين ما زالوا على قيد الحياة في سجون حماس يزداد سوءًا من أسبوع لآخر. ويقدّر الجيش الإسرائيلي أن سياسة حماس تتمثل في قتلهم إذا اقتربت القوات الإسرائيلية من مكان احتجازهم. وبما أن المفاوضات لم تُستأنف بعد، فإن مشكلة المختطفين ستُكون نهايتها بشكل مأساوي بحسب بعض الوزراء اليمينيين، ومعهم أعضاء كنيست، ممن لا يخفون طموحاتهم في إقامة مستوطنات في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي شمال غزة.