صدى نيوز - يعتبر باحثون إسرائيليون أن الصين خففت لهجتها تجاه إسرائيل بعد سنة من شن الحرب على غزة، بادعاء أنها اتخذت، منذ 7 أكتوبر من العام الماضي، خطا داعما للفلسطينيين، "تمثل بالأساس بتجاهل مطلق لهجوم حماس في النقب الغربي وهجمات أخرى على إسرائيل من جبهات أخرى، إلى جانب التنديد بالعمليات الإسرائيلية"، أي الحرب على غزة، حسب تقرير صادر عن "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، الأسبوع الماضي.
وأشار التقرير إلى تنديد الصين باغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، في طهران رغم أنها لم تنسبه لإسرائيل مباشرة. وقال السفير الصيني في الأمم المتحدة بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل، في 14 نيسان/أبريل، إن "إيران أعلنت أن عمليتها العسكرية كانت ردا على العدوانية الإسرائيلية"، فيما وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية الهجوم بأن "كان محدودا ودفاعا عن النفس".
وأضاف التقرير أن الصين كررت مطالبتها إسرائيل بوقف إطلاق النار، "وتجاهلت قرار مجلس الأمن بتحرير المخطوفين لدى حماس. كما أن الصين تتجاهل القرار 1701" حول منع وجود مسلح لحزب الله في لبنان. وحسب التقرير، فإن الصين تصف الإسرائيليين المحتجزين في غزة بأنهم "أسرى" وليس "مخطوفين".
وأشار التقرير إلى أنه في تشرين الأول/أكتوبر الفائت، "بدا أن الصين خففت قليلا لهجتها تجاه إسرائيل وأصبحت تصريحاتها أقل صدامية"، إثر قول المتحدثة باسم الخارجية الصينية، في 8 تشرين الأول/أكتوبر الفائت، إنه "يجب الالتفات إلى القلق الأمني الإسرائيلي الشرعي"، وقول وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، لنظيره الإسرائيلي حينها، يسرائيل كاتس، في 14 تشرين الأول/أكتوبر الفائت، إنه يدعو "لتحرير جميع المخطوفين". كما قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل مطلع الشهر نفسه، إن "الصين تعارض خرق السيادة والأمن لدول أخرى والاستخدام المتواصل للقوة"، رغم أنه لم يندد بالهجوم الإيراني ولم يذكر إسرائيل.
وحسب التقرير، فإن باحثين إسرائيليين وضعوا عدة تفسيرات "لهذا التغيير"، بينها "نجاحات إسرائيل في الحرب، التي ربما أوضحت للصين أنها ’راهنت على الحصان غير الصحيح’"، أو أن هذا التغيير متعلق "بسياسة التوازن الصينية السائدة". وتفسير ثالث اعتبر أن المحادثة بين وزيري خارجية الصين وإسرائيل كانت غايتها إقناع إسرائيل بالتراجع عن عزمها مهاجمة إيران أو تخفيف حجم الهجوم الإسرائيلي، الذي تم شنه في 26 تشرين الأول/أكتوبر الفائت.
وأشار التقرير إلى أن هذه التفسيرات اعتبرت أنه يوجد تغيير في التصريحات الصينية تجاه إسرائيل، لكن الوضع ليس بهذا الشكل. "ورغم أن التصريحات حول القلق الأمني الإسرائيلي نادرة، إلا أنها قيلت في الماضي من جانب متحدثين صينيين مختلفين".
واعتبر التقرير أن بيانات التنديد الصينية تظهر أنها في غالب الأحيان لا تندد بإسرائيل مباشرة وإنما هي تنديد عام باستهداف مدنيين أو استخدام القوة أو خرق السيادة. "والصين تستخدم خطابا كهذا تجاه دول أخرى أيضا، وتمتنع عن ذكر أسمائها".
وتابع التقرير أن هذه البيانات "لا تدل على وجود أي تغيير في التوجهات الصينية، وذكر المخطوفين لأول مرة، بدلا من كلمة ’أسرى’، هو تغيير هام ومرحب به، لأنه ظهر في أكثر من تصريح ويدل على تغيير مقصود، لكن لا ينبغي الاستنتاج من ذلك أن ثمة انحيازا في السياسة الصينية لصالح إسرائيل".
وخلص التقرير إلى أن "التغيير في الخطاب الصيني هو شكلي وحسب وعديم الأهمية في الجوانب السياسية تجاه إسرائيل. وعموما، المشكلة بالأساس ليست بما تقوله الصين وإنما بما لا تقوله. وطالما أن الصين تتجاهل أفعال الجانب الأخر – حماس وحزب الله وإيران – فإنه لا سبب للابتهاج حتى عندما لا تندد بإسرائيل مباشرة".