صدى نيوز - استخدمت روسيا، مساء الإثنين، حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي لإسقاط مشروع قرار كان يدعو إلى وقف فوري للأعمال العدائية في السودان، وحماية المدنيين من النزاع الذي دمر البلاد منذ نيسان/أبريل 2023.
في سياق متصل، التقى المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان، توم بيرييلو، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني، في أول زيارة له إلى السودان منذ اندلاع الحرب في البلاد. وقد جرت اللقاءات في مدينة بورتسودان شرقي البلاد، حيث تمحورت النقاشات حول المساعدات الإنسانية وسبل إنهاء النزاع.
ووفقاً لبيان صادر عن مجلس السيادة السوداني، كانت المناقشات "صريحة وطويلة"، وضمّت أيضاً ممثلين من منظمات إغاثية وحكومية، بالإضافة إلى قيادات من القبائل السودانية. وأوضح البيان أن المبعوث الأميركي قدم عدداً من المقترحات التي لاقت قبول البرهان، مؤكداً على ضرورة وقف القتال والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون أي عوائق، خاصة عبر فترات توقف محلية تُتيح إيصال الإغاثة. كما تم التأكيد على الالتزام بتشكيل حكومة مدنية.
في الوقت نفسه، كانت روسيا قد استخدمت حق النقض (الفيتو) لإبطال مشروع القرار في مجلس الأمن، الذي لقي تأييد 14 من أعضائه، بينما عارضه المندوب الروسي فقط. هذا الفيتو أثار انتقادات حادة من الولايات المتحدة وبريطانيا، حيث أكدت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس-غرينفيلد، أن "روسيا تؤكد دعمها للأفارقة، لكنها في الواقع تعارض قراراً يدعمه الأفارقة ويعود بالفائدة عليهم"، مشيرة إلى أن موقف روسيا في هذه القضية "غير مقبول".
من جهته، صرح وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، قائلاً: "لقد حال بلد واحد دون اتخاذ موقف موحد في المجلس، والفيتو الروسي يعكس مجدداً الوجه الحقيقي لروسيا ".
وفي رد فعل روسي على الانتقادات، قال ديمتري بوليانسكي، مساعد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، إن موسكو كانت تأمل في أن يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين الأطراف السودانية المتحاربة. ووجه الاتهام للبريطانيين بمحاولة منع أي "إشارة للسلطات الشرعية في السودان" خلال المفاوضات.
من جانبها، رحبت وزارة الخارجية السودانية باستخدام روسيا لحق النقض، حيث أعربت في بيان رسمي عن تقديرها للموقف الروسي الذي اعتبرته "دافعاً عن مبادئ العدالة واحترام سيادة الدول، ودعماً لاستقلال ووحدة السودان ومؤسساته الوطنية".