صدى نيوز - أكد مسؤولون أمميون أن الحرب الطاحنة والحملة العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة أدت إلى دمار واسع النطاق وخسائر فادحة، مشيرين إلى أن "آثار هذه الأحداث ستستمر لأجيال قادمة، وستغير المنطقة بطرق يصعب علينا الآن استيعابها بشكل كامل". وفي جلسة لمجلس الأمن الدولي، أوضح المسؤولون أن الوضع الإنساني في غزة، مع قدوم فصل الشتاء، بات "كارثيًا"، خاصة في شمال القطاع حيث شهدت المنطقة نزوحًا واسعًا للسكان وتدميرًا شاملاً للمنشآت، وسط تزايد المخاوف من تجاهل القانون الدولي الإنساني.

وأضاف المسؤولون أن الظروف في غزة تعد من بين الأسوأ التي شهدها العالم خلال الحرب، ولا يُتوقع تحسن الوضع قريبًا. كما تناولوا الوضع في الضفة الغربية المحتلة، التي لا تزال تشهد تصاعدًا في العنف والمواجهات، مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في المدن الفلسطينية ومخيمات اللاجئين، فضلًا عن التوسع الاستيطاني غير المسبوق.

من جانبه، أكد منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط أن الأوضاع في غزة والضفة الغربية "تبتعد بشكل متزايد عن الحل السلمي"، مشيرًا إلى أن التصعيد العسكري والإجراءات الإسرائيلية "تؤدي إلى الابتعاد عن هدف إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة". 

في هذا السياق، شدد السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، على أن "العنف لن يؤدي إلى السلام"، داعيًا إلى حل سياسي عادل يضمن "القبول المتبادل" و"العيش بسلام". منصور أكد أن الطريق الوحيد للمجلس للحفاظ على مصداقيته هو "المطالبة بوقف إطلاق النار الفوري وغير المشروط" بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، موضحًا أن الخيار الآن هو بين "الاحتلال والحرية، والضم والاستقلال، والفصل العنصري وكرامة الحقوق العالمية". 

وفيما يتعلق بالاستيطان، دعا منصور إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، مؤكدًا ضرورة اتخاذ خطوات ضد المسؤولين الإسرائيليين الذين يسعون لتوسيع الاستيطان، "قبل أن نرى المستوطنات تُبنى مجددًا في غزة".

من جهة أخرى، حذر السفير اللبناني لدى الأمم المتحدة، هادي هاشم، الذي تحدث نيابة عن المجموعة العربية، من مخاطر التصعيد الإسرائيلي، مؤكداً أن "المجموعة العربية تجدد دعوتها لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، ووضع حد للانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة لميثاق الأمم المتحدة". وأضاف هاشم أن المجموعة العربية تدين "سياسة العقاب الجماعي" التي تتبعها إسرائيل، بما في ذلك الحصار والتجويع ضد المدنيين في غزة، مؤكدًا أن إسرائيل تتحمل مسؤولية "الجرائم المروعة" التي تُرتكب في القطاع، والتي وصفها بأنها "جزء من جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي".

ودعا هاشم مجلس الأمن إلى تشكيل "لجنة تحقيق دولية مستقلة" للتحقيق في الجرائم الإسرائيلية في غزة، وضمان عدم إفلات مرتكبي هذه الجرائم من العقاب. كما أشاد بمؤتمر الدعم الإنساني الذي ستستضيفه القاهرة في ديسمبر المقبل، وأكد أن السلام العادل في المنطقة "لا يمكن أن يتحقق دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لجميع الأراضي العربية المحتلة". 

كما أشار هاشم إلى أنه "يجب على إسرائيل أن توقف فورا عدوانها، وأن تنسحب من الأراضي اللبنانية المحتلة"، محذرًا من أن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد والتوتر في المنطقة.