يجب ان لا يتم الاستمرار في متاهة الفناء ومسلسل لامتناهي من الشعارات الرنانة التي تخدر العقول لتنسينا وتغيب الواقع الكارثي الذي أصبح الكل الفلسطيني به. فالاعتراف بوجود الكارثة هو اول خطوات التصدي لها وعلاجها في حالة اننا نريد النهوض وتصحيح المسار.
عند مراجعة متأنية لتاريخنا النضالي الفلسطيني سنجد اننا في اسوء وابشع لحظة في تاريخنا الوطني، لذلك يجب ان نصارح انفسنا، ونتخلص من الخطاب العاطفي غاية الدعاية السياسية الفصائلية لتخدير العقول، وتغييب حقيقة الفناء الفيزيائي للجسد الفلسطيني، كذلك الانهاء الوطني للقضية الفلسطينية.
صحيح اننا ما زلنا في اتون المعناة من النكبة والنكسة ولكن في كل مراحل النضال الوطني كان يتم تصويب المسار على اساس متين هو بقاء الكيان الوطني الفلسطيني ينبض وبقاء الجسد الفلسطيني على الارض الفلسطينية معافي يناضل ضمن حلقات مسلسل النضال الوطني للوصول الي الحرية وتقرير المصير.
لذلك وبمنتهي الشفافية والوضوح يجب الاعتراف بما حدث لنا، وللقضية في حماقة 7 اكتوبر، والاعتراف بشكل واقعي بكارثة التحالفات التي تخدم الاخرين وتزيد من اضعافنا. فالمحاسبة هنا ضرورة وطنية.
القضايا الوطنية لا تخضع للقاعدة الفقهية التي تقول من اجتهد واخطأ له اجر ومن اجتهد واصاب له اجران، ففناء الوطن وقتل هذا العدد من الشهداء والتدمير... الخ لا اجر فيه، فلا يجب بأي حال من الاحوال المقامرة بمصير الشعوب ووجودهم لأن المقامرة تؤدي الى الفناء.. الهنود الحمر نموذج.
الخلاصة.. يجب الاعتراف بالحماقة، بفشل المقامرة والاجتهاد، والتحالف الغير وطني التي قام بها فصيل من فصائل (الفلسطينية) لذلك يجب اخضاعة للمسائلة والمحاسبة الشعبية الجماهرية والوطنية، كما يجب ان يتولى الجسم الوطني المعترف به دوليا وله شرعية المجتمع الدولي التي اكتسبها من سنوات النضال المشهد في قطاع غزة على قاعدة الحفاظ على ما تبقي من قضية وطنية ووجود وطني بقطاع غزة، اما من خلال خروج آمن لحركة حماس بشكل وطني متفق عليه معها او من خلال اخراجها خارج الاطار الوطني الفلسطيني فلا يجب الصمت ولا يجب تجميل الاشياء والمواقف في ظل هذه الابادة والكوارث المتوقعة الناجمة عنها.