متابعة صدى نيوز - يتزايد المشهد تعقيداً في سوريا، فبعد أن أعلنت فصائل المعارضة السورية، بقيادة هيئة تحرير الشام، في شمال غربي سوريا، أمس الأربعاء، بدء عملية عسكرية واسعة ضد قوات الجيش السوري والجماعات الموالية لإيران في ريف حلب الغربي، بأول اختراق لخطوط التماس منذ اتفاق وقف إطلاق النار قبل 4 سنوات. وصل عدد القتلى حتى الآن إلى 132 قتيلاً، في ثاني يوم فقط من بدء الأحداث، فما الذي أشعل فتيل القتال مرة أخرى؟

تعدّ هذه المعارك التي تدور في ريفي إدلب وحلب "الأعنف" في المنطقة منذ سنوات، وتدور في مناطق تبعد قرابة 5 كيلومترات من أطراف مدينة حلب.

وتأتي الاشتباكات في ريف حلب بعد أشهر من الهدوء النسبي كانت تتخلله عمليات قصف متفرقة من جانب قوات النظام السوري لمناطق خاضعة لسيطرة المعارضة.

 

حسن عبد الغني الناطق باسم غرفة عمليات الفتح المبين -التي تشمل هيئة تحرير الشام والجبهة الوطنية للتحرير وفصائل أخرى- من المعارضة السورية، قال إن "الهدف من العملية توجيه "ضربة استباقية" للحشود العسكرية لقوات النظام والمليشيات الموالية لها، والتي تهدد "المناطق المحررة"، بحسب تعبيره.

جاء ذلك في وقت قال فيه ناشطون إن "الفصائل رصدت تحركات كبيرة لقوات النظام السوري خلال الأيام القليلة الماضية على محاور ريف حلب الغربي"، ما استدعى رفع الجاهزية، بالتوازي مع تصعيد النظام قصفه المدفعي والصاروخي على بلدات ومدن الأتارب ودارة عزة وبلدات ريف حلب الغربي بشكل عام.

وتقدمت فصائل مسلحة معارضة بشكل سريع في شمال غرب سوريا وسيطرت على عدة بلدات وقرى بريف حلب الغربي بعد معارك مع قوات النظام وهاجمت مطارا عسكريا، فيما قال مصدر عسكري وناشطون إن المهاجمين بات يفصلهم عن مدينة حلب 5 كيلومترات فقط.

وهذا التقدم هو الأول من نوعه منذ مارس/آذار 2020 عندما اتفقت روسيا التي تدعم الرئيس السوري بشار الأسد، وتركيا التي تدعم فصائل معارضة، على وقف لإطلاق النار أدى إلى وقف المواجهات العسكرية في آخر معقل كبير للمعارضة في شمال غرب سوريا.

وشارك في الهجوم على قوات النظام السوري مقاتلون من هيئة تحرير الشام وفصائل من الجيش الوطني السوري.

وأفادت مواقع إخبارية موالية للمعارضة بأن طائرات روسية وأخرى تابعة للنظام السوري شنت غارات على مناطق خاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة بريفَي حلب وإدلب، كما تعرضت هذه المناطق لقصف بصواريخ أرض أرض، وفقا للمصادر ذاتها.

وفي آخر التطورات، سيطرت فصائل المعارضة السورية على 32 قرية ونقطة في ريف حلب الغربي شمال سوريا، بما يعادل مساحة حوالي 245 كيلومترا، وذلك بعد اشتباكات مع قوات النظام السوري بأعقاب إعلان إطلاق العملية، أدت لسقوط عشرات القتلى.

كما أكدت السيطرة على منطقة الفوج 46 التي تعد القاعدة الأبرز لقوات النظام السوري.

وأفادت بأن المناطق التي سيطرت عليها تمهد الطريق لعودة أكثر من 100 ألف مهجر إلى منازلهم وأراضيهم، مما يساهم في تخفيف المعاناة الإنسانية في شمال غرب سوريا، وفق بيان "إدارة العمليات العسكرية"، التي يديرها تحالف من فصائل مسلحة.

وتشمل الفصائل التي أطلقت العملية هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) والجبهة الوطنية للتحرير وفصائل تابعة للجيش الوطني.

كذلك أعلنت "إدارة العمليات العسكرية" أنها أسرت صباح اليوم عنصرين ممن وصفتهما بمليشيات إيران، مؤكدة أنها استهدفت أيضا طائرة في مطار النيرب شرق حلب.

وكانت أكدت أمس أسر 6 عناصر من قوات النظام السوري، والسيطرة على 5 دبابات وعربة "بي إم بي" ومستودع للصواريخ.

أول تعليق للنظام السوري..

وفي أول تعليق للنظام السوري بعد يوم من المعارك وفق متابعة صدى نيوز، قالت وزارة الدفاع إن قواتها المسلحة تتصدى لما وصفته بـ"الهجوم الإرهابي" المستمر منذ صباح أمس، مشيرا إلى أنها كبدت من سمتهم بـ"التنظيمات الإرهابية" خسائر فادحة في العتاد والأرواح، وفق وصفها.

وأضافت أنها تتصدى للهجوم بالتعاون مع من وصفتهم بـ"القوات الصديقة" دون تحديدهم، مشيرة إلى أن الهجوم يستهدف بأعداد كبيرة من المسلحين وباستخدام الأسلحة المتوسطة والثقيلة القرى والبلدات والنقاط العسكرية في ريفي حلب وإدلب.

ماذا تقول تركيا؟ 

وفي أول تصريح لأنقرة أيضا، نقلت وكالة رويترز عن مصدر بوزراة الدفاع التركية قوله إن أنقرة تتابع عن كثب التحركات الأخيرة لجماعات المعارضة في شمال سوريا واتخذت كل الاحتياطات لضمان أمن قواتها هناك.

كما قالت مصادر أمنية تركية لرويترز إن جماعات المعارضة في شمال سوريا شنت عملية محدودة باتجاه حلب بعد هجمات قوات الحكومة السورية على منطقة خفض التصعيد في إدلب، لكن العملية توسعت بعد أن غادرت القوات السورية مواقعها، وفق تعبيرها.