متابعة صدى نيوز - سيطرة المعارضة السورية المسلحة على سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، لم تُعجب إسرائيل، فهي تنظر لهذه لفصائل المسلحة بأنها انبثقت من القاعدة وداعش، وبأنهم ليسوا كتلة واحدة، ووجودهم قرب المستوطنات في هضبة الجولان قد يشكل خطراً على الإسرائيليين، في وقت خرجت فيه أصوات إسرائيلية تنادي بضرورة زيادة قوة الأكراد واتساع سيطرتهم. فما علاقة الأكراد في سوريا بإسرائيل؟ 

وزير خارجية إسرائيل جدعون ساعر قال في تصريحات مؤخراً إن إسرائيل تهدف إلى تشكيل تحالف مع الأقليات في سوريا والعراق، بما في ذلك الأكراد. والوزير الإسرائيلية السابقة أييلت شاكيد قالت إنه "يجب على إسرائيل والولايات المتحدة دعم الأكراد والتأكد من أن أردوغان لا يستغل الوضع لإلحاق الأذى بهم، وهذه فرصة لزيادة قوة الأخيار (الأكراد والدروز) وإضعاف الأشرار". كما قال وزير الشتات الإسرائيلي، عميحاي شيكلي: "الأنباء السارة هي تزايد قوة الأكراد واتساع سيطرتهم في شمال شرق الدولة". وفق متابعة صدى نيوز.

مصادر عبرية كشفت أنه جرى خلال هذه الأيام تسجيل محادثات أولية بين الأكراد في سوريا وممثلين رسميين في إسرائيل بهدف "التعاون".

وقالت القناة 11 العبرية إن مسؤولين حكوميين في شمال شرق سوريا، معقل الأكراد، توجهوا إلى مسؤولين إسرائيليين رسميين في الأيام الأخيرة، بعد تصريحات ساعر عن التحالف مع الأقليات. 

ويقول الإعلام العبري إن القوات الكردية تشعر بالانزعاج الشديد من تقدم "المتمردين" في إشارة لفصائل المعارضة السورية المسلحة، مع التركيز على الإسلاميين المدعومين من تركيا، بالقرب من حدودها مع سوريا، وهذه في الواقع هي خلفية محاولة الأكراد التحدث مع إسرائيل. خاصة وأن فصائل مسلحة أعلنت خلال التوترات الأخيرة عن بدء هجوم على قوات كردية شمالي سوريا.

فالأكراد يقطنون بشكل أساسي في ثلاث مناطق ضمن الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا والعراق من أهمها منطقة الجزيرة بمحافظة الحسكة، وعفرين بشمال حلب، وعين العرب "منطقة كوباني"، ويشكلون في شمال شرق سوريا الجزء الأهم من موازين الصراع في المنطقة، إذ يتمتعون بحكم ذاتي عن طريق قوات سوريا الديمقراطية (قسد).

وتتراوح التقديرات غير الرسمية لأعدادهم ما بين مليون ومليونين، وبعض المصادر المقربة من الأكراد ترفع تلك التقديرات إلى نحو ثلاثة ملايين نسمة من أصل أكثر من 23 مليونا هم عدد سكان سوريا.

كما يمثل الأكراد في سوريا أقلية كبيرة، وتعرضوا إلى استبعاد وتهميش في ظل النظام السوري، إلى جانب ذلك مع اندلاع النزاع السوري في عام 2011، استطاع الأكراد من كسب امتيازات بفضل قوات سوريا الديمقراطية.

ويرى خبراء أن إسرائيل تريد تعزيز قوة الأكراد في سوريا لعدة أسباب، أهمها: إضعاف النفوذ الإيراني، إذ يشكل الوجود الإيراني في سوريا تهديدا بارزا لإسرائيل، ويساعد دعم الأكراد على إضعاف هذا النفوذ. 

وفيما يتعلق بتركيا، يقول الخبراء إن تركيا تعتبر الأكراد تهديدا لأمنها بسبب العلاقات مع حزب العمال الكردستان، ما يعني أن دعم الأكراد يضغط على تركيا في صراعها الداخلي.

وإلى جانب ذلك تبرز المصالح الاقتصادية المشتركة لكلا الطرفين، فشمال شرق سوريا، حيث تواجد الأكراد، مزدهر في الموارد الطبيعية، وتأييد إسرائيل للأكراد يزيد من إمكانية تأثير إسرائيل في المنطقة.