صدى نيوز - بدأت، اليوم الأحد، أعمال الدورة 90 لمجلس الشؤون التربوية لأبناء فلسطين التابع لجامعة الدول العربية الذي يتضمن في فعالياته الاجتماع المشترك بين مسؤولي شؤون التربية والتعليم بوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "أونروا" ومجلس الشؤون التربوية لأبناء فلسطين، بمشاركة الأمين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية السفير سعيد أبو علي.
وترأس وفد دولة فلسطين في الاجتماع كل من: وكيل وزارة التربية والتعليم العالي نافع عساف، وشوكت غريب، ومرفت وساس، وأحمد الأحمد من دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير.
ودعا أبو علي المجتمع الدولي بدوله وهيئاته ومؤسساته التوقف عن الصمت المريب والعجز الفاضح عن ردع إسرائيل لوقف حرب الإبادة الجماعية التي تشنها على أبناء الشعب الفلسطيني، وللتدخل المباشر والفوري، خاصة من مجلس الأمن الدولي بما يضمن توفير نطام حماية دولي في الأرض الفلسطينية، ويضع حدا لاستمرار هذا العدوان الممنهج والانتهاكات الجسيمة لقواعد وأحكام وقرارات الشرعية الدولية وصولا لتطبيق القرارات الأممية بما ينهي الاحتلال، ويمكن إقامة الدولة الفلسطيِنية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس.
وصرح: إن اجتماعنا اليوم يأتي في ظل تواصل حرب الإبادة الجماعية المستمرة التي يشنها الاحتلال خاصة في قطاع غزة والذي أسفر حتى الآن عن أكثر من 180 ألفا بين شهيد وجريح ومفقود، واعتقال أكثر من 5200 مواطن، ونزوح مليونين داخليا، مع تدمير ما يقارب من 80% من المباني السكنية.
وأضاف: لقد كان استهداف العملية التعليمية في بؤرة مخطط حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع عزة نظرا لكون العملية التعليمية أحد أهم أركان صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، وتم الاستهداف المتعمد لكافة مقومات التعليم في القطاع، حيث تم تدمير 93% من أبنية القطاع التعليمي، فيما تعرضت 70% من مدارس الأونروا الـ200 للقصف والتدمير، وتم قصف 4 مبان من كل 5 مبان مدرسية، وتدمير 130 من المباني والمنشآت الجامعية، كما حرم أكثر من 750 ألف طالب/ة من حقهم في مواصلة تعليمهم في مدارسهم، وجامعاتهم.
كما أوضح الأمين العام المساعد، أن العملية التعليمية في الضفة الغربية تتعرض بدورها لاستهداف التعطيل والترويع نظرا لمواصلة سلطات الاحتلال الإسرائيلي عملياتها في الاقتحامات اليومية للمدن والمخيمات، ما يمنع الطلبة من الوصول إلى مدارسهم وجامعاتهم وكذلك مع تصاعد هجمات المستعمرين على أبناء الشعب الفلسطيني المدعومة من سلطات الاحتلال.
وأكد أهمية الاستمرار في توفير الدعم العربي والدولي للعملية التعليمية في فلسطين، بما يسهم في ضمان استمرار تقدم المسيرة التعليمية وتحسين جودة التعليم لأبناء فلسطين، مشددا على أن الجامعة العربية ستظل داعمة ومساندة للأونروا كعنوان للالتزام الدولي تجاه قضية اللاجئين الفلسطينيين، حتى الوصول إلى حل عادل وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
بدوره، قال عساف، إن الوضع التعليمي في قطاع غزة مأساوي والاحتلال الإسرائيلي يريد هدم المستقبل في نفوس أبنائنا، مؤكدا ضرورة توفير الدعم اللازم للعملية التربوية والتعليمية بفلسطين، وإفشال مخططات الاحتلال في استهداف هذا المفصل المهم باعتبار الطالب هو لبنة بناء جيل جديد لشعب فلسطين.
وأضاف، أن 80% من الجامعات تم تدميرها، حيث إن 630 ألف طالب وطالبة محرومون من التعليم حتى اللحظة، فقدنا منهم 9500 أصبحوا شهداء، وهناك 15 ألف طالب جريح منهم 5 آلاف معاقون نتيجة استمرار هذا العدوان والحرب الشرسة على شعبنا.
وأكد عساف أن قوانين الكنيست الإسرائيلية ضد الأونروا غير ملزمة وهي قوانين غير شرعية وباطلة بحسب القوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة وقراراتها، بما في ذلك قرار مجلس الأمن الأخير رقم 2730 الذي اعتُمد في 24 أيار/ مايو 2024، والذي يُلزم الدول احترام وحماية مؤسسات الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني، وقرار محكمة العدل الدولية وفتواه القانونية الصادر في تاريخ 19 تموز/ يوليو 2024، الذي أكد أنه لا سيادة لإسرائيل على الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس التي تُعتبر ضمن مناطق علميات الأونروا.
من جهته، قال ممثل الأونروا، إن حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، تسببت في "وباء إصابات فظيعة" بين الفلسطينيين مع غياب خدمات إعادة التأهيل.
وأضاف أن القانون الإنساني الدولي واضح للغاية، ولا يمكن تهجير الأشخاص قسرا، وأنه يجب حماية المدنيين دائما وضمان حصولهم على احتياجاتهم الأساسية.
ومن المقرر أن يرفع المجلس في ختام اجتماعاته المستمرة 5 أيام تقريرا بتوصياته إلى اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية في دورته المقبلة.