صدى نيوز - نظمت جامعة القدس والهيئة الإسلامية العليا في القدس المؤتمر الأكاديمي السابع الدولي المحكّم تحت عنوان: "المسجد الأقصى المبارك: تاريخ وحضارة"، وذلك في حرم الجامعة الرئيس بحضور نخبة من العلماء والباحثين.

وأوصى المؤتمر بتعزيز التواجد في المسجد الأقصى بشتى الطرق، إيجاد برامج دينية وتربوية لربط المقدسات بالموروث الديني والحضاري ليكون جزءُ أساسيُا من العقيدة والهوية الجمعية، صياغة منهاج متكامل في تاريخ المسجد الأقصى والقدس، توحيد الجهود لفضح ممارسات الاحتلال ضد المسجد الأقصى المبارك، توظيف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والإنترنت في دحض الروايات الخرافية وبيان خطورة ما تقوم به دولة الاحتلال تجاه المسجد الأقصى وأهله، العمل الجاد على إحياء دور المدارس العلمية في بيت المقدس، وخاصة المحيطة بالمسجد الأقصى المبارك، العمل على تحقيق الكتب المخطوطة التي ألفت في بيت المقدس أو ألفها علماؤها، القيام بِتصنيف موسوعة تَضم الأدباءَ والشعراءَ الفلسطينيين والعرب والمسلمين التي تتناول أشعارهم فلَسْطين والقدس، استكمال فهرسة سجلات محكمة القدس الشرعية، وغيرها من الوثائق، وذلك لما تحتويه من مخزون فكري ومعلوماتي حول القدس خاصة، وفلسطين على وجه العموم وذلك خلال فترات الحكم المملوكي والعثماني والبريطاني، وذلك بتدريب كادر وتعيين خبراء في قراءة الوثائق والمخطوطات.
وأكد رئيس الهيئة الإسلامية العليا ورئيس المؤتمر الشيخ الدكتور عكرمة صبري في كلمته الافتتاحية أهمية المؤتمر في تسليط الضوء على مكانة المسجد الأقصى المبارك التاريخية والدينية، وأشار إلى أن الأقصى المبارك مرتبط بتاريخ عميق وهو عنوان "التوحيد" في العقيدة والإيمان، وعنوان توحيد الصفوف وتوحيد المواقف.
وأضاف سماحة الشيخ صبري بأن المؤتمر يشارك فيه ثلاثون باحثًا وأكاديميًا قدّموا أوراقًا علمية تناولت الأقصى من جوانب دينية وتاريخية وثقافية، موضحًا أن المؤتمر يهدف إلى لفت أنظار العالم إلى أهمية المسجد الأقصى وإبراز الرواية الإسلامية بشأنه، مع السعي إلى نشرها بلغات متعددة، كما ويعكس صمود الفلسطينيين وتمسكهم بمقدساتهم، إذ أن الأقصى سيظل محور القضية المركزية في مواجهة التحديات.
وثمن رئيس جامعة القدس أ.د. عماد أبو كشك جهود الهيئة في تنظيم هذا المؤتمر المهم، الذي يحمل في ثناياه كل معاني الحب والوفاء للمسجد الأقصى والقدس، وأشار إلى أنه رغم آلة البطش والقتل والتهجير والإبادة التي يتعرض اليها شعبنا يبقى أهل القدس على الحق ظاهرين مرابطين وصامدين، مؤكدًا دور جامعة القدس الرائد في المسؤولية الاجتماعية تجاه مدينة القدس خاصة، ودعمها المتواصل للأهالي في المجال الحقوقي والتعليمي والمجتمعي في قلب المدينة.
وجاءت الجلسة الأولى للمؤتمر حول فضائل المسجد الأقصى المبارك ترأسها الدكتور شفيق عياش، وشملت أوراقًا علمية، أبرزها: "مقاصد مرعية في الآيات التي ذكرت المسجد الأقصى في سور القرآن الكريم" قدمها د. محمد سليم محمد علي، و"فضائل المسجد الأقصى من خلال كتاب فضائل بيت المقدس وفضل الصلاة" قدمها د. عبد الرحمن المغربي، و"صورة المسجد الأقصى وقبة الصخرة في الشعر العثماني التركي: دراسة تاريخية أدبية" قدمها د. مروان ربايعة.
وتناولت الجلسة الثانية أوقاف المسجد الأقصى وعمارته عبر العصور ترأسها الأستاذ الدكتور حاتم جلال، وناقشت:  "عمارة قاشاني قبة الصخرة زمن السلطان سليمان من خلال سجلات محكمة القدس الشرعية" قدمها د. إبراهيم ربايعة، و"التطور العمراني لمنطقة المسجد الأقصى خلال الفترة الأموية" قدمها د. مروان أبو خلف. "المماليك والمسجد الأقصى المبارك" قدمها د. نظمي الجعبة، "وقف الأراضي والغراس على المسجد الأقصى وطرق استغلالها في العصر العثماني" قدمها أ. محمود سعيد أشقر، و"إشكالية الديني والمادي في العلاقة بين الدولة السلطانية العثمانية وأوقاف المسجد الأقصى وقبة الصخرة في نهاية الحكم العثماني" قدمها د. موسى سرور، و"وقف النقود على القدس (وقفية القاضي عبد القادر الحريري نموذجًا)" قدمها أ. حمزة الحوش.
وتطرقت الجلسة الثالثة إلى الحركة العلمية والوظائف في المسجد الأقصى ترأسها الأستاذ الدكتور موسى دويك، وركزت على: "تاريخ الحركة العلمية الفقهية في المسجد الأقصى خلال الفترة المملوكية" قدمها أ.د. عروة صبري، و"الحركة العلمية في المسجد الأقصى المبارك" قدمها أ. جميل الكركي، و"الزاوية القادرية: حاضنة الطريقة القادرية في رحاب المسجد الأقصى المبارك والقدس" قدمها د. يوسف النتشة وأ. عزيز العصا، و"ناظر الحرمين الشريفين في القدس في العهد العثماني" قدمها أ. محمود سعيد أشقر، و"الوظائف في المسجد الأقصى في مطلع القرن الثامن عشر في ضوء سجلات محكمة القدس الشرعية – سجل رقم (201) نموذجًا قدمها أ. عزيز العصا.
أما الجلسة الرابعة والأخيرة فكانت حول: الاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك ترأسها الدكتور وليد سالم، قُدمت في الأوراق الآتية: "الدوافع الفكرية والسيكولوجية للاعتداءات الصهيونية على المسجد الأقصى في ظل حكم اليمين منذ عام 2022" قدمها أ.د. نعمان عمرو، و"المسجد الأقصى بعد السابع من أكتوبر" قدمها د. ناجح بكيرات، و"حائط البراق وقف إسلامي تحت هيمنة الاحتلال الصهيوني" قدمتها د. سندس محمد علي جاموس ود. زبيدة صبحي سلمان، و"الاعتداءات على المسجد الأقصى"  قدمها أ. محمد أبو صالح.
كما تم تكريم الباحثين والمشاركين في المؤتمر على جهودهم المميزة.