صدى نيوز - أحدثت الإطاحة بنظام بشار الأسد في سورية، تأثيرا صادما في إيران، دفع الإصلاحيين إلى اتهام إدارة طهران بـ"الفشل في قراءة المنطقة بشكل صحيح"، وإجراء تحليل خاطئ للقضية السورية.

وكان الإصلاحيون في إيران يعارضون استخدام موارد البلاد لصالح قوات الميليشيات وغيرها من الوسائل في سورية، على الرغم من المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها إيران.

وأدى سقوط نظام البعث الذي دام 61 عاما في سورية إلى تصاعد حدة انتقادات الإصلاحيين في إيران مرة أخرى.

وفي منشوره عبر حسابه في تطبيق "تليغرام" بتاريخ 9 كانون الأول/ ديسمبر، قال السياسي الإصلاحي محمود صديقي إن وحدات الاستخبارات الإيرانية، قد حذّرته من انتقاد النظام الإيراني في ما يتعلق بالتطورات في سورية.

وقال صديقي في رسالته الموجهة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، إن "وزارة الاستخبارات الإيرانية، اتصلت بي ومع بعض الناشطين السياسيين، وحذرتنا من الربط بين النظام السوري المخلوع وإيران".

ورغم ذلك، خاطب صديقي الحكومة الإيرانية في منشور عبر منصة "إكس" قائلا: "تعلموا مما حدث لعائلة الأسد".

من ناحية أخرى، اتهم السياسي الإصلاحي عباس عبدي إدارة طهران، بإجراء تحليل خاطئ للقضية السورية في مقال له بعنوان "الفشل المعرفي" نشرها في صحيفة "اعتماد" الإيرانية.

وأشار عبدي إلى أن صناع السياسة في إيران، تعرضوا لضربة كبيرة على مستوى المعلومات والتحليل، في ما يتعلق بسورية، قبل هزيمتهم عسكريا.

وأكد أن أولئك الذين لا يستطيعون توقع هزيمة واسعة النطاق في سورية، لن تكون لديهم القدرة على إجراء تحليلات سليمة.

وقال عبدي: "لماذا يجب على الآخرين قبول تحليلاتهم غير العقلانية ووعودهم الفارغة؟ لقد كانوا يكتبون، انتصرنا، قبل عشر دقائق من هروب الأسد".

وذكر عبدي أن الفشل في تقييم حقائق وواقع المنطقة بشكل صحيح، أحبط الدعاية الإيرانية وسياساتها الإستراتيجية مع مرور الوقت.

وقال: "ربما تكون قضية الأسد قد انتهت، لكن مشكلتنا الحالية هي هذا الضعف الشديد للمعلومات والتحليل في المنظور الرسمي بشأن سورية، وهذا الضعف أخطر من القصور الاقتصادي والعسكري والسياسي".

وفي 8 كانون الأول/ ديسمبر الجاري سيطرت الفصائل السورية على العاصمة دمشق وقبلها مدن أخرى، مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث و53 سنة من حكم عائلة الأسد.

وكانت إيران الداعم الأكبر، إلى جانب روسيا للنظام خلال الحرب الداخلية التي اندلعت في سورية، عندما أراد نظام بشار الأسد قمع الحركات الشعبية التي بدأت تطالب بالحرية في عام 2011.

وطوال فترة النزاع، حشدت إيران الكثير من امكاناتها، بما في ذلك إرسال جماعات مسلحة أعدتها و نظمتها إلى سورية، وجعلتها تقاتل ضد المعارضة.