صدى نيوز - دعا القائد العام للإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، توجيه دعوة لأمير قطر، تميم بن حمد، لزيارة سورية، مؤكدا أن "دمشق ستبدأ تعاونا إستراتيجيا واسعا مع قطر، خلال الفترة المقبلة".

جاء ذلك بعد لقاء الشرع الوفد القطري، الذي ترأسه وزير الدولة في الخارجية القطرية، محمد الخليفي، وقد أشاد الشرع بمواقف الدوحة، وقال إن قطر بقيت ثابتة على موقفها في كل المراحل إلى جانب الشعب السوري.

وذكر أنّ العلاقات بين الدوحة ودمشق، ستعود أفضل مما كانت في السابق.

وأضاف أن مشاركة دولة قطر في المرحلة المقبلة ستكون فعالة ومهمة، وستكون للدوحة أولوية خاصة في سورية، لمواقفها تجاه الشعب السوري.

وقال الشرع "نسعى للاستفادة من الخبرات القطرية في جميع المجالات".

الدوحة: مشاورات معمّقة بشأن مستقبل سورية

من جهته، ذكر وزير الدولة بالخارجية القطرية، محمد الخليفي، أن اللقاء مع الشرع بحث المرحلة الانتقالية، وشدد على موقف دولة قطر الثابت في الوقوف إلى جانب سورية وشعبها.

كما أكد الخليفي أن الشعب السوري سيد قراره ولن يتعرض للوصاية من أحد.

وذكر الخليفي لوكالة الأنباء القطرية، أنه أجرى مع الشرع مشاورات معمقة بشأن مستقبل سورية، مشيرا إلى أنه أكد للقائد العام للإدارة الجديدة في سورية، استعداد دولة قطر الكامل لتقديم الدعم في شتى المجالات، بما يخدم مصلحة الشعب السوري.

ولفت الخليفي إلى أن زيارة الوفد القطري إلى دمشق في هذا التوقيت، "تجسد موقف دولة قطر الراسخ والثابت تجاه الشعب السوري الشقيق، وتؤكد التزامها المطلق بدعم كافة المساعي السلمية لتحقيق الاستقرار في الجمهورية العربية السورية الشقيقة، واستعدادها التام للمساهمة الفاعلة والبناءة في دعم تطلعات الشعب السوري نحو مستقبل مستقر وآمن ومزدهر".

وذكر أن سورية تقف على أعتاب مرحلة جديدة وواعدة في تاريخها، مشددا على أن هذه المرحلة تتطلب تضافر كافة الجهود لإعادة إعمار ما دمرته سنوات الحرب، وبناء مستقبل يليق بتطلعات وآمال الشعب السوري.

وأضاف الخليفي أن الوفد رافقه فريق فني من الخطوط الجوية القطرية، لمقابلة المسؤولين في مطار دمشق الدولي، والوقوف على احتياجاتهم، وتقديم الدعم الفني اللازم لإعادة تشغيل المطار، مؤكدا أن الخطوط القطرية تعتزم إعادة تسيير رحلاتها المباشرة إلى سورية في المستقبل القريب، بعد عملية التقييم الفني الذي يجريه الفريق حاليا.

طائرة تابعة للخطوط الجوية القطرية، والتي استقلّها الوفد، بعيد وصولها إلى مطار دمشق الدولي (Getty Images)

وذكر أن فريقا من صندوق قطر للتنمية أجرى مباحثات مهمة مع المسؤولين المعنيين في سورية، بهدف وضع آليات مستدامة وفعالة لضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل منتظم ودون عوائق، وهو ما يمثل أولوية قصوى لدولة قطر في هذه المرحلة.

وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان نشرته عبر حسابها في منصة "إكس"، أنه جرى خلال الاجتماع، "استعراض العلاقات الوثيقة بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها، والتشاور حول مستقبل سورية، وآفاق دعم دولة قطر المستمر للشعب السوري الشقيق في كل المجالات، بالإضافة إلى مناقشة احتياجات مطار دمشق الدولي وكيفية تقديم الدعم اللازم لتشغيله في إطار مساعدات قطر الإنسانية والتنموية".

وبحسب بيان الوزارة، فقد أكد الخليفي خلال الاجتماع "استمرار دعم دولة قطر الراسخ للأشقاء السوريين لبناء دولة المؤسسات التي تسودها العدالة والحرية والتنمية والسلام".

وشدّدت الوزارة في هذا السياق على "ضرورة ضمان وحدة سورية، والعمل على انتقال سلمي للسلطة من خلال عملية سياسية جامعة، لكافة أطياف الشعب السوري، استنادا إلى قرار مجلس الأمن 2254، وتعزيز جهود حماية المدنيين ومكافحة الإرهاب".

وعبّرت "عن إشادة دولة قطر بالإجراءات التي اتخذتها الإدارة الجديدة".

وأعادت قطر، السبت الماضي، رسميا، فتح سفارتها في سورية، بعد 13 عاما من إغلاقها.

يأتي ذلك فيما تُوفِد دول إقليمية وغربية، ممثلين عنها إلى دمشق للقاء السلطة الجديدة بعد إطاحة حكم بشار الأسد.

وتُعدّ قطر الدولة الثانية التي تعيد رسميا فتح سفارتها في العاصمة السورية، بعد تركيا، منذ إطاحة نظام الأسد في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر الحالي.

وشهدت دمشق خلال اليومين الماضيين حراكا دبلوماسيا فاعلا مع زيارة عدة وفود أجنبية وعربية ولقائهم مع الشرع، أبرزهم وزيرا خارجية الأردن وتركيا.