صدى نيوز - أعلنت وزارة الداخلية السورية الجديدة، أن 14 عنصرا من الوزارة قتلوا على يد "فلول" نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في ريف طرطوس، بعد حظر التجول فيها وفي عدد من المحافظات إثر خروج مظاهرات واندلاع أعمال شغب.
وأفاد وزير الداخلية محمد عبد الرحمن، في بيان، بمقتل 14 عنصرا وإصابة 10 آخرين من عناصر وزارة الداخلية إثر تعرضهم لـ"كمين غادر من قبل فلول النظام السابق بريف محافظة طرطوس"، مشيرا إلى أنهم كانوا يؤدون "مهامهم في حفظ الأمن وسلامة الأهالي".
وكانت إدارة العمليات العسكرية في سورية قد أعلنت مساء الأربعاء عن قتل مجموعة من "فلول النظام السابق" في ريف طرطوس، فيما قُتل متظاهر وأصيب خمسة آخرون الأربعاء في حمص وسط سورية، بعد أن فتحت قوات الأمن النار لتفريق متظاهرين تجمهروا للاحتجاج على اعتداء طال مقاما علويا.
وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن أن "متظاهرا قتل وأصيب خمسة آخرون، بعدما أطلقت قوات الأمن في مدينة حمص النار لتفريق المتظاهرين ضد الهجوم على المقام"، بحسب ما نقلت عنه وكالة "فرانس برس".
تظاهرات للعلويين ونفي سوري رسميّ باعتداء على مقام للطائفة
وتظاهر علويون، الأربعاء، في عدد من المدن في سورية، بعد تداول فيديو يظهر اعتداء على مقام للطائفة في حلب.
وانتشر، الأربعاء، فيديو يظهر اعتداء مفترضا على المقام، أكدت وزارة الداخلية السورية أنه "قديم، ويعود لفترة تحرير مدينة حلب".
والتظاهرات هي الأولى للعلويين، منذ أن أطاح تحالف فصائل معارضة بقيادة هيئة تحرير الشام الإسلامية الأسد، ودخل دمشق في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر في هجوم خاطف استمر 11 يوما سيطر خلاله على قسم كبير من البلاد.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسانـ وشهودـ بخروج سوريين علويين إلى الشوارع في طرطوس واللاذقية وجبلة، حيث المعاقل الاجتماعية للنظام السابق.
وأشار إلى اندلاع احتجاجات مماثلة في بانياس وحمص حيث ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الشرطة فرضت حظرا للتجول بين السادسة مساء والثامنة صباحا.
الاحتجاجات الغاضبة اندلعت على خلفية فيديو تم تداوله الأربعاء، على شبكات التواصل الاجتماعي يظهر "اعتداء مسلحين" على مقام أبو عبد الله الحسين الخصيبي في منطقة ميسلون بمدينة حلب شمال البلاد.
لكن وزارة الداخلية السورية شدّدت على أن الفيديو "قديم ويعود لفترة تحرير" المدينة، مشيرة إلى أن الفعل "أقدمت عليه مجموعات مجهولة".
وحذّرت الوزارة في بيان من أن "إعادة نشر" المقطع هدفها "إثارة الفتنة بين أبناء الشعب السوري في هذه المرحلة الحساسة"، مشددة على أن "أجهزتنا تعمل ليل نهار على حفظ الأملاك والمواقع الدينية".
وتبذل السلطات الجديدة جهودا لطمأنة الأهالي في بلد أنهكته الحرب.
في جبلة، أطلق متظاهرون هتافات تطالب بسلام عابر للطوائف، وفق ما أفاد وكالة "فرانس برس" المتظاهر علي داوود.
وفي اللاذقية، ندّد محتجون بـ"انتهاكات ضد الطائفة العلوية"، وفق متظاهر لفت إلى أنه "حاليا تلقى دعوات الهدوء آذانا صاغية... لكن الوضع يمكن أن ينفجر".
وقال وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال السورية، محمد العمر، إن "حفظ السلم الأهلي أولوية للحكومة السورية الجديدة، وقد انتهى عهد التجاذبات الطائفية التي غذّاها النظام الأسدي الساقط"، بحسب ما نقل عنه تلفزيون سوريا.
وأضاف العمر أن "هناك أيادٍ خفية تسعى لإثارة الفتن الداخلية، وسيتم التعامل معها بحزم لضمان استقرار البلاد".
وذكر أن "سورية عاشت لمئات السنين بتنوع طوائفها وأعراقها، وهي اليوم أكثر قوة واستعدادا لترسيخ السلام والمحبة".
وقال الوزير أن الفيديو المتداول عن حرق مزار ديني في حلب هو مقطع قديم، ولم تُسجل حوادث مشابهة منذ التحرير.
وتابع أن "الحكومة تؤكد التزامها التام بحماية جميع المواقع الدينية والتاريخية وصونها من أي اعتداء، باعتبارها إرثا وطنيا وإنسانيا يجمع أبناء سورية بمختلف أطيافهم"
الإعلان عن القضاء على مسلّحين
وذكرت إدارة العمليات العسكرية، أن قواتها "قضت على مسلحين نفذوا هجوما على دورية أمنية في ريف طرطوس، أدى إلى مقتل 14 عنصراً من وزارة الداخلية السورية".
وأعلنت قيادة شرطة حمص، فرض "حظر التجوال في حمص، من الساعة 6 مساء حتى الساعة 8 صباحا".
وذكر مصدر في وزارة الداخلية السورية في تصريحات صحافية، "أرسلنا تعزيزات أمنية إلى حمص، لضبط الأمن والاستقرار، والعمليات التخريبية".
وقال مجلس مدينة جبلة بمحافظة اللاذقية، إنه فُرض "حظر للتجوال من الساعة الثامنة مساء اليوم حتى الثامنة صباح غد (الخميس)".
العثور على مقبرة جماعية
من جهة أخرى، أفاد مسعف في "الخوذ البيضاء" (الدفاع المدني) وناشط الأربعاء بالعثور على مقبرة جماعية في سورية من المحتمل أنها تضم رفات معتقلين سجنتهم السلطة السابقة إبان حكم بشار الأسد أو مقاتلين قضوا خلال النزاع.
وأمكن رؤية أكايس عدة، وقد أفادت "فرانس برس" برؤية كيس يحتوي على جمجمة بشرية وعظام.
وقال عبد الرحمن مواس من الدفاع المدني "دخلنا إلى ما نعتقد أنه مقبرة جماعية قرب جسر بغداد ووجدنا قبرا مفتوحا في داخله سبعة أكياس بيضاء مليئة بالعظام"، وذلك بعد أن زارت فرقه الموقع مؤخرا.
ومنذ سقوط نظام الأسد، بدأت السلطات الجديدة والسكان حول العاصمة في تحديد المواقع التي من المحتمل أنها تضم مقابر جماعية.
وفي 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024، سيطرت فصائل سورية على العاصمة دمشق مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي 61 عاما من حكم نظام حزب البعث الدموي و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وفي اليوم التالي، أعلن قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، تكليف محمد البشير رئيس الحكومة التي كانت تدير إدلب منذ سنوات، بتشكيل حكومة سورية جديدة لإدارة المرحلة الانتقالية.