صدى نيوز - وقع الأردن الذي يعد من أكثر دول العالم افتقارا للمياه، اليوم الأحد، اتفاقا بقيمة خمسة مليارات دولار مع ائتلاف فرنسي، لتنفيذ مشروع ضخم لتحلية مياه البحر ونقلها من خليج العقبة إلى سائر محافظات البلاد.
وسيوفر المشروع الذي أطلق عليه اسم "الناقل الوطني"، خطوط أنابيب لنقل المياه بطول حوالي 445 كيلومترا وإحدى أكبر محطات تحلية المياه في العالم، مع أكثر من 300 مليون متر مكعب من مياه الشرب سنويًا لنحو أربعة ملايين نسمة في مختلف محافظات الأردن.
ويتوقع أن يبدأ تنفيذ المشروع قبل نهاية العام الجاري على أن ينجز بعد حوالي أربعة أعوام.
وذكرت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) "سيتولى ائتلاف شركتي Meridiam-Suez مسؤولية تمويل وتصميم وبناء وتشغيل وصيانة النظام على مدى فترة الامتياز التي تشمل مرحلة البناء و26 عامًا من التشغيل".
وأضافت الوكالة أنه "عند انتهاء فترة الامتياز ستعود ملكية المشروع إلى وزارة المياه والري بالكامل". ونقلت الوكالة عن وزير المياه والري، رائد أبو السعود، قوله إن "مشروع الناقل الوطني مبادرة وطنية رائدة ستضم إحدى أكبر محطات التحلية على الصعيد العالمي".
وأضاف أن المشروع يعد "أكبر مشروع للبنية التحتية يتم بناؤه في الأردن على الإطلاق وفي المنطقة". وقال رئيس الوزراء الأردني، جعفر حسان، في كانون الأول/ ديسمبر الماضي إن "قيمة الناقل الوطني الاستثمارية الإجمالية تبلغ قرابة 4 مليارات دينار (5,6 مليار دولار)".
وأوضح أن المشروع "مفتوح للاستثمارات المحلية والعربية والأجنبية". وجاء هذا المشروع بعد تعثر الاتفاق مع إسرائيل على مشروع ناقل البحرين الذي كان سيربط بين البحرين الأحمر والميت.
وتعثر مشروع مد قناة تربط البحر الأحمر بالبحر الميت الذي يحذر الخبراء من احتمال جفاف مياهه بحلول 2050، لسنوات بسبب جمود عملية السلام في المنطقة. وبحسب دراسة سابقة للبنك الدولي أجريت بمشاركة الأطراف الثلاثة، الأردن وإسرائيل والسلطة الفلسطينية، فإن كلفة ذلك المشروع الكلية كانت ستقارب 11 مليار دولار.
وانتقد حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية للإخوان المسلمين وأبرز أحزاب المعارضة في الأردن حينها ذلك المشروع منددا بـ"الإصرار على ربط مصالح إستراتيجية في مجالي الطاقة والمياه" مع إسرائيل.
ولطالما عانى الأردن شح المياه. ووفقًا لخبراء، مر الأردن صيف 2021 بواحدة من أشد حالات الجفاف في تاريخه. وقد ينخفض هطول الأمطار بمقدار الثلث تقريبًا بحلول عام 2100، بينما من المتوقع أن يرتفع متوسط الحرارة بحوالي 4,5 درجة.