متابعة صدى نيوز - عقب نضوج المفاوضات بين حركة المقاومة الإسلامية-حماس، والاحتلال الإسرائيلي، والتوصل إلى اتفاقٍ لـوقف إطلاق النار الذي طال انتظاره، بحيث يدخل حيز التنفيذ، يوم الأحد 19 يناير، في ساعةٍ يعلن عنها الوسطاء لاحقاً، وإبرام صفقة لتبادل للأسرى.. باتت دقات قلوب الفلسطينيين تُسمَع، لا سيما أهالي الأسرى ذوو الأحكام العالية والمؤبدات، وسط تداول لأسماء عديدة من المعتقلين المحكومين بسنوات طويلة أثقلت كاهلهم وأحباءهم، يُتوقع أن الحرية أضحت على شفى حفرة من قرع باب زنازينهم.

في بند من بنود الاتفاق في مرحلته الأولى، تناول بشكل صريح، إفراج حماس عن 33 محتجزاً إسرائيلياً، في المقابل يطلق الاحتلال الإسرائيلي سراح كل النساء، والأطفال دون سن 19 عاماً، إلى جانب 1000 معتقل من قطاع غزة، تم أسرهم عقب 7 أكتوبر 2023.

أما فيما يتعلق بالأسرى المحكومين بالمؤبد، فسيتحرر 110 منهم في المرحلة الأولى، فما هو عددهم.. ومن أبرزهم؟

عبد الله البرغوثي

تجاوز عدد الأسرى المحكومين بالمؤبدات الـ600 معتقل، بحسب نادي الأسير الفلسطيني، وهيئة شؤون الأسرى والمحررين، أعلاهم حكماً هو الأسير عبد الله البرغوثي مواليد 1972، المحكوم ب67 مؤبداً.

اعتُقل القيادي في حركة حماس، بالخامس من آذار، عام 2003، وهو في طريقه لمعالجة طفلته المريضة بمدينة البيرة، ليُحكم عليه بأطول حكم في التاريخ 67 مؤبداً، بعد التحقيق معه لمدة 3 أشهر، قاسى خلالها صنوفاً من العذاب.

قضى 10 سنوات في العزل الانفرادي، قبل أن يخوض إضراباً مفتوحاً عن الطعام ليحقق مطلبه ويُنقَل إلى السجون مع بقية الأسرى الفلسطينيين.

بالعودة إلى الحقبة التي سبقت اعتقاله، عام 1998 عندما حصل على عقد عمل مع إحدى الشركات الفلسطينية، حتى يتمكن من دخول البلاد، شارك البرغوثي في الانتفاضة الثانية عام 2000، وكان مهندساً للمتفجرات، إذ يتهمهه الاحتلال الإسرائيلي بقتل 66 إسرائيلياً، وجرح 500 آخرين.

وكان البرغوثي قد اعتُقل في السجون الكويتية لمدة شهر، قبل إبعاده إلى الأردن على خلفية مشاركته مع المجموعات التي تعمل ضد القوات الأجنبية، وأيضاً اعتقله جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني لمدة شهر، إثر تنفيذه عملية في مطعم "سبارو" بتل أبيب في آب 2001، قُتل فيها 15 إسرائيليا وجرح عشرات آخرون، وأُطلق سراحه لاحقاً.

أحمد سعدات 

كما لا تخلو قائمةُ توقعات فلسطينية من اسم الأسيريّن أحمد سعدات مواليد 1953، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ومران البرغوثي، أمين سر حركة فتح.

حكم الاحتلال على سعدات بالسجن 30 عاماً، بتهمة قتل وزير السياحة الإسرائيلي "رحبعاب زئيفي"، بعد اعتقاله بنحو سنتين، إذ داهمت الآليات العسكرية في 2006 المجمع الذي ضم مقر المقاطعة، والسجن الفلسطيني، الذي كانت تعتقله السلطة الفلسطينية فيه، للمرة الثانية، بتهمة تهريب الأسلحة، وأَسَرتْه.

داخل أقبهة سجون الاحتلال قضى سعدات سنوات متفرقة، بين فترة 1969-1992، إلى أن غادر رام الله قاصداً أريحا، بسبب ملاحقة الاحتلال له، والتضييق عليه، فاعتقلته السلطة الفلسطينية أول مرة بين عامي 1995 و1996، والثانية كانت سنة 2002. 

وهو زوج الأسيرة عبلة سعدات، التي اعتقلها الاحتلال خلال حملته الشرسة بعد حرب السابع من أكتوبر 2023.

مروان البرغوثي

أما مروان البرغوثي فقد اعتُقل عام 2002، وحكم عليه بالسجن 5 مؤبدات، و20 عاماً، بتهمة تأسيس كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، ويعده الاحتلال العقل المدبر للانتفاضتيّن الأولى والثانية.

عاش حياته بين الأسر والمطاردة والإبعاد قبل العودة إلى أرض الوطن على إثر اتفاقية أوسلو، كان قد بدأ نشاطه السياسي في سن الـ15 عاماً، وتمكن من الحصول على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية داخل المعتقلات.

محمود عيسى

ينتمي محمود عيسى إلى حركة حماس وهو من بلدة عناتا شرقي القدس.

أسس "الوحدة الخاصة 101" التي كانت تهدف إلى تحرير الأسرى الفلسطينيين عن طريق اختطاف جنود إسرائيليين ومن ثم مقايضتهم بأسرى فلسطينيين.

اعتقل عام 1993 وحكم عليه بالسجن المؤبد 3 مرات بعد قيام "الوحدة الخاصة 101" باختطاف وقتل الرقيب نسيم توليدانو والمطالبة بتحرير أسرى فلسطينيين في مقدمتهم الشيخ أحمد ياسين، مؤسس حركة حماس.

أطلق عليه عميد الأسرى المعزولين.

عباس السيد

اعتقل عباس السيد، الذي ينتمي إلى حركة حماس ومن أبناء مدينة طولكرم، بتهمة التخطيط لعملية فندق بارك في نتانيا عام 2002.

حكم عليه بالسجن المؤبد 35 مرة بتهمة قتل إسرائيليين.

جمال أبو الهيجاء

عضو الجناح العسكري لحركة حماس في الضفة الغربية، ومن مواليد مخيم جنين.
اعتقل للمرة الأولى في 11 تشرين الأول/أكتوبر 1992، وحكم عليه بالسجن المؤبد 9 مرات منذ عام 2009.

أسرى صفقة "وفاء الأحرار"

تضمن أيضاً البند الإفراج عن الأسرى الذين أُعيد اعتقالهم، عقب الإفراج عنهم في صفقة "وفاء الأحرار"، التي أبرمتها حماس مع الاحتلال عام 2011، مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط"، وأبرزهم نائل البرغوثي.

عميد الأسرى الفلسطينيين

نائل البرغوثي، أقدم أسير في العالم، وُلد عام 1957 في قرية كوبر، برام الله، وبدأ نشاطه السياسي سنة 1967 عندما اقتحم الاحتلال الضفة الغربية، وقصف بوابة القرية، لتكون هذه المحطة شرارة انطلاقته.

اعتُقل أول مرة عام 1977، لمدة 3 أشهر، وبعد الإفراج عنه ب14 يوماً، اعتقله الاحتلال مع ابن عمه فخري البرغوثي، وحكم عليهما بالسجن المؤبد و 18 عاماً، بتهمة مقاومة الاحتلال.

أفرج عنه يوم 18 أكتوبر 2011 ضمن صفقة "وفاء الأحرار"، فتزوج من الأسيرة المحررة إيمان نافع، وأعاد الاحتلال اعتقاله عام 2014 ضمن حملة اعتقالات شنها، استهدفت المحررين في الصفقة.

حكم عليه بالسجن 30 شهرا، ورفض الاحتلال الإفراج عنه بعد قضائه مدة محكوميته وأعاد حكمه السابق، أي المؤبد و18 عاما بدعوى وجود ملف سري.

عانت عائلته من مطاردة الاحتلال لإفرادها واعتقالهم.

أسرى عملية "نفق الحرية"

لم تجف آمال الفلسطينيين بتحرير أسرى عملية "نفق الحرية" الـ6، الذين انتزعوا حريتهم من سجن جلبوع، بحفر الصخر، في السادس من سبتمبر عام 2021، وهم: زكريا الزبيدي، محمود العارضة، ومحمد العارضة، ويعقوب قادري، وأيهم كممجي، ومناضل انفيعات، خاصةً وأن المتحدث باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، قد وعد في كلمة له في إحدى الحروب السابقة، أن يكونوا هؤلاء الأسرى الـ6 على رأس القائمة، لأي صفقة تبادل أسرى قادمة.

زكريا الزبيدي

فقد الزبيدي مواليد 1975، 8 شهداء من عائلته، كان آخرهم نجله محمد، بعد قصف مسيرة للاحتلال على مركبة تواجد بها مع شبان آخرين، في مدينة طوباس.

حاول الاحتلال اغتيال الزبيدي 4 مرات، لكنه نجا منها، قبل اعتقاله سنة 2019، إذ اعتقل مرات عدة، وكان عضواً سابق في المجلس الثوري لحركة فتح، ومن أبرز قادة كتائب شهداء الأقصى.

يحمله الاحتلال مسؤولية عدة عمليات، منها عملية تفجير "تل أبيب"، والتي أدت إلى مقتل مستوطنة، وإصابة 30 آخرين، عام 2004.

محمود العارضة

الأسير العارضة الذي ولد سنة 1975 في بلدة عرابة، قضاء جنين، سُجن مرات عدة بتهمة الانتماء والعوضية في سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الفلسطيني، وحُكم عليه بالسجن المؤبد و15 عاماً.

وحاول الهروب من سجنه عدة مرات، كانت آخرها في سبتمبر 2021.

محمد العارضة

أصدر الاحتلال بحق محمد العارضة من عرابة جنوب جنين، حكماً بالسجن المؤبد ثلاث مرات، إضافةً إلى 20 عاماً، عقب اعتقاله في 2002، أيضاً بتهمة الانتماء لسرايا القدس.

وقد درس المرحلتين الابتدائية والإعدادية في مدارس بلدته، وبعدما التحق بمدرسة عرابة الثانوية، اعتقلته أجهزة الأمن الفلسطينية قبل أن يحصل على شهادة الثانوية العامة في يناير عام 2002.

يعقوب قادري

حكم على القادري مواليد 1972 بالسجن المؤبد مرتين، و35 عاماً، بتهمة التحاقه بالجهاد الإسلامي وتنفيذ عدة عمليات ضد الاحتلال، وهو من مواليد بلدة بير الباشا، قضاء جنين.

أيهم كممجي 

خلال فترة مطاردته التي استمرت طويلاً، نجح كممجي في اختطاف مستوطن يعمل طياراً حربياً، وحاول الاحتلال اغتياله عدة مرات.

وبحسب والده فإن "السلطة الفلسطينية اعتقلته تمهيداً لتحصيل عفو إسرائيلي عنه أسوة ببقية المطاردين، غير أن الاحتلال لم يكن يريد ذلك بل ضغط على السلطة لمحاكمته علنا وبحضور القنوات التلفزيونية "وأثناء توجهه للمحكمة اقتحم مقر المحكمة حيث مركز الشرطة واعتقله، وكان ذلك عام 2006"، وحُكم عليه بالسجن المؤبد مدى الحياة.

مناضل نفيعات

اعتُقل نفيعات الذي وُلد في بلدة يعبد، قضاء جنين، عام 2006، وأفرج عنه في 2015، ثم أعيد اعتقاله في 2016، ثم 2020، بتهمة الانتماء لسرايا القدس، والمشاركة في العمليات الفدائية ضد "الإسرائيليين" .

وعقب عملية نفق الحرية، حكم الاحتلال على الأسرى الـ6، خمسة أعوام إضافية.

وبلغ العدد الإجمالي للأسرى داخل سجون الاحتلال أكثر من 10.400، لا يشملون معتقلي غزة، المحتجزين في معسكرات الاحتلال.

ويبلغ عدد الأسيرات النساء حتى تاريخ 14 يناير من العام الحالي، 84 أسيرة في سجن الدامون وهن فقط المعلومة هوياتهن من بينهن أربع أسيرات من غزة، ومن بينهن ثلاث قاصرات أقل من 18 عاماً.  فيما يبلغ عدد المعتقلات إدارياً 21 أسيرة، بحسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين.

وحتى تاريخ 14 يناير، بلغ عدد الأطفال المعتقلين في السجون الإسرائيلية 340 طفلاً، ما عدا الأطفال من قطاع غزة.