صدى نيوز - عقدت اللجنة المركزية للتجمع الوطني الديمقراطي جلستها الدراسية المكثفة على مدار ثلاثة أيام، نهاية الأسبوع الماضي، بحضور عشرات أعضاء لجنتيّ المركزيّة والرقابة في الحزب.

وجاء في بيان أصدرته اللجنة الإعلامية للتجمع، صباح اليوم الأربعاء، "افتُتحت الأيام بدقيقة حداد على روح عضو اللجنة المركزية الراحل الدكتور سرور عبود، وعموم شهداء شعبنا الذين ارتقوا خلال الحرب الإجرامية على شعبنا الفلسطيني".

تخللت الأيام الدراسية سلسلة من الجلسات والنقاشات السياسيّة والتنظيميّة، إذ قدّم الأمين العام للتجمّع خالد عنبتاوي، ورئيس الحزب سامي أبو شحادة، بيانات ومداخلات سياسيّة تبعها نقاش مستفيض حول الوضع السياسيّ الراهن وتحديات المرحلة المقبلة في السياسة الفلسطينيّة في الداخل والقضيّة الفلسطينيّة عامة على ضوء حرب الإبادة في غزّة والتحوّلات المهولة التي تفرضها؛ على رأسها محاولات تصفية القضيّة الفلسطينيّة وإنهاء الملف بوصفه ملفًا سياسيًا. إذ تداول الأعضاء ما تشكّله اللحظة من مفترق طرق قد يترّتب عليه - خاصة مع الإدارة الأميركيّة الجديدة - شرعنة وقوننة لمشروع الضمّ لمناطق "ج"؛ تحويل غزّة إلى منطقة غير قابلة للحياة، وبالتالي تحقيق حلم "الصهيونيّة الدينيّة" بعودة الاستيطان في شمال القطاع وتهجير أكبر قدر من السكّان منه؛ فضلًا عن قضم هوامش العمل السياسيّ الوطني في الداخل وضرب ما تبقّى من هوامش للعمل فيه. كما تناولت النقاشات التصوّرات السياسيّة والمبادرات التي سيعرضها التجمّع في المرحلة المقبلة بهدف إعادة تنظيم العمل السياسيّ وفتح حوار وطنيّ مجتمعيّ جديّ مسؤول في الداخل يشارك فيه الجميع، ويتناول الأسئلة المحيطة بتحديات العمل السياسيّ في ظل هذه الظروف.

في اليوم التالي، قدّمت التصورات التنظيمية والرؤى الإستراتيجيّة للحزب للأعوام المقبلة، إذ قدّم كل من نائب الأمين يوسف طاطور، والأمين العام خالد عنبتاوي، تصوّرًا إستراتيجيًا تنظيميًّا للحزب. كما قدّمت بيانات وتقارير تنظيميّة عن الحركة الطلابية والشباب من قبل عضو المكتب السياسي ومسؤول ملف الشباب والطلاب يوسف طه، ومُركّز الحركة الطلابية وسام علي الصالح؛ وبيانًا حول العمل الدوليّ والعلاقات الخارجية من قبل عضوة المركزيّة نضال رافع؛ وتقريرًا عن العمل البلديّ قدّمه عضو المكتب السياسي ومسؤول ملف العمل البلديّ عز الدين بدران. كما قدّم رئيس لجنة الرقابة المحامي فؤاد سلطاني، تقريرا عن لجنة الرقابة. ختامًا، ناقش الأعضاء، في ورشة أدارها عضوا المكتب السياسي نداء نصّار وبكر عواودة، كافة التصورات المقدمة ووضعا خطط عمل للمدى القصير.

يأتي هذا الحدث كجزء من التزام التجمع الوطني الديمقراطي بقراءة اللحظة السياسيّة الحاليّة بعمق، وبتطوير أدواته التنظيمية والسياسية، واجتراح مبادرات تساهم في النهوض بمجتمعنا في مواجهة التحديات الراهنة، ومن بينها مبادرة للحوار الوطني المجتمعي في الداخل يعكف التجمع على إطلاقها.

في ختام البيان، يؤكد التجمّع على مباركته "وقف إطلاق النار الذي تمّ ووقف جرائم الحرب ضد شعبنا، وضرورة إتمام مراحل الصفقة التالية وصولًا إلى إنهاء حرب الإبادة على شعبنا في غزة بشكل نهائي ودائم"؛ محذرًا من "المحاولات الإسرائيلية اختلاق الحجج والعراقيل لاستئناف الحرب بعد إتمام المرحلة الأولى من الاتفاق". كما حذر التجمع من "ممارسات الاحتلال في الضفة الغربية والقدس، المتمثلة بنصب عشرات الحواجز العسكرية وتقطيع أوصال الضفة، ومنع المواطنين من حرية الحركة".

المصدر: فلسطين 48