رحم الله والدتي عندما كانت تقول من هالبراح ما في مراح ، المقولة الفلسطينية الشهيرة التي تعني ما لنا غير هذا الوطن ولن نتركه .
في مشاهد تاريخية و مثيرة شوهد «نهر بشري» يتدفق من منطقة وادي غزة عبر شارع الرشيد باتجاه مدينة غزة.
صوره تكسر صور الهجرة و صور النكبة و تعزز المناعة ضد أي تهجير بعد أن تبدد الحلم الصهيوني بطرد الفلسطينيين من أرضهم .
تدفّق الآلاف من النازحين الفلسطينيين في غزة إلى شمال القطاع بعد أن انسحبت القوات الاحتلال الإسرائيلية من محور نتساريم، وعلى شارع الرشيد الساحلي .
مشاهده تذكر بالتغريبة الفلسطينية و نكبة فلسطين عام 1948 لكنه يوم العودة إلى غزة اليوم وغدا إلى الوطن من المكان المؤقت استعدادا ليوم العودة الكبرى إلى الوطن والقرى التي هجروا منها في النكبة الفلسطينية.
لقد عانى الشعب الفلسطيني من النزوح الكثير الكثير ليس مرة واحدة فقط و إنما مرات عديدة خلال هذا الصراع الطويل .
حرب غزة أثبتت ذلك بأن الفلسطيني قد تعلم وأدرك أنه لن يترك هذا الوطن وأن مات أو دفن فيه وأن حرب الإبادة و القتل و التدمير و النزوح لن تجبره على هجران الوطن و أن عاد إلى الدمار وان عاد إلى الركام ، عادت الجموع إلى بيوت دمرت و إلى أحبة قتلوا أو فقدوا عادوا مهللين رغم الآلام و الثكل .
عادوا يقولون إن لم نرى اهلنا احياء نزورهم في القبور .
هذا هو الرد الفلسطيني العملي الذي أتى سريعا على تصريحات ترامب بتهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر و الاردن .
وإن كانت حرب الإبادة لم تجبرنا على الرحيل فكيف سيجبرنا ترامب هل سيجبرنا بالجحيم الذي تحدث عنه فنحن نعيش اكبر من الجحيم ، الذي افقدنا الغالي و النفيس و افقدنا كل شيء و ما عاد لنا شيء نخسره .