صدى نيوز - نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم عملية هدم لبيوت عدة في قرية خلة الضبع التابعة لـ مسافر يطا جنوب الخليل، ما أدى إلى تهجير عدد من العائلات الفلسطينية.

وقالت منظمة البيدر دخلت الجرافات العسكرية القرية بحماية من القوات الإسرائيلية وبدأت بتدمير البيوت السكنية، ما جعل السكان يواجهون صعوبة في العثور على مأوى لهم وسط الظروف الجوية القاسية.

منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو أكدت أن هذه الحملة تأتي في إطار سياسة الاحتلال المستمرة لتهجير سكان القرى الفلسطينية في مسافر يطا، وهي جزء من سلسلة عمليات هدم تهدف إلى تفريغ المنطقة لصالح التوسع الاستيطاني ، المنظمة ترى أن الادعاءات الإسرائيلية بأن الأراضي مناطق عسكرية هي محاولة لتغيير الوضع الديمغرافي في المنطقة لصالح الاستيطان.عمليات الهدم المستمرة تمثل انتهاكًا صارخًا للحقوق الإنسانية والقانون الدولي، ويعاني السكان الفلسطينيون في خلة الضبع من تهديد مستمر بفقدان أراضيهم ومواردهم.

إلى ذلك قالت منظمة البيدر بأن تصاعد الهجمات ضد التجمعات البدوية في الضفة الغربية في أعقاب التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي أيد فيها الاستيطان وشرعن عمليات التهجير القسري ، القرار الذي رفع المستوطنين من قوائم الإرهاب منحهم غطاءً سياسياً لمضاعفة اعتداءاتهم، ما أدى إلى تفاقم معاناة المجتمعات البدوية التي تعاني أساسًا من تهميش مستمر وغياب شبه كامل للحماية القانونية أو الإنسانية.

 

تظهر بيانات منظمة البيدر أن الأشهر التي تلت تصريحات ترامب شهدت زيادة غير مسبوقة في عدد الهجمات التي تنفذها الميليشيات الاستيطانية المسلحة ضد التجمعات البدوية، حيث تم تسجيل عشرات الاعتداءات التي تنوعت بين تخريب الممتلكات، والاعتداءات الجسدية، وحرق المراعي، وعرقلة وصول البدو إلى مصادر المياه. كما تصاعدت عمليات الهدم التي تنفذها قوات الاحتلال، حيث تم هدم عشرات المساكن والمنشآت الزراعية بحجة عدم الترخيص، في إطار سياسة تهدف إلى التضييق على السكان ودفعهم قسراً لمغادرة أراضيهم.

 

في منطقة الأغوار الشمالية، ازدادت حالات اقتحام المستوطنين للمراعي والمناطق الزراعية التي يعتمد عليها البدو في رعي مواشيهم، حيث أفاد السكان بأن المستوطنين باتوا ينظمون دوريات مسلحة لمنع الرعاة من الوصول إلى الأراضي التي اعتادوا استخدامها لسنوات طويلة ، في بعض الحالات، عمد المستوطنون إلى إقامة بؤر استيطانية جديدة بالقرب من التجمعات البدوية، في محاولة لخلق واقع جديد على الأرض ومنع أي إمكانية لعودة السكان إلى مناطقهم لاحقاً ، كما شهدت الفترة الأخيرة ارتفاعاً ملحوظاً في الاعتداءات الجسدية، حيث سجلت حالات ضرب مبرح واعتداءات بالسلاح على الرعاة الذين يحاولون الوصول إلى أراضيهم، ما أسفر عن إصابة العديد منهم بجروح متفاوتة.

 

القيود المفروضة على التجمعات البدوية لم تقتصر على الاعتداءات المباشرة، بل امتدت لتشمل فرض قيود إضافية على حركة السكان، وإصدار أوامر إخلاء جماعية تستهدف التجمعات البدوية بأكملها، وخاصة تلك الواقعة في محيط المستوطنات الكبرى مثل مستوطنة “معاليه أدوميم” شرقي القدس، والتي تعد واحدة من أخطر المناطق التي تواجه مخططات التهجير القسري ، عمليات الهدم تزايدت بوتيرة غير مسبوقة، حيث تسجل المنظمة ارتفاعاً في حالات تدمير المنازل والمرافق الأساسية، بما في ذلك الخيام والصهاريج التي يعتمد عليها السكان في الحصول على المياه، مما يزيد من معاناتهم في ظل غياب أي بدائل أخرى.

 

الهجمات لم تقتصر فقط على البنية التحتية والممتلكات، بل شملت أيضاً الاستهداف المباشر لسبل العيش التي يعتمد عليها البدو، حيث سجلت المنظمة تزايداً في حالات سرقة المواشي أو قتلها من قبل المستوطنين، بالإضافة إلى إتلاف المحاصيل الزراعية عبر رشها بمواد كيميائية سامة أو إشعال الحرائق المتعمدة ، هذه الممارسات تهدف إلى تدمير الاقتصاد البدوي القائم على الرعي والزراعة، ما يترك السكان في حالة عجز تام عن توفير احتياجاتهم الأساسية، ويدفعهم نحو النزوح القسري إلى مناطق أخرى.

 

تؤكد منظمة البيدر أن هذه الممارسات تأتي في سياق سياسة تهويدية تهدف إلى تفريغ المناطق البدوية من سكانها الأصليين، تمهيداً لتوسيع المستوطنات والسيطرة على المزيد من الأراضي ، المنظمة تحذر من أن استمرار هذه الانتهاكات سيؤدي إلى تداعيات كارثية على التجمعات البدوية، التي باتت مهددة بالاختفاء تماماً في ظل تصاعد الضغوط والاعتداءات المتكررة.

 

تدعو منظمة البيدر المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، واتخاذ خطوات جادة للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف الاعتداءات المستمرة ضد السكان البدو، وتوفير الحماية لهم باعتبارهم من أكثر الفئات تضرراً من سياسات التهجير القسري والاستيطان ، كما تشدد على ضرورة محاسبة المستوطنين المتورطين في هذه الجرائم، ووقف الدعم السياسي والمالي الذي يشجع على استمرار هذه الانتهاكات.

 

على الرغم من تصاعد هذه الانتهاكات، فإن ردود الفعل الدولية لا تزال محدودة ، فقد صدرت بعض البيانات المنددة بسياسات التهجير القسري، إلا أن هذه الإدانات لم تُترجم إلى خطوات عملية لوقف هذه الانتهاكات ، على المستوى المحلي، تحاول المنظمات الحقوقية مثل منظمة البيدر توثيق الانتهاكات والضغط على المجتمع الدولي للتحرك من أجل حماية البدو، إلا أن غياب آليات فعالة للمحاسبة يجعل الاحتلال ماضياً في سياساته دون أي رادع.

 

تشير جميع المؤشرات إلى أن التجمعات البدوية في الضفة الغربية تواجه خطرًا وجوديًا متزايدًا نتيجة سياسات الاستيطان والتهجير القسري التي تصاعدت بعد تصريحات ترامب المؤيدة لإسرائيل ، ومع غياب تحركات دولية جدية لوقف هذه الانتهاكات، يستمر الاحتلال في تنفيذ مخططاته الرامية إلى القضاء على الوجود البدوي في فلسطين ، تؤكد منظمة البيدر أن حماية التجمعات البدوية يجب أن تكون أولوية لدى الجهات الحقوقية والمنظمات الدولية، وأن التصعيد الحالي يستوجب تحركًا عاجلًا لوقف هذه السياسات التي تنتهك حقوق الإنسان والقانون الدولي.