صدى نيوز - منعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي للمرة الثانية لجنة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة العمل الدولية من الدخول إلى فلسطين لإعداد تقريرها السنوي حول أوضاع العمال الفلسطينيين وما يتعرضون له من ممارسات إسرائيلية تنتهك حقوقهم.

والتقت وزيرة العمل الفلسطينية، د. إيناس العطاري، مع لجنة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة العمل الدولية في العاصمة الأردنية عمان، وذلك بعد أن منعتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي اللجنة من دخول الأراضي الفلسطينية، في خطوة تعكس محاولات الاحتلال المستمرة لطمس الحقائق وإخفاء الانتهاكات الممنهجة ضد العمال الفلسطينيين.

وخلال اللقاء، استعرضت الوزيرة العطاري وفريق وزارة العمل ابرز التحديات التي يواجهها العمال الفلسطينيون، مسلطةً الضوء على الإجراءات التعسفية التي اتخذتها إسرائيل مؤخراً، والتي تشمل منع العمال الفلسطينيين من دخول أماكن عملهم داخل الخط الأخضر ، مما أدى إلى أزمة معيشية خانقة طالت عشرات الآلاف من الأسر التي تعتمد على هذه العمالة كمصدر رئيسي للدخل.

وأكدت العطاري أن هذه الخطوة ليست فقط انتهاكاً لحقوق العمال الفلسطينيين، بل إنها تُستخدم كأداة ضغط سياسي واقتصادي ضد الشعب الفلسطيني، في ظل غياب أي بدائل تشغيلية قادرة على تعويض هذا الفقدان المفاجئ للدخل. وأضافت أن هذا المنع يزيد من نسب البطالة والفقر، خاصة في الضفة الغربية، ويؤدي إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية.

كما شددت الوزيرة على أهمية التدخل الدولي العاجل لوقف هذه الانتهاكات، داعيةً منظمة العمل الدولية والمجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لضمان احترام حقوق العمال الفلسطينيين والسماح لهم بالوصول إلى أماكن عملهم بحرية وأمان.

وتناول اللقاء عدد من القضايا أهمها:

- أموال المقاصة المحتجزة: أكدت العطاري أن استمرار احتجاز إسرائيل لأموال المقاصة يفاقم الأزمة المالية للحكومة الفلسطينية، مما يعطل دفع رواتب موظفي القطاع العام ومستحقات القطاع الخاص، ويضعف قدرة الحكومة على تنفيذ برامج تشغيلية تعويضية للعمال.

- أزمة البطالة في غزة وبرامج التشغيل: أكدت الوزيرة أهمية دعم برامج تشغيلية في قطاع غزة، خاصةً في ظل التحديات الاقتصادية المتفاقمة، مطالبةً المجتمع الدولي بتمويل مشاريع تنموية توفر فرص عمل مستدامة للحد من البطالة المتزايدة.

- تنمية القطاع التعاوني: شددت العطاري على ضرورة تعزيز القطاع التعاوني كمحرك للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، لما له من دور في خلق فرص عمل وتعزيز الاستقلال المالي للأسر الفلسطينية.

- حماية حقوق العمال الفلسطينيين داخل الخط الأخضر: أوضحت العطاري أن العمال الذين سُمح لهم سابقًا بالعمل داخل الخط الأخضر تعرضوا لاستغلال كبير، حيث يعملون في ظروف غير إنسانية ودون أي ضمانات قانونية أو اجتماعية.

- تعزيز دور صندوق التشغيل: أكدت العطاري أهمية توسيع نطاق عمل صندوق التشغيل الفلسطيني لدعم المشاريع الصغيرة، وتعزيز ريادة الأعمال، وتنفيذ برامج تدريب وتأهيل للقوى العاملة.

من جانبها، عبّرت لجنة تقصي الحقائق عن قلقها الشديد إزاء الانتهاكات المتزايدة التي يتعرض لها العمال الفلسطينيون، مؤكدةً أن منعهم من العمل يعد انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية ولاتفاقيات منظمة العمل الدولية التي تضمن حرية العمل والتنقل.

واختتمت العطاري اللقاء بالتأكيد على ضرورة استمرار التعاون مع منظمة العمل الدولية لحشد الدعم الدولي لقضايا العمال الفلسطينيين، مطالبةً بضغط أممي مكثف على إسرائيل لإنهاء سياساتها التعسفية، وإعادة حقوق العمال الفلسطينيين، والسماح للجنة تقصي الحقائق بالقيام بمهامها دون عوائق.