متابعة صدى نيوز - تواصل إسرائيل فرض نفسها في المشهد السوري، وتتخذ من الأقليات في سوريا، بما في ذلك الطائفة الدرزية، ذريعة لها لوضع قدمها هناك، فما تهدف إسرائيل لتنفيذه على الأرض هو تقسيم سوريا وإثارة الفتنة فيها، وفرض سيطرتها على الجنوب السوري القريب من شمال إسرائيل الذي تهدده أكثر من جبهة، وآخر المواقف الإسرائيلية المثيرة للجدل هي تصريحات أطلقها وزير خارجيتها هاجم فيها أوروبا التي "صافحت أحمد الشرع"، عبر وسيلة إعلام أوروبية عريقة.
المفارقة، أن إسرائيل تحاول أن تلعب دور الجهة التي تدافع ضد قتل النساء والأطفال الأبرياء في سوريا، متناسية دورها في إبادة جماعية قامت بها وما زالت تمارسها في قطاع غزة، راح ضحيتها آلاف الأطفال والنساء وقضت كلياً على معالم الحياة هناك، وبأن رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير جيشه السابق يوآف غالانت على لائحة المطلوبين في المحكمة الجنائية الدولية بسبب دماء أهالي قطاع غزة الملطخة على أيديهم.
ويرى مراقبون أن لإسرائيل يداً كبيرة فيما يجري اليوم في سوريا، وبأنها تُحاول وستُحاول تشويه سوريا بقيادة الشرع، لقلب المعادلة ولسحب الشرعية التي اكتسبها الشرع بوقت قليل من كل دول العالم تقريباً.
وحسب المراقبين، فإن لا مصلحة لأحمد الشرع بأن يلبس نفس ثوب آل الأسد، وأن يبد النساء والأطفال أمام العالم، الذي اعترف بسوريا الجديدة مؤخراً ودعمها، مؤكدين أن أيدي مجهولة تلعب في الخفاء لتزيد التوتر في سوريا وتُدمر كل ما بُني بعد رحيل الأسد.
وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي جدعون ساعر، تحدث مع صحيفة بيلد الألمانية، وهاجم خلال حديثه الرئيس السوري أحمد الشرع، وأوروبا لأنها قبلت به وصافحته.
يقول ساعر: "يتدفق المجتمع الدولي بشكل عام، وأوروبا على وجه الخصوص، إلى دمشق في الأشهر الأخيرة لمصافحة الجولاني – احمد الشرع ( فقط مع هؤلاء الذين وافق على مصافحتهم)، ومع ذلك، فإن الجولاني ورجاله كانوا "جهاديين" وما زالوا كذلك، حتى لو ارتدوا البدلات الرسمية الآن".
ويتابع: "أولئك الذين قادوا نظاما إسلاميا متطرفا في جيب إدلب ظلوا على حالهم، حتى بعد استيلائهم على المزيد من الأراضي بالقوة، بما فيها العاصمة دمشق".
وحسب قوله: "لم يقدموا سوى وعود فارغة بشأن "الشمولية" تجاه مختلف الأقليات في سوريا".
ويعتبر وزير خارجية إسرائيل المتهمة علناً أمام كل العالم بارتكابها إبادة جماعية ضد غزة: "في هذا الأسبوع، سقطت الأقنعة، حيث قام اتباع الجولاني بذبح أبناء شعبهم بلا رحمة، وهم مواطنو ما يُسمى بسوريا الجديدة".
ويُهاجم ساعر أوروبا، فمواقفها تجاه الشرع لم تُعجب إسرائيل ويقول: "يجب ألا تخطئ أوروبا في قراءة الواقع، بل عليها أن تستيقظ. يجب ألا تضفي صبغة الشرعية على نظام كانت أولى أفعاله هذه الفظائع، وهو أمر غير مفاجئ نظرًا لخلفيته الإرهابية المعروفة".
وقال: "قبل كل شيء، يجب على أوروبا أن ترفع صوتها ضد المجزرة وضد القتل الهمجي للمدنيين، وضد شر هؤلاء الجهاديين المطلق".