صدى نيوز -"نسمات أيلول" لم تلفحنا بعد، لم تلمس شغاف روحنا وبالكاد نغتصب البسمة أمام بعض المفردات.

 

عمل أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه صادم بتهريجه وميله للإضحاك المجاني، مفردات ممجوجة بجرعة عالية من السخرية، هي أقرب ماتكون إلى نكتة سوداء فجة. نص أجوف، حوارات فارغة ممطوطة ومستهلكة لمعظم الشخوص الدرامية، ولم نشهد فكرة تعكس المضمون الذي صدّره العمل بأفيهاته العريضة.

هكذا بدأت تتشكل الرؤية العامة لمسلسل "نسمات أيلول" الذي كتب نصه علي معين صالح، وحمل بصمة الإخراج فيه الأخوان رشا ويزن شربتجي، وكان في بطولته كل من: صباح الجزائري ونادين تحسين بك ومحمد حداقي ورواد عليو ولين غرة ويزن ريشاني وسوسن أبو عفار وغزوان الصفدي وحسين عباس ومصطفى المصطفى ووضاح حلوم ورنا جمول وعلي صطوف وابراهيم شيخ إبراهيم ووائل زيدان، وغيرهم.

*شخوص مستعارة!

شخوص تمت استعارة كاركتراتها من بعض الأعمال كشخصية "أيهم" (محمد حداقي) سائق السرفيس الوحيد في الضيعة استوحى اللهجة وبعض الشتائم من شخصية "أبو شملة" في مسلسل "ضيعة ضايعة"، واللامبالاة والظرافة من شخصية "فياض" في مسلسل "الخربة"، إضافة الى بعض اللمسات التي قدمها حداقي من طريقة المشي والحركات وقصة الشعر الشبابية الجديدة، وواضح اشتغاله الكبير على الشخصية ومحاولة التفرد بتفاصيلها باللمسات التي يقدمها رغم العبثية التي يتخبط بها.

*إضافات غير مجدية

ولم تتوقف شخصية "رولا" (نادين تحسين بيك) عن توزيع الضحكات منذ وصولها من أستراليا إلى قريتها محاولة بسط خفة ظلها على بعض المواقف. صحيح أن لنادين نكهتها الخاصة فهي بعيدة عن الاصطناع في الأداء، لكنها بقيت تدور في فلك الشخصية ولم تنجح بعفويتها بالتغطية على سوء النص المكتوب.

*حضور لامع

ولا نستطيع أن ننكر الحضور اللذيذ للتيتة "أمينة" (صباح الجزائري) كبيرة العائلة التي تدور في فلكها الأحداث وهي تمسك الشخصية بأصابع الساحر مثبتة أنها كوميديانة من الطراز الرفيع بالكاركتر الذي تقدمه وردود الفعل اللطيفة غير المبتذلة، لتخرج من عباءة الأعمال الشامية التي رافقتها في السنوات الماضية، وتستعيد حضورها القوي ككوميدية مع الراحل نبيل خزام في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.

*لا أثر للحرب؟!

بالعودة إلى العمل بأجوائه العامة، فقد بدا بعيدا عن عالم الحرب التي عصفت بسوريا فلا تأثيرات مباشرة على المكان فالأجواء ريفية بامتياز ويقدم صورة مغبشة عن حال الشباب رغم أن الإعلان التشويقي كان جذابا كون العمل يحمل بصمة شربتجي، ابنة شيخ كار الكوميديا السورية الراحل هشام شربتجي، ماجعل الكثيرين ينتظرون شيئا لافتا من ابنة نهلت الكثير من صنعة والدها وحرفيته في الفن الكوميدي، لكن الصدمة كانت في أسلوب تناول الجيل الشاب الذي تم التركيز على تفاهته وعدم معرفته ما يريد من خلال ثنائية "نورس" و"شاهين" اللذين يعتبران في اللغة الدراجة ممسحة العيلة فهما يتعرضان للإهانات المتكررة من جميع من في العائلة ولاهدف لهما، عله في الحلقات القادمة نشاهد توجها أو منحى درامي حول وضع الشباب ويخرجهما من مطب التفاهة الذين وقعا فيه.

*إخراجيا

جمالية الكاميرا ولونيتها والتقاطاتها البصرية للمكان رفعت من الشكل البصري للعمل، فحركة انتقال الكاميرا مدروسة ومضبوطة الإيقاع وهناك اعتناء لافت بالإضاءة وبراعة في فن التقاط ردات فعل الشخوص، لكن ذلك لم يخف رداءة النص الاساسي، ومازال العمل في منتصفه وبانتظار أن يشهد تطورا فنيا ودراميا لباقي الشخوص.

ميسون شيباني - RT