صدى نيوز - أرجأت المحكمة المركزية في مدينة حيفا الأربعاء، البت في قرار الاعتقال الإداري بحق القيادي في حركة "أبناء البلد"، رجا إغبارية (73 عاما)، حتى يوم الثلاثاء المقبل، وذلك حتى يتسنى لطاقم الدفاع دراسة قرار الاعتقال والرد عليه.

 

وعقدت المحكمة جلستها خلف أبواب مغلقة، واقتصرت على حضور محامي الدفاع ومُنع المتضامنون من المشاركة فيها.

وبالتزامن مع جلسة المحكمة، شارك عدد من القيادات والناشطين السياسيين في وقفة احتجاجية رفضًا لاعتقال إغبارية ورفضًا لتحويله إلى الاعتقال الإداري أمس، بقرار من وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس.

ورفع المشاركون في الوقفة لافتات كتبت عليها شعارات تطالب بإطلاق سراح إغبارية، بينها "أطلقوا سراح رجا إغبارية" و"الحرية لرجا إغبارية" و"لا للاعتقالات الإدارية" و"الاعتقالات الإدارية غير قانونية".

وطالب المشاركون في الوقفة بإطلاق سراح إغبارية وعدم ملاحقة القيادات والناشطين السياسيين في المجتمع العربي.

واعتُقل إغبارية، يوم الأربعاء الماضي، من منزل العائلة في مدينة أم الفحم، وذلك بعد اقتحام المنزل من قبل المخابرات الإسرائيلية وقوات "حرس الحدود"، وجرى تمديد اعتقاله حتى أمس، ومن ثم فرض وزير الأمن أمر اعتقاله إداري لمدة 6 أشهر.

وقال عضو حركة "أبناء البلد"، يوسف إبراهيم، لـ"عرب 48"، إنه "في ظل السياق الحكومي القمعي الموجود قد لا تؤثر الوقفة بشكل كبير على المحكمة، ولكنها تأتي دعما لرجا إغبارية، كما أنها تعبر عن رفضنا للاعتقالات الإدارية في الداخل والقمع الممارس، وخصوصا أن الاعتقال الإداري ممنوع حسب القانون الإسرائيلي ولكن يتم تنفيذها بحق المواطنين العرب".

وأضاف أنه "في ظل الارتفاع الملحوظ في الاعتقالات ومنها الإدارية، من واجبنا كمجتمع أن نكثف من الوقفات الاحتجاجية والشعبية ضد هذه السياسات القمعية وغيرها من أشكال الاستهداف".

وذكر الأسير المحرر والكاتب أمير مخول، لـ"عرب 48"، أن "هناك قلق حقيقي في ظل الاعتقالات الإدارية وغيرها التي تستهدف المجتمع وقياداته، وهذا يشير إلى وجود مخطط لاستهدافنا في الداخل، وقد بدأ هذا المخطط بالنضوج والتنفيذ على المواطنين، إذ أنه بعد محاولات الحسم في غزة والضفة يبدو أن هناك الدور سيكون علينا في الداخل، حيث أن ما بدأ منذ هبة الكرامة كان عبر ميلشيات ينفذ اليوم عبر أدوات الدولة".

وتطرق إلى اعتقال إغبارية بالقول، إن "هذه سياسات جديدة وهو معروف بتوجهاته منذ سنوات وليس بالأمر الجديد، ومن الواضح أنه من خلال اعتقاله يريدون إيصال رسالة أنهم لا يستثنون أحدا إذا أردوا، ولكن يبقى السؤال كيف سنتصرف نحن؟ الموضوع بحاجة إلى وقفة واحدة وموحدة رغم الظروف الصعبة".

وقال أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي، خالد عنبتاوي، لـ"عرب 48"، إنه "نقف رفضا للاعتقال الإداري بحق رجا إغبارية والاعتقالات الإدارية بشكل عام التي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة منذ عقود، وارتفعت بشكل كبير في الآونة الأخيرة في ظل موجة تحريض غير مسبوقة والملاحقات السياسية المستمرة والتي اشتدت مع الجرائم في غزة".

وأوضح أن "هذه الملاحقات لن تكون حالة مؤقتة بل تمثل ملامح المرحلة المقبلة، والتي تهدف إلى إعادة رسم مفهوم المواطنة في الداخل وفق رؤية اليمين الإسرائيلي، عبر تقليص كل هوامش العمل السياسي وحرية التعبير والانتماء والتنظيم".

وختم عنبتاوي بالقول، إن "المطلوب منا الآن هو التفكير في كيفية مواجهة هذه السياسات بشكل وحدوي، فهي تستهدف الجميع من دون استثناء من صحافيين وفنانين وسياسيين وإعلاميين ومواطنين. هذه الدائرة لا تترك أحدا خارجها ويجب أن نواجهها بكل الوسائل القانونية والشعبية والسياسية".