رام الله - صدى نيوز - تضاربت الأحاديث والمعلومات مؤخرًا حول مرجعية المفاوضات المتعلقة بإضراب "الحرية والكرامة" الذي يخوضه أكثر من 1800 أسير فلسطيني بسجون الاحتلال الإسرائيلي، وسط تكتيم فلسطيني؛ إلا أن العادة جرت أن يخوض الأسرى مفاوضاتهم دون تدخل خارجي.

وترفض سلطات الاحتلال حتى اللحظة التفاوض مع الأسرى قبل إنهاء إضرابهم عن الطعام المستمر منذ 36 يومًا على التوالي، وسط دعوات مسؤولين بتركهم يموتون من الجوع.

رئيس اللجنة الإعلامية للإضراب عبد الفتاح دولة قال إن: "عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ يجري مفاوضات مع السلطات الإسرائيلية حول الأسرى المضربين عن الطعام".

وأضاف دولة أن المفاوضات التي يقودها الشيخ بطلب فلسطيني "تستند إلى مطالب الأسرى" التي رفعوها منذ اليوم الأول لإضرابهم منذ 17 من أبريل الماضي، لافتًا إلى "عدم حصول تقدم حتى مساء أمس الأحد".

وكان رئيس حكومة التوافق رامي الحمد الله قال في تصريحات صحفية إن الشيخ مكلف من الرئيس محمود عباس بمتابعة أوضاع الأسرى المضربين عن الطعام.

وتواترت تقارير إعلامية عن الإحراج الذي يسببه إضراب الأسرى للرئيس عباس، خاصة أن من يقوده الأسير مروان البرغوثي الذي خرج أمام عباس خالي الوفاض من اللجنة المركزية، بدون أن يسند له أي منصب رسمي، رغم حصوله على أعلى الأصوات في الانتخابات الداخلية الأخيرة".

"قيادة الإضراب"

وأشارت بعض التقارير إلى أن البرغوثي أعلن التحدّي، ورفض كل "مساومات اللحظة الأخيرة" الداعية لتأجيله، ولن يتنازل عن هذه الخطوة حتى تحقيق كافة مطالب الأسرى، وإن كان سيدفع من صحته وحياته ثمنًا لذلك.

بدوره لفت دولة إلى أنه لا مشكلة في أن يحمل وزير الشؤون المدنية مطالب الأسرى؛ فمن يحدد طبيعة المعركة هم الأسرى، واستدرك قائلًا: "لكننا نريد مفاوضات يكون لقيادة الإضراب دور فيها".

وكان وزير الأسرى السابق القيادي في حركة حماس وصفي قبها بيّن أن قيادة الإضراب تتمثل في قائد الإضراب وممثل عن حركة فتح الأسير مروان البرغوثي، والأسير شادي أبو عمر عن حماس، والأسير مهند الشيخ عن الجهاد الإسلامي، والأسير وجدي جودة عن اليسار-جبهة ديمقراطية.

ونوه دولة إلى أن الشيخ يتسرع في الإعلان عن تقدم هذه المفاوضات، مشيرًا إلى أن ذلك سيحرف البوصلة عن الوضع الصحي الصعب و"الكارثي" الذي يعيشه الأسرى.

وكان الشيخ قال في تصريحات صحفية أمس، إن: الأيام المقبلة ستشهد "انتصار الأسرى" في معركتهم، وهناك "استجابة جزئية" لبعض مطالبهم، رافضًا الخوض بتفاصيلها حتى لا يؤثر ذلك على المسار العام الإضراب.

"أثرت سلبًا"

من جانبه، قال الأسير المحرر محمود مرداوي إن: "الأصل أن يقود الأسرى المضربون عن الطعام المفاوضات؛ فهم الأقدر على إدارتها، لتحقيق أهدافهم ومطالبهم التي وضعوها".

وأضاف مرداوي  أن كل الإضرابات التي تم التدخل فيها من قبل الخارج (خارج السجون) أثرت سلبًا على مجريات الإضراب والأهداف التي يُسعى لتحقيقها.

واستدرك الأسير المحرر أن هذا لا يمنع من أن تجري مفاوضات بين الاحتلال مع جهات خارج السجن؛ لكن أن تكون بالتنسيق مع الأسرى؛ لا أن تُملي عليها لاعتبارات سياسية؛ الأمر الذي سيصعب من تحقيق الأهداف.

ولفت إلى أن التدخل الخارجي بالإضراب يضر ولا يُعجل بإنهائه؛ لأن هذا التدخل تعتبره إدارة السجون ضعفًا، وستراهن على عامل الزمن لإنهاء الإضراب.

وكشفت صحيفة الشرق الأوسط الاثنين الماضي 15 مايو أن الاحتلال والسلطة الفلسطينية يرغبان في الوصول إلى اتفاق يُنهي الإضراب قبل وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى المنطقة.

ووصل الرئيس الاميركي دونالد ترمب ظهر اليوم الاثنين إلى "إسرائيل"، قادمًا من السعودية.