رام الله - صدى نيوز - منذ سنوات والسياسة القطرية لم تختلف، خاصة في ما يتعلق بالتدخل في شؤون الآخرين والعمل على إثارة القلاقل. وهذا ما جاء متطابقا مع تصريحات مسربة قديمة لأمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني، ورئيس وزرائه آنذاك حمد بن جاسم آل ثاني.
أمير قطر السابق شدد في تصريحاته القديمة، التي أعيد نشرها بعد تصريحات الأمير الجديدة المهددة لأمن المنطقة، شدد على دعم بلاده لكل الحركات المعارضة وعلاقاته بها وقال "جميع المعارضة لنا علاقة معها، وإحنا أكثر دولة سببت إزعاجا للسعودية."
ويبدو أن قطر متخصصة بالتصريحات المثيرة للجدل. فبالأمس القريب، اعتبر أمير قطر تميم بن حمد، أن قاعدة العديد الأميركية على أرض بلاده، تشكل حصانة ضد ما أسماها "أطماع دول الجوار".
لكن يبدو أنه تناسى إقرار والده المتسبب في إزعاج الجوار، بل والمنطقة برمتها، عبر الدعم الخفي لتنظيمات متطرفة تعتبرها الدوحة جماعات معارضة، حتى وإن كانت الأمم المتحدة تصنف كثيرا منها بالإرهابية.
يتحدث أمير قطر السابق في التسريب عن دعم حركات التمرد ويقول "تشجيع الحركات الداخلية، لأن نحن من مصلحتنا دعم هذه الحركات بهدوء، لأن القضية قضية وقت."
في سبيل ذلك، توفر قطر لتلك الحركات، أذرعا إعلامية تمولها بالكامل، باعتبارها جماعات معارضة تبحث عن منبر، وتتيح لها المجال للظهور. فيقول "إحنا اللي خلقنا قناة الحوار في لندن، وإحنا اللي بنغذي قناة الجديد في لبنان."
ويعرف كثير من الإعلاميين أن صحفيي قناة المنار وقناة الجديد تدربوا في قطر، وبالذات في قناة الجزيرة.
وجه آخر لسياسة قطر في الخفاء، يظهر في قول أميرها السابق أثناء المكالمة المسربة "الأمريكان لو نجحوا في العراق، الخطوة الثانية على السعودية."
ويشير ذلك الكلام إلى مؤامرة كانت مبيتة ضد الجوار، في حين يتم توثيق عرى الصداقة مع إيران وإسرائيل، كما تحدث الأمير الحالي، في معرض شرح علاقة بلاده مع البلدين في تصريحات له بثت عبر وكالة الأنباء القطرية الرسمية.
لكن يبدو أن تلك العلاقة لها جذورها القديمة، ولقطر فيها مآرب عدة، وهو ما أكده قول حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس وزراء قطر السابق "علاقتنا مع إسرائيل، ساعات إذا وجدنا الضغط السعودي زاد على الأمريكان، هم (الإسرائيليون) يخففون الضغط علينا بسبب علاقتنا معهم، المنطقة مقبلة على بركان."
كانت قطر تعرف أن المنطقة مقبلة على بركان، لأنها منذ البداية كانت من المخططين لحدوثه. فأميرها الحالي يعتبر إيران ضامنة للاستقرار في المنطقة، رغم الدور الإيراني المزعزع لهذا الاستقرار.
لكن يبدو أن السياسة القطرية المؤيدة لنظيرتها الإيرانية، تقوم بدور آخر لذات الهدف، وذلك عبر تحريض الشباب على بلادهم واستقرارها. وفي هذا السياق قال حمد بن جاسم "نخلق علاقات شخصية مع هؤلاء الناس اللي في المفاصل هذا جزء مهم في العملية، هؤلاء يذهبون إلى لندن باريس روما وسويسرا تشتغل عليهم سفارتنا بهدوء وهذا لا يكلف شيء."
صحيح أنه لا يكلف شيئا.. فالإسهام في زعزعة استقرار الجوار ومد يد الصداقة لمن يسعى لذات الهدف، تبقى معادلة ثابتة في السياسة القطرية.