هكذا أشعل الغاز الأزمة الخليجية!
رام الله - صدى نيوز - نشر موقع "نيو إيسترن أوتلوك" تقريراً للكاتب ويليام إنغدال تساءل فيه عما إذا خسرت واشنطن الشرق الأوسط بعد قطر، نافياً أن تكون الحرب ضد الإرهاب وراء قرار السعودية وغيرها من الدول الخليجية مقاطعة قطر ومؤكداً أنّ هذه الخطوة مرتبطة بمن سيسيطر على أكبر حقول احتياطات الغاز في العالم أو من سيسيطر على سوق الغاز العالمية.
في هذا السياق، شدّد إنغدال على أنّ أننا اليوم في فجر عصر حروب الغاز، وذكّر بزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السعودية مؤخراً من أجل الدفع باتجها فكرة إقامة ناتو عربي سني لمحاربة الإرهاب، معتبراً أنّها أشعلت مرحلة جديدة من حروب الغاز الأميركية الناشئة.
وتحدّث إنغدال عن الاجتماع في 15 آذار 2009 بين أمير قطر السابق حمد بن خليفة الثاني والرئيس السوري بشار الأسد، لافتاً إلى أنّ الأخير رفض اقتراح الأمير خليفة مدّ خط أنابيب الغاز من حقل قطر الكبير في الخليج الفارسي عبر محافظة سوريا إلى تركيا ومنها نحو سوق الغاز الأوروبي، بسبب العلاقات الجيدة الطويلة الأمد مع روسيا في مجال الغاز وعدم رغبته بتقليص صادرات الغاز الروسي إلى الاتحاد الأوروبي لمصلحة الغاز القطري.
وأضاف أنّه سوريا والعراق وإيران، وقعت في تموز العام 2011، بموافقة موسكو، اتفاقاً لمدّ خط أنابيب مختلف يسمى "خط أنابيب الصداقة"، من أجل إرسال غاز حقل بارس الجنوبي إلى سوق أوروبا الناشئة عبر العراق وسوريا وإلى البحر المتوسط عبر لبنان.
وتابع إنغدال مشيراً إلى أنّ عام 2011 كان بداية تدفق الأموال القطرية لتسعير الحرب ضدّ الأسد مدعومة آنذاك بالسعودية والدول الخليجية السنية الأخرى وفي حينها تركيا أيضاً التي رأت طموحاتها الجيوسياسية الأوروبية والآسيوية تتبدد، على حدّ قوله.
وعليه، رأى إنغدال أنّ الأحلام القطرية بمدّ خط أنابيب عبر حلب إلى تركيا ومنها إلى دول الاتحاد الأوروبي تبددت مع دخول روسيا على خط الحرب السورية، كاشفاّ أنّ محادثات سرية بدأت حينها مع طهران من أجل التوصل إلى تسوية بشأن الاستفادة من حقل بارس الجنوبي.
عن هذه المحادثات، قال إنغدال إنّ تقارير أفادت بأن الدوحة وإيران توصلتا إلى اتفاق بشأن البناء المشترك لخط أنابيب غاز من إيران إلى البحر المتوسط أو تركيا والذي سينقل الغاز القطري إلى أوروبا، وذلك مقابل موافقة الدوحة على إنهاء دعمها للإرهاب في سوريا.
في هذا الإطار، رأى إنغدال أنّ واشنطن والرياض وتل أبيب تعاونت على مهاجمة إيران وقطر من أجل تجنب هذه الكارثة الجيوسياسية، فاتهمت قطر بدعم الارهاب العالمي.
في ما يتعلق بفرص نجاح السياسة الأميركية، أكّد إنغدال أنّها سترتد على داعميها، مشيراً إلى أنّ إيران عرضت تقديم المساعدات الغذائية وغيرها لكسر الحصار، وإلى أنّ وزير الخارجية الروسي التقى مؤخراً نظيره القطري في موسكو، وإلى أن البحرية الصينية رست في أحد المرافئ الإيرانية للمشاركة في مناورات عسكرية إيرانية صينية مشتركة في مضيق هرمز.
إلى ذلك، استند إنغدال إلى تقارير صدرت مؤخراً من امستردام، وقال: "قطر بدأت فعلاً ببيع الغاز المسال للصين بالرنمينبي (العملة الصينية) وليس بالدولار الأميركي. وفي حال ثبتت صحة ذلك فإن الأمر ينطوي على تحول كبير في قدرة الدولار الأميركي، الأساس المالي لقدرت واشنطن على شن الحروب في كل مكان وإدارة عجز فيدرالي ودين عام يفوق 19 تريليون دولار."
وأضاف: "إيران رفضت فعلاً استخدام الدولار في قطاع النفط، وروسيا باعت غازها للصين بالروبل أو الين. إن هذا التحول الكبير لمصلحة التبادل التجاري العالمي بالرنمينبي أو الروبل الروسي أو غيرها من العملات غير الدولار، سيكون بمثابة الأيام الأخيرة لقوة أميركا العظمى".
ختاماً، سأل إنغدال: "هل من الممكن أن ينعى العصر الأميركي الذي تنبأ به المؤرخون في وقت قريب من عام 2017 عندما تفقد الولايات المتحدة ما سماه ديك تشيني "الجائزة الاستراتيجية" في توصيفه لمنطقة الشرق الأوسط الغنية بالطاقة؟".