جمهورية الصين الشعبية والتي عُرف عنها انها تؤمن بالسلام مع جميع الشعوب ، ومعظم فكرها ضد استغلال الغير ، ولم نشهد في يوم من الايام قيام جمهورية الصين باحتلال او اغتصاب لاراضي الغير ، او دعم او اعتراف بدول تحتل اراضي شعوب أخرى  .

امريكا وأدواتها تشن حرباً غير مسبوقة على جمهورية الصين ليس فقط الحرب الاقتصادية والتي تشتعل الان من خلال إجراءات علنية بفرض ضرائب وجمارك وحظر شركات صينية ، وإنما خلق فتنة داخل المجتمع الصيني  وعداوات مع الأمم الأخرى ، وليس آخرها ما تشيعه حول استهداف المسلمين في شينجيانغ التي يعيش فيها الايغور الذين يعتنقوا الديانة الاسلامية وهم مجموعة مسلمة من أصول تركية تنتشر في عدة دول .

هذه المنطقة ومن خلال التقارير شهدت تقدما غير مسبوق اقتصاديا حيث فيها النفط والغاز والمعادن ويمارس السكان فيها معتقداتهم وفق الدستور الصيني الذي يكفل حرية المعتقد ، كما هو الحال في ننغشيا والتي يعيش فيها ايضا حوالي ١١ مليون مسلم ولديهم المساجد والجامعات التي تدرس الاسلام ولديهم الحرية الكاملة باداء معتقداتهم ، وعندما زرت هذه المنطقة وجدت ان من فيها يمثل الاسلام الحقيقي من حيث السلوك والتربية والاخلاق وتقبل الاخر  ، وفيها معاهد ومدارس تعد الفرد الصيني لكي يساهم في خطة الدولة نحو الرفاهية والتي حددها مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني تنتهي في العام ٢٠٥٠.

زرت بكين وفيها من المساجد الأجمل في العالم والتي تمتلىء بالمصلين ، وكم كان ملفتًا للانتباه عندما كنت اسير مع سائق في شوارع شنجن التي تقع بالقرب من هون غونغ توقف السائق بعد ان استأذن مني لشرب الماء حين حان وقت الفطور في  شهر رمضان المبارك وقال لي : انه صائم ، وهو لا يعلم اني مسلم .في الصين رأيت الاسلام رغم قلة عدد المسلمين فيها من اخلاقهم وسلوكهم وحسن معاملتهم.

امريكا تخشى من التقدم الاقتصادي والعسكري للصين وبالتالي تحاول خلق صراع ديني بين الصين والدول الإسلامية وتزوير الحقائق  حول معاملة المسلمين علما اننا زرنا هذه المناطق وقابلنا المسلمين هناك وجدناهم انهم يعيشوا بحرية تفوق معظم دول العالم ، ولا ننفي ان في الصين قرار محاربة الاٍرهاب حيث خرج من بعض المناطق ممن شاركوا بأعمال ارهابية وتم ملاحقتهم ، وبشهادات وتصريحات من الامريكان أنفسهم ، والصين دولة أولى في محاربة الإرهاب وهي الأقل في العالم يخرج منها ارهابيون بسبب للسياسة الصارمة في وأد الاٍرهاب في مهده ، وهذه سياسة لديهم معلنة تنسجم مع اجماع العالم حولها.

استمرار امريكا بزرع بذور فتنة بين الصين والأمة العربية والإسلامية بات واضحا وسيفشل ، حيث ان الصين كان الدولة الأولى في فتح مكتب للثورة الفلسطينية في بكين ، ولم تعترف بإسرائيل الا بعد اعتراف فلسطين بها ، موقفها ثابت ضد اي احتلال في العالم وهذا ظاهر من موقفها الثابت الذي لم يتزحزح في دعم القضية الفلسطينية وفق ما يحدده قادة الشعب الفلسطيني ، ونقولها بصراحة ان موقف الأمة الإسلامية بوصلته موقف تلك الدول من قضية فلسطين قضية قبلتهم الأولى والتي امريكا اعتمدتها دولة الكيان الاسرائيلي المغتصب للأرض العربية الإسلامية ، والذي يرتكب المجازر ضد اخوانهم الفلسطينين .

تجربتنا مع امريكا سبقت الصين كانت وما زالت تزرع الشقاق بين الدول العربية والإسلامية بخلافات منها شيعي وسني وعلوي ، ومشاكل حدود وهمية خلقتها لمنح الاحتلال الاسرائيلي التفوق عليها والسيطرة على منابع النفط فيها ، في ليبيا ومصر والعراق وآخرها سوريا ، واستطاعت  للأسف تدمير تلك الدول من خلال إدارة وتمويل الحروب الداخلية .
امريكا تشعر بالقلق من العلاقات المميزة والمتزايدة بين الشعوب العربية والإسلامية والصين ، وسيطرة الشركات الصينية بمنتجاتها المميزة والرخيصة على الأسواق العربية والإسلامية وتسعى بشتى الوسائل لوقفها ومنها هذه الحملات واثارة نعرات دينية  .

الصين دعت وتدعوا اي جهة تبحث عن الحقيقة لزيارة شينجيانغ والاطلاع بشكل مباشر على حياة الناس هناك ، ولكنها في الوقت نفسه لن تسمح لمن يدعي ذلك من بعض المؤسسات التي تكتب تقرير مموله  ضد جمهورية الصين من الإمبريالية الامريكية  كلها تقارير موجهة ومزورة والتي هدفها واضح منع الصين من التطور والتقدم بإشغالها بفتن داخلية وخارجية .