إن كان لإنسان حق الفوز بجائزة نوبل للسلام للأبد في كل عام فإن الفلسطيني عيسى ابن مريم المولود في بيت لحم قد استحقها وفاز بها حتى قبل أن تعرفها قبل حوالي الفي عام.

المسيح عيسى ابن مريم قدم السلام والمحبة للانسانية على رغبات نفسه وجسده وافتداها بآلام وجراح أعملها الظالمون بجسده حتى ارتقى شهيدا.

الفلسطيني عيسى ابن مريم كان ضحية تحالف قياصرة الاستعمار الظالم مع المعجونة ادمغتهم من طين العدائية والكراهية للسلام والمحبة بين سلالة آدم، أما اليوم فان تحالف اباطرة الغزو والاستعمار مع مجرمي الحرب المستوطنين الذين يسعون لإنهاء حياة وسيرة الشعب البعملية صلب دموية يعملون بكل وسائلهم اللااخلاقية المجردة من القيم والعقائد والقوانين الانسانية على ايقاف نبض قلبه الى الأبد عبر تسريع نزيف اوردته وشرايينه، وإبقاء جسده عاريا فريسة للجوارح!.

المسيح قام وارتقى بعد أن حرر نفوسا وقلوبا من سجون الظالمين ومن زنازين الشيطان واحيا امواتا بإذن الله، والشعب الفلسطيني قام كطائر الفينيق ليحلق ويرتقي، ليحرر الانسانية من هيمنة وجبروت الظالمين المستعمرين، وإحياء الأمل بصبح حرية وعدل وسلام تطلع شمسه على العالم بحكمة وتعقل رئيس السلام الفلسطيني مع أحرار العالم.

آمن ابناء المسيح بقدرتهم على انتزاع الأمل من دروب الحياة المثخنة بالجراح والآلام والمعاناة، ومضوا على درب افتداء الانسانية وسعوا بدعوتهم لتكريس الحق والعدالة والسلام والمحبة لتصبح منهجا ناظما لعلاقة الانسان بأخيه الانسان.

آمن المناضلون الفلسطينيون الأحرار بقدرة شعبهم على انتزاع الحرية فمضوا في درب افتداء الوطن، وكانت رسالتهم للعالم أن جذورنا الوطنية مرتبطة مع جذور الانسانية ولا يمكن فصلهما ابدا، وأن  فلسطين العربية المقدسة لدى المؤمنين في العالم ستبقى وطنا للسلام والمحبة كما كانت مركز الأنبياء لنشر دعواتهم للسلام بين الشعوب والأمم.

يفرح المؤمنون بعيد الميلاد المجيد لأن المسيح عيسى ابن مريم قد استطاع غرس قيم السلام والمحبة بين أبناء آدم لا تفريق ولا تمييز بين واحد وآخر، فكل البشر سواسية عند الله، ويفرح الشعب الفلسطيني رغم جراحه وآلامه لأنه الوريث الطبيعي والتاريخي لوطن المسيح ومبادئ وقيم وكتاب المحبة والسلام الجامعة لشعوب الأرض وأممها، تقوده طبيعته الإنسانية للتجذر بأرض وطنه فلسطين يفتديها ويحمي مقدساتها، ويستخدم حقه المشروع في بناء مستقبله على ارضية حاضره وتاريخه العريق، وما الفرح بالعيد إلا مقاومة سلمية، لدحر الظالمين وتبديد اهدافهم في نشر المآسي والأحزان.. وترتيل آيات واسفار الحق في صلواته وحياته العملية، لاعادة  السلام الى ربوع الوطن (فلسطين) الشاهد على انبثاق الانوار  من مهد المسيح.

تنويه: تصحيحا لمعلومة وردت في مقالتنا يوم الثلاثاء الماضي، فإن عدد الشهداء العرب في صرح (بوابة العز والوفاء) التي افتتحتها (مؤسسة الأرض) في نابلس 145 شهيدا منهم 142 عراقيا وسوري ولبناني واردني، وليس سبعين شهيدا كما كتبنا، لذا نرجو المعذرة.. وأشكر الدكتور عوني شحرور على المعلومة الدقيقة التي زودنا بها.