بعد الإطاحة بالقذافي  عام ٢٠١١ أصبحت ليبيا، لعبة بيد الجميع وساحة صراع دولية،  تتصارع فيها دول أوربية وعربية حيث تجد تركيا وقطر  وروسيا وفرنسا في خندق الحكومة المعترف بها دوليا، والتي يقودها فائز السراج وقوات المشير خليفة حفتر التي تدعمها مصر والإمارات والأردن وتجد ان ايطاليا تقف معهم .

ليبيا التي فيها أكبر إحتياط نفط في افريقيا، والبوابة الرئيسية لتهريب البشر لاوروبا وفيها عدد كبير من الجماعات المسلحة التي تقلق دول الجوار  تجعل منها منطقة صراع دولي .

تركيا لم تكتفي بإرسال دعم معدات عسكرية بل أرسلت جنود سوريون، للحكومة المعترف بها دوليا وفِي المقابل روسيا أرسلت ٢٥٠٠ جندي من المرتزقة  لقوات حفتر ، موازين القوى في الساعات الاخيرة لصالح قوات حفتر التي دخلت واحتلت مدينة سرت وتزحف باتجاه طرابلس  تملك تفوق بالتغطية الجوية على الحكومة الشرعية .

الصراع دولي بامتياز وقد يتسبب بحرب أهلية لا تخدم ليبيا وشعبها مستقبلا، و انعدام أفق التوصل لاتفاق يخرج البلاد من حالة الحرب، وقف إطلاق النار تجده محاولة وضع خطط للأطراف المتصارعة للعودة للحرب، انتصار احد الأطراف في ظل صراع الدول  صعب ، تدخل الامم المتحدة غير فعال.

المطلوب الان من الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي ومنظمة المؤتمر الافريقي تحرك قوي وسريع لحماية مصالحهم وانقاذ الشعب الريفي في ليبيا، لكن الحالة ستبقى مفتوحة لكل الاحتمالات وقد تنتقل لمناطق ودوّل مجاورة او أوروبية ، والواضح ان الدول لا تكترث سوى لمصالحها.